مكنة ابو هاجة !
د. زهير السراج
22 May, 2022
22 May, 2022
مناظير الاحد 22 مايو، 2022
manazzeer@yahoo.com
* يُروى ان احدهم ركب قطارا مظلما في إحدى الليالي وهو يحمل شنطة حديد ضخمة قام بوضعها بدون أن ينتبه فوق مسافر طويل القامة كان راقدا فوق أرضية القطار، فصاح المسافر غاضبا، فرفع صاحبنا الشنطة ووضعها في مكان آخر، ومرة أخرى صاح المسافر غاضبا لان الراكب وضع فوقه الشنطة مرة اخرى، وتكرر الموقف عدة مرات، وهنا صاح فيه الراكب: "يا زول أنت شتتوك؟"
* يعشق الكثيرون (التشتت) بين عدة مؤسسات وإدارات ولا يكتفون بإدارة مؤسساتهم أو إداراتهم أو وزاراتهم فقط، وكأن البلد لم تنجب غيرهم، وهى ظاهرة منتشرة بشكل كثيف فى أروقة الدولة، ولقد ارتبطت بشكل خاص بالنظام البائد حيث كان الكثيرون يجمعون بين عضوية المنصب الحكومى الرسمي والعديد من مجالس الادارات بالاضافة الى المنصب الحزبي وعدة مناصب فى اندية الكرة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الشعبية الأخرى، جريا وراء الفلوس والنفوذ والتسلط على العباد !
* يظن البعض ان الله وضع فيهم الحكمة وحدهم دون غيرهم من خلق الله، فيتصرفون على هذا الأساس، يدير الواحد منهم الوزارة كأنها مملكة خاصة له، هو الآمر الناهي، وهو من يقترح ويوصي، ومن ويسأل ويجيب .. إلخ، ولا يسمح لاحد سواه ان يشاركه السلطة والنفوذ، ولا يشبع بمنصب الوزير فقط، بل يهيمن على مناصب الوزارة بالكامل، فتجده يشغل منصب وزير الدولة والوكيل ونائب الوكيل والمدراء ورؤساء الأقسام .. الى آخر قائمة الوظائف!
* وعندما يكون موجودا بالوزارة فهو وحده الذى يقرر ويمضي ويختم، ويمنح ويمنع، وبسبب هذه الميزة العجيبة يتعطل دولاب العمل عدة ايام أو اسابيع وأحيانا شهور، لأنه ليس بمقدور شخص واحد أن يفعل كل شئ، فما بالك إذا كان عضوا فى عدة مجالس إدارات بالاضافة الى منصبه الحزبي والمناصب الأخرى التى يتشرف بحمل أعبائها، أما إذا غاب هذا السيوبرمان، فإن العمل يتوقف بالكامل، لأنه لا يسمح لأحد أن يفعل شيئا فى غيابه!
* هذه الحكمة الربانية الحصرية ليست وقفا على الوزراء فقط، فالكثير من المدراء ورؤساء الأقسام والباشكتبة وحتى السكرتيرات وموظفي الإستقبال يعتقدون أن الحكمة ملك حر لهم وحدهم فقط، ويتصرفون على هذا الأساس !
* بعض السكرتيرات عندما يغبن او يتغيبن عن العمل لأي سبب من الأسباب، يأخذن مفاتيح الأدراج معهن، ولأن البيه المدير الولهان لا يثق فى سكرتيرة غير سكرتيرته المخلصة، فهو لا يشغل نفسه كثيرا بهذه الأدراج المغلقة وتوقف دولاب العمل، بل انه فى كثير من الأحيان يتضامن مع سكرتيرته ويشاطرها الغياب حتى يقيض الله لسيادتها العودة ظافرة مظفرة، فيظهر المدير أخيرا وهو يكابد الشوق وآلام الفراق!
* أنظر حولك، ستجد الكثير جدا من الشخصيات (المشتتة)، غفير مركب مكنة مدير، ومدير مركب مكنة وزير، ووزير مركب مكنة والي، ووالي مركب مكنة حاكم، (وابوهاجة مركب مكنة البرهان) والبرهان وحميدتي مركبين مكنة رؤساء، وربما تكون أنت نفسك مركب مكنة 12 بستم وحارق جاز وحارق دمك ودم خلق الله، ونصيحتي لك .. حاول تتلمَ شوية، وأراهن أنك لن تنجح لانك تعودت على التشتت فى وطن المشتتين محتكري الحكمة، ولا يمكنك العيش بدون أن تتشتت وتتحكم في من حولك!
* ولكن اعمل حسابك، فلكل بداية نهاية، وحتما ستتحول الى حديد خردة في يوم من الايام .. مجرد حديد خردة، ولن يكون مصيرك سوى الفرامة!
manazzeer@yahoo.com
* يُروى ان احدهم ركب قطارا مظلما في إحدى الليالي وهو يحمل شنطة حديد ضخمة قام بوضعها بدون أن ينتبه فوق مسافر طويل القامة كان راقدا فوق أرضية القطار، فصاح المسافر غاضبا، فرفع صاحبنا الشنطة ووضعها في مكان آخر، ومرة أخرى صاح المسافر غاضبا لان الراكب وضع فوقه الشنطة مرة اخرى، وتكرر الموقف عدة مرات، وهنا صاح فيه الراكب: "يا زول أنت شتتوك؟"
* يعشق الكثيرون (التشتت) بين عدة مؤسسات وإدارات ولا يكتفون بإدارة مؤسساتهم أو إداراتهم أو وزاراتهم فقط، وكأن البلد لم تنجب غيرهم، وهى ظاهرة منتشرة بشكل كثيف فى أروقة الدولة، ولقد ارتبطت بشكل خاص بالنظام البائد حيث كان الكثيرون يجمعون بين عضوية المنصب الحكومى الرسمي والعديد من مجالس الادارات بالاضافة الى المنصب الحزبي وعدة مناصب فى اندية الكرة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الشعبية الأخرى، جريا وراء الفلوس والنفوذ والتسلط على العباد !
* يظن البعض ان الله وضع فيهم الحكمة وحدهم دون غيرهم من خلق الله، فيتصرفون على هذا الأساس، يدير الواحد منهم الوزارة كأنها مملكة خاصة له، هو الآمر الناهي، وهو من يقترح ويوصي، ومن ويسأل ويجيب .. إلخ، ولا يسمح لاحد سواه ان يشاركه السلطة والنفوذ، ولا يشبع بمنصب الوزير فقط، بل يهيمن على مناصب الوزارة بالكامل، فتجده يشغل منصب وزير الدولة والوكيل ونائب الوكيل والمدراء ورؤساء الأقسام .. الى آخر قائمة الوظائف!
* وعندما يكون موجودا بالوزارة فهو وحده الذى يقرر ويمضي ويختم، ويمنح ويمنع، وبسبب هذه الميزة العجيبة يتعطل دولاب العمل عدة ايام أو اسابيع وأحيانا شهور، لأنه ليس بمقدور شخص واحد أن يفعل كل شئ، فما بالك إذا كان عضوا فى عدة مجالس إدارات بالاضافة الى منصبه الحزبي والمناصب الأخرى التى يتشرف بحمل أعبائها، أما إذا غاب هذا السيوبرمان، فإن العمل يتوقف بالكامل، لأنه لا يسمح لأحد أن يفعل شيئا فى غيابه!
* هذه الحكمة الربانية الحصرية ليست وقفا على الوزراء فقط، فالكثير من المدراء ورؤساء الأقسام والباشكتبة وحتى السكرتيرات وموظفي الإستقبال يعتقدون أن الحكمة ملك حر لهم وحدهم فقط، ويتصرفون على هذا الأساس !
* بعض السكرتيرات عندما يغبن او يتغيبن عن العمل لأي سبب من الأسباب، يأخذن مفاتيح الأدراج معهن، ولأن البيه المدير الولهان لا يثق فى سكرتيرة غير سكرتيرته المخلصة، فهو لا يشغل نفسه كثيرا بهذه الأدراج المغلقة وتوقف دولاب العمل، بل انه فى كثير من الأحيان يتضامن مع سكرتيرته ويشاطرها الغياب حتى يقيض الله لسيادتها العودة ظافرة مظفرة، فيظهر المدير أخيرا وهو يكابد الشوق وآلام الفراق!
* أنظر حولك، ستجد الكثير جدا من الشخصيات (المشتتة)، غفير مركب مكنة مدير، ومدير مركب مكنة وزير، ووزير مركب مكنة والي، ووالي مركب مكنة حاكم، (وابوهاجة مركب مكنة البرهان) والبرهان وحميدتي مركبين مكنة رؤساء، وربما تكون أنت نفسك مركب مكنة 12 بستم وحارق جاز وحارق دمك ودم خلق الله، ونصيحتي لك .. حاول تتلمَ شوية، وأراهن أنك لن تنجح لانك تعودت على التشتت فى وطن المشتتين محتكري الحكمة، ولا يمكنك العيش بدون أن تتشتت وتتحكم في من حولك!
* ولكن اعمل حسابك، فلكل بداية نهاية، وحتما ستتحول الى حديد خردة في يوم من الايام .. مجرد حديد خردة، ولن يكون مصيرك سوى الفرامة!