ملتقى الإعلاميين .. جمال الوالي يكشف سرا (4-4) … بقلم: عبدالباقى الظافر

 


 

 

alzafir@hotmail.com

 

  

اضبط ..حالة اختطاف في شارع النيل !!

 

تيتاوى وقوش من الغائبين وأمين حسن عمر لم تشمله الدعوة.

 

(أهل العوض) يشكون التهميش وكرار التهامي ممثلهم الوحيد !

 

يا خبر.. في جامعة الخرطوم أولى معمار قبول خاص!!.

 

خبير جامعي ..البترول السوداني سينضب بعد 25عاما.

  

ربما أدركت وزارة مجلس الوزراء بحكمة ليس بالكلام وحده يحي الإعلاميون ..فبسطت ما طاب ولذ من أطباق الطعام الشهي .. التنافر بين الشريكين انتقل إلى موائد الطعام ..بينما احتفى الوزير كمال عبد اللطيف بضيوفه مابين برج الفاتح الشاهق ومطعم القيروان الفاخر ..بسط الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم بساط التقشف واكتفى بحفل شاي  مبسط  ولسان حاله يقول انظروا إلى  تقشفنا .

 

مائدتنا الأولى استضافها الاتحاد العام للصحفيين السودانيين بدراه العامرة بمقرن النيل ..جغرافيا الإنقاذ جعلت دار الصحفيين.. بيت السلطة الرابعة مابين الخدمة الوطنية والشرطة الشعبية ..الدار هذه تشهد على تعاظم العلاقة بين وزارة عبد اللطيف واتحاد تيتاوى ..هذه الدار كانت بيتا حكوميا قبل ان يتكرم الوزير كمال عبد اللطيف ويجعلها دار للصحفيين ..المكرمة الوزارية نظر إليها الناقمين باعتبارها محاولة احتواء بينما يراها الموالين رمزا يجسد التعاون الايجابي والشراكة الذكية بين الحكومة والصحافة .

  

ليلتنا يحيها فنان الطنبور جعفر السقيد ..استهلالية كانت مسار تعليقات بعض الحضور  ..إلا أنها أسعدت الصحافي المثير للجدل عمار محمد ادم.. الذى رقص وعرض .. وعمار شكل حضورا لافتا وأنيقا في أمسيات المنتدى .

 

هذه الليلة غاب فيها معظم رؤساء التحرير ..لم المح احمد البلال الطيب ..وبالطبع غاب حسين خوجلى ..مصطفى ابوالعزائم جاء وانسحب بسرعة ..بينما اختار عادل الباز ان يحضر في الفاصل الأخير..إلا ان الغياب الأكبر كان للدكتور محي الدين تيتاوى رب الدار ..أدركنا بعدها ان تيتاوى في (مأمورية )  خارجية ..وبالفعل عاد في اليوم الأخير للملتقى .. ولم يتمكن من إسماع صوته للضيوف

 

أيضا غاب عن كل جلسات الملتقى الاعلامى الكبير دكتور أمين حسن عمر ..أمين حسن عمر الذى خدم مشروع الإنقاذ صحافيا ووزيرا لم تصله رقاع الدعوة .. وعلى ذكر الغياب والغائبين ..كان من ضمن فعاليات الملتقى جلسة حوار وجدال يخاطبها الفريق صلاح قوش رجل الإنقاذ القوى. سانحة تأهب لها خصوم الإنقاذ من ذوى الثارات القديمة والذكريات الأليمة .. ..ولكن الجنرال اعتذر في اللحظات الأخيرة ..ولم يرسل من ينوب عنه..اعتذار حمل في طياته أكثر من احتمال واحتمال .

 

نعود إلى مقرن النيلين ..غياب الكبار ..أتاح الفرصة لأعمدة الصحافة ونجومها الجدد ..فكان هنالك الهندي عزالدين ..الطاهر حسن التوم..الطاهر ساتى ..ضياء الدين بلال والذي أصبح قريبا ومقربا من الحكومة حيث ترأس اللجنة الإعلامية للملتقى

 

في المائدة التي جلسنا فيها ..جاءت سيرة الدكتور كرار التهامي الذى عين مديرا لجهاز المغتربين ..علق أحد الصحافيين المرموقين بالداخل والذي ينتسب إلى الجزيرة الخضراء ان كرارا هذا هو ممثل( أهل العوض)  الوحيد بالحكومة المركزية ..حتى الجزيرة أمست تشكو من التهميش ..القومة ليك يا وطن .

  

طعام اتحاد تيتاوى كان شهيا ..اشرف على البوفيه المفتوح طاقم (تطعيم)  مصري ..حكاية العمالة الأجنبية صارت أمرا مألوفا ..الجالية البنغالية السمراء أخذت نصيب الأسد ..بينما تخصص المصريون من أبناء النيل في الطعام و صناعة البناء والتشييد ..أما الصينيون فهم ملوك النفط في السودان .

 

يومنا الأخير بالخرطوم ..تجمعنا صباح 17مايو في حافلة صغيرة ..بغيتنا جامعة الخرطوم ..أخر المؤسسات التي عليها إجماع السودانيين كافة ..تجمعنا المحدود شكل تجانسا وتباينا ..يصلح لتكوين حكومة تصريف مهام بالخرطوم ..سلكنا شارع النيل وعبرنا القصر الجمهوري ..صرنا على مرمى حجر من الجامعة ..شرطي يلاحقنا ..ثم يلج إلى راحلتنا ( بلا احم ولا دستور) ..يبدو ان السائق ارتكب مخالفة مرورية.

 

الشرطي يؤمر السائق ان يعود إلى أدراجه ..حيث عليه ان يمثل أمام قائده ..توسلنا اليه ..مفاوضات عسيرة تولاها دكتور فاروق البدوي ..فاروق هذا تطبب خارج السودان ويقيم الآن بواشنطن ..لا أدرى كيف عبر من الطب إلى الإعلام ..رجل لطيف المعشر .. قال للشرطي نحن ضيوف حكومة السودان ..على موعد مهم مع مدير جامعة الخرطوم  ..الشرطي يصر بعودة الحافلة بمن فيها.

 

مداخلة ذات طابع قانوني قدمها الخبير كمال الدين بلال المقيم بلاهاي ..وطلب من الشرطي الإفراج عن الركاب ..مناشدة لم تثمر غير تعليمات خشنة ..( خبير لاهاي) يقول لرجل الشرطة هذه عملية اختطاف كاملة الأركان .

 

الأستاذ عبد الملك النعيم ..أدرك بخبرته مألات  الصراع بين المسدس والقلم ..تسلل من راحلتنا وافلت من الأسر ..عدنا إلى حيث القائد ..ضابط صغير يحمل نجمة واحدة على كتفه ..لم يكلف نفسه حتى تحيتنا ..نقاش بلا جدوى ..تركنا السائق بين أيد لا ترحم واستغلينا مركبة أخرى والنتيجة ضياع نصف ساعة من وقت الجميع ..اه يا بلدي الحبيب.. تمزيق القانون أيسر من تطبيقه .

 

مدير الجامعة الجديد بروفسور مصطفى إدريس ..كان في حالة تأهب قصوى ..جمع الإدارة العليا للجامعة ..تحدثوا عن الجامعة وخططها ..عن البحث العلمي ومجالاته ..عن الجامعة وخريجيها ..شكوا ان الإعلام لا يهتم بأمر الجامعة .. وان ميزانية الجامعة الذكية يبلغ عجزها الشهري مليارا من الجنيهات .

  

مكاشفة ووضوح ..انتقد الزوار ترتيب الجامعة المتأخر في تصنيف الجامعات الإقليمية والدولية ..طالب احدهم بان تدرس الجامعة اللغة العبرية كغيرها من اللغات ..صب أخر اللعنات على سياسة القبول على النفقة الخاصة واعتبرها واحدة من أسباب تراجع مستويات الجامعة الأولى في السودان

 

دافعت الجامعة عن نفسها ..وقال نائب المدير ان الأسس التي تصنف بها الجامعات في كثير من الأحيان غير موضوعية ومربكة.. وقال ان أعداد المقبولين على النفقة الخاصة محدودة ..وان مستواهم لا يقل عن بقية الطلاب بل فجر مفاجأة عندما قال ان أولى كلية المعمار طالبة قبول خاص ,,ومفاجأة أخرى حينما أوضح مدير إدارة البحث العلمي ان بترولنا سينضب بعد نحو خمسة وعشرين عاما في أفضل التقديرات .

  

العشاء الأخير ..رواية دارت فصولها في النادي الالمانى بالخرطوم ..حيث نظمت سودانايل حفل صغير و معبر ..جمع سفرائها ..السفير جمال محمد إبراهيم من بيروت..سالم احمد سالم من باريس ..عبد الفتاح عرمان من واشنطن ..صلاح المليح من القاهرة ..صلاح هذا حالة خاصة عمه البشير وخاله سلفاكير ..أمه من قبائل الدينكا ووالده جعليا..أما هو فهو حركة شعبية (على السكين ) ..الولد خال.

 

طارق الجزولى ..رئيس التحرير شاب شفيف ورقيق ..اصغر مما توقعت..وأروع مما تصورت ..يتنقل بين ضيوفه كالفراشة ..مالك جعفر ومعتصم جعفر ..أشقاء أشقياء.. اختار مالك ان ينشط في السوق ..أما معتصم يتنازع مابين الصيدلة مهنته والرياضة هوايته .

  

السفير جمال محمد إبراهيم صاحب رواية دفاتر كمبالا والناطق الرسمي السابق بأسم وزارة الخارجية ..تجاذب أطراف حديث هامس مع سالم احمد سالم الذى قاتل بقلمه ذات الحكومة بلا هوادة .. (الشاب)  جمال يتأهب للجلوس على كرسي المعاش ..ستفقد الدبلوماسية رجلا ويكسب الأدب قلما

 

مصطفى البطل ..الصحافي اللامع ..والموظف القيادي السابق برئاسة مجلس الوزراء ..جاء في معية عادل الباز ..البطل كان أحد نجوم الملتقى ..منحه الوزير عبد اللطيف في خطابه الافتتاحي وسام الكتابة الوطنية ..أخر بيانات البطل نفيه القاطع ان يكون دفعة العم طلحة جبريل ..وجبريل هذا تتهيأ كريمته لمزاولة مهنة الطب قريبا في فرنسا.

  

انضم جمال الوالي إلى جلستنا ..هذا الوالي شغل الناس ..عندما كان الرئيس يدافع عن حكومته وأنها فتحت الأسواق لكل الناس ..جاءه صوتا من الصفوف الخلفية ..جمال الوالي يا ريس ..دافع عنه الرئيس وقال ان جمال ليس أثرى أهل المدينة ..ولكن الإعلام يلاحقه لأنه رئيس نادي عريق..سألت نفسي هل اشترى الوالي سودانايل أيضا ؟ .

  

كأن الرجل قرأ تساؤلاتي ..فكشف سر علاقته الكتابة والكتاب ..وقال ان والده كان أديبا يجل الأدباء ..بل انه ارتبط بعلاقة صداقة بالراحل عباس العقاد ..علق مازحا بعضكم يظن اننى لا أحسن إلا كتابة الشيكات ..بقى ان تعرف عزيزي ان جمال الوالي يجلس على قمة إدارة قناة الشروق .

 انتهت رحلة أسبوع بالخرطوم ..جرد الحساب يقول حققت الحكومة ما تريد ..عرضت بضاعتها في محفل ارتاده نحو ثلاثمائة أو يزيد من أهل الإعلام .. تبارى خطبائها في الزود عن حكومتهم ..وقدمت الإنقاذ مرافعتها للجميع  وقالت اقرأوا كتابيا ..ولكن العائد المهني لقبيلة الإعلاميين من الملتقى ..كان ضعيفا وغير محسوس ..عندما كنا نستمتع بالطعام الأشهى ..كان الرقيب القبلي يمارس مهامه كالمعتاد ..صاحب الوان الموقوفة بأمر السلطان.. كان يصيح ..أكلت يوم أكل الثور الأبيض ..وكنا نحن إعلاميو الخارج في شغل عنه فكهين .

 

آراء