مليونيات نوفمبر “الردة المستحيلة” و”المدنياو”
عيسى إبراهيم
20 November, 2021
20 November, 2021
ركن نقاش
ارتفعت الى بارئها ارواح خمسة شهداء في مليونية السبت ١٣ نوفمبر المخصصة للمناداة بالردة المستحيلة عن شعارات ثورة ديسمبر ورفضا لما قام به البرهان من ما سماه تصحيحا ..
وارتفعت ارواح خمسة عشر شهيدا الى بارئها في مليونية ١٧ نوفَمبر المخصصة لتسليم السيادة للمدنيين حسب ما نصت عليه الوثيقة الدستورية ..
شككت قيادات الشرطة في وقوع ضحايا باسباب من منسوبيها وقالت ان الشرطة استخدمت الحد الادنى المتاح لها قانونا في تفريق الشغب والتجاوزات ونتساءل اذن من المسؤول عن اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين ..
دعا مالك عقار عضو المجلس السيادي الى جلوس الفرقاء المدنيين والعسكريين والشباب والادارات الاهلية الى طاولة المفاوضات للوصول الى حلول متوافق عليها بين الاطراف المختلفة وقال احتفاظ فرقاء المرحلة كلً برأيه بلا تلاقح للإفكار عقد المشكلة اكثر..
دوافع البرهان للاسراع بالتصحيح :
دعت الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية مجتمعتين اطراف النزاع في السودان الى الالتزام التام بالاعلان الدستوري واتفاقية سلام جوبا ويعني ذلك في رايي الدعوة للمجلس العسكري السوداني بقيادة البرهان الى اعادة الامور الى ما كانت عليه قبل ما سماه البرهان تصحيحا للاوضاع في السودان ونتساءل هل تذهب حكومة البرهان للاحتماء بروسيا والصين اتقاءً من التراجع عما فعلت من تصحيح ونشير ان روسيا والصين عملتا على افشال الجمعية العامة للامم المتحددة في اتخاذ موقف موحد بشأن توصيف ما حدث بالسودان ..
البرهان هل يحق له منفردا تعليق مواد الدستورية :
اعتبر الحزب الشيوعي السوداني وايده في ذلك المحامي نبيل اديب عبدالله ان ادخال المجلسين الوزراء والسيادي المادتين ٧٩ و٨٠ الى الوثيقة الدستورية خرقا لها باعتبار ان الادخال لا يجوز الا للمجلس التشريعي فهل ما قام به البرهان من تعليق لبعض مواد الوثيقة الدستوري من حقه ان يفعل ذلك ..
بيان البرهان التصحيحي :
في بيانه عبر الاذاعة للاسراع بتغيير الشراكة المدنيعسكرية والانفراد بالسلطة كانت له دوافع وغايات يريد بلوغها قبل ان تتسارع خطوات تغير الواقع الراهن بما يعقد الموقف اكثر سنتعرض لذلك في عجالة ..
دوافع البرهان للتغيير :
ثلاثة مواضيع مفصلية حان حينها وساقت البرهان لاستعجال التغيير اولاها بند الترتيبات الامنية الذي جاء وقته ويشمل دمج وتسريح القوات المسلحة السودانية كما يشمل القوات التابعة لحركات الكفاح المسلح وهو من نصوص اتفاق سلام جوبا للوصول لجيش قومي غير مؤدلج بعقيدة قتالية واحدة هي حماية الوطن والمواطن ولا نذيع سرا ان قلنا ان البرهان قال في تنوير حامية بحري في اكتوبر الماضي ان لا احد من حقه التدخل في تغيير الجيش الا من هو منتخب من الشعب (اذاعة امدرمان) معنى ذلك انه لن يسمح بان تسري الترتيبات الامنية على الجيش في الفترة الانتقالية..
والامر الثاني اقتراب موعد تسليم البرهان رياسة مجلس السيادة للمدنيين وفق الوثيقة الدستورية اما الامر الثالث فهو تسليم المطلوبين لمحكمة جنايات لاهاي ثم جاءت مليونيات ٢١ اكتوبر التي عمت ارجاء السودان مطالبة بالحكم المدني الكامل وتأتي قبل وبعد ذلك عقدة العسكر المزمنة المتمثلة في فضهم اعتصام القيادة العامة بطريقة وحشية لم تراع الاً ولا ذمةً وجميع هذه الامور كانت وراء اسراع البرهان لتغيير نظام الحكم من الشراكة للانفراد بالسلطة..
البرهان ماقمنا به ليس انقلابا بل تصحيح :
اكد البرهان ان ما حدث صباح الاثنين ٢٥ اكتوبر الماضي ليس انقلابا وانما هو تصحيح ونتساءل ما الفرق بين الانقلاب والتصحيح ونقول كلا الامرين يتجهان لتغليب وجهة نظر تحتمل ان تكون صحيحة كما يمكن ان تكون خطأ علي الاخرى التي تحتمل ايضا ان تكون صايبة كما يمكنها ان تكون خاطئة والمحك هو تبادل الراي والراي الاخر في سماحة وما حدث الان هو تغليب وجهة نظر العسكر على وجهة نظر المدنيين والسؤال الذي يفرض نفسه هل سيدير المجلس العسكري الفترة المتبقية من عمر الانتقالية منفردا حتى انتخابات يوليو ٢٠٢٣ ام انه سيشرك المدنيين في ذلك ..
انتقادات :
دكتور التكينة يقول السودان فيهو ٧٥٠ قبيلة و١٢٤ لغة في سبيل اظهار وجهة نظره الناقدة لعدم استقرار البلاد طوال الفترات السابقة مشيرا الى التنوع العرقي واللغوي والعقايدي وانتقد التكينة قول البرهان بانه سيفتح المجلس التتشريعي للشباب وكانت وجهة نظر التكينة انه من الاوفق الا نتحدث عن الشباب عديمي الخبرة والصقل الاكاديمي والثقافة العامة العميقة وقال شبابنا الذين صنعوا الثورة وكانوا وقودها نحملهم على العين والراس ولكننا ينبغي ان نركز على شبابنا المؤهل صاحب الخبرة ودعا الشباب الذين خرجوا في مليونيات ٢١ اكتوبر وهم الغالبية الغالبة وعليهم ان يتجهوا نحو الزراعة والانتاج وذلك ماتحتاجه البلاد وقال التكينة ان الوثيقة الدستورية اكدت ان حق التظاهر مكفول للجميع وعلي البرهان الا يمنع ذلك وان يفتح لهم الباب على مصراعيه (الدكتور يحيى التكينة الاكاديمي - اذاعة امدرمان)..
قال دكتور محمد خليل معلقا على قرارات البرهان ان الشعب السوداني غير راضي عن هذه القرارات اذ في رايهم ان البرهان نصر القلة على الكثرة حيث نصر محمد الامين ترك وجبريل ابراهيم ومنيي اركو مناوي وهم قلة على الكثرة الكاثرة التى خرجت في مليونيات ٢١ اكتوبر في العاصمة والاقاليم (دكتور محمد خليل الصايم عبر اذاعة امدرمان استطلاعات راي)..
برنامج اذاعي يضيف ظلاما وتعتيما الى المشهد :
استمعت الى برنامج الصفحة الاولى باذاعة امدرمان في الساعة الواحدة صباح الاثنين ٢٥ اكتوبر (قبيل لحظات من تصحيح البرهان) الذي استضاف اثنين من المحامين وقد افلح البرنامج من خلال الحوار الموضوعي الى تحديد عقدة المشهد الرباعي المتمثلة في عدم تكوين المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية ومجلس القضاء العالي المنوط به اختيار رئيس القضاء والمجلس النيابي المنوط به اختيار النايب العام وفجاة يخرج برنامج الصفحة الاولى ليستنطق احدهم بمدينة عطبرة عن برنامج تحصين الكرونا بلا رابط موضوعي بين موضوع الحلقة الاساسي والاستنطاق الاخير وانا كمستمع ومتابع للبرنامج كنت انتظر ان يتم تحديد (كامر جوهري) لمن من المعسكرين السيادي والانتقالي تؤول الاختصاصات في تكوين المفوضيات الاثني عشر وحسب علمي المتواضع ان هناك اربع مفوضيات يختص بها مجلس السيادة منها القضائية والنيابية والدستورية ولا ادري ما الرابعة وثماني مفوضيات من مهام الحكومة الانتقالية حتى تتمايز الصفوف ونعلم من يعرقل ومن يبني في رايي ان عسكر السيادي ينشطون في دس المحافير وتعقيد المشهد المازوم بسببهم وذلك وفق عقدة العسكر المزمنة نسبة لفضهم اعتصام القيادة بالعنف المميت والاغتصابات والسؤال اين مدنيو السيادي ولماذا هم صامتون ..
الجيش يلعب بوليتيكا :
برنامج الصفحة الاولى تحدث ايضا عن الجيش السوداني بان ليس له الحق في ان يعمل فى السياسة ولكن بمتابعتنا نجد الجيش ممثلا في قمته يلعب بوليتيكا والا فبماذا نسمي تحركات البرهان (قال البرهان في مؤتمره الصحفي ان مجموعة توافق اهملت الشق العسكري ولم تستجب لطلبه تأجيل التوقيع على ميثاقهم حتى يحدث توافق بين الناشطين) وحميدتي في مساندتهم لمجموعة التوافق وشروعها في الذهاب الى منصة التاسيس (واكبر دليل على مساندتهم هو تبنيهم توسيع قاعدة المشاركة في الحكومة الانتقالية وطلبهم من حمدوك حل الحكومة وتكوين حكومة اخرى واسعة القاعدة) والسماح لمجموعة توافق بالاعتصام امام القصر الجمهوري وتهديدهم باقتحام وزارة الثقافة والاعلام واقتحامهم سونا وتعطيل المؤتمر الصحفي لقوى الحرية والتغيير واغلاقهم كبري المك نمر وشارع النيل وتعطيل الحركة وكان بيان الداخلية واضحا حين فضهم بالبنبان ووصفهم بانهم من فلول النظام المباد ..
مبدأ الحرية اول لا بيحور لا بياول :
اصدر البرهان قراراً بإقالة لقَمان احمد من منصبه َمديراً لهيئة الاذاعة والتلفزيون وعين مكانه ابراهيم البزعي كما اصدر قراراً اخر باقالة محمد عبدالحميد من منصب مدير وكالة السودان للانباء وعين فكرية ابايزيد مكانه في سونا ارجو ان اسجل تحفظي على هذه الاقالات والاحلالات في مجال الصحافة والاعلام فالحرية هي البند الاول في ثالوث شعارات ثورة ديسمبر المجيدة وقد حان الوقت لاحاطة صناعة الراي العام بسلسلة من الحمايات للسلطَة الرابعة مع سلطات التشريع والقضاء والتنفيذ ولا بد من قيام مفوضية للسلطة الرابعة يوكل فيها امر المحاسبة لمختصيها ابعاداً لها من معارك السلطات السياسية ..
إقالات بمجرد الانتماء :
إقال البرهان ايضاً ستة من سفراء السودان في امريكا والصين وفرنسا ومقرات اخرى َوقد علق احد المحللين السياسيين علي اقالات البرهان بقوله عن المقالين انهم ينتمون الى الحاضنة السياسية لقوى الحرية والتغيير ونسجل هنا ايضا تحفظنا اذ في ذلك تغول على حقوق وحريات الاخرين وانتماءاتهم بلا جريرة ارتكبوها وفي ذلك ثلم للحريات..
ما تزال سلطات البيان التصحيحي تحرمنا التواصل المجتمعي عبر الانترنت وهو امر معيب يقدح في موقف السلطات من الحريات ويشير الى ضلوعها في الحظر الجاري .
eisay1947@gmail.com
ارتفعت الى بارئها ارواح خمسة شهداء في مليونية السبت ١٣ نوفمبر المخصصة للمناداة بالردة المستحيلة عن شعارات ثورة ديسمبر ورفضا لما قام به البرهان من ما سماه تصحيحا ..
وارتفعت ارواح خمسة عشر شهيدا الى بارئها في مليونية ١٧ نوفَمبر المخصصة لتسليم السيادة للمدنيين حسب ما نصت عليه الوثيقة الدستورية ..
شككت قيادات الشرطة في وقوع ضحايا باسباب من منسوبيها وقالت ان الشرطة استخدمت الحد الادنى المتاح لها قانونا في تفريق الشغب والتجاوزات ونتساءل اذن من المسؤول عن اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين ..
دعا مالك عقار عضو المجلس السيادي الى جلوس الفرقاء المدنيين والعسكريين والشباب والادارات الاهلية الى طاولة المفاوضات للوصول الى حلول متوافق عليها بين الاطراف المختلفة وقال احتفاظ فرقاء المرحلة كلً برأيه بلا تلاقح للإفكار عقد المشكلة اكثر..
دوافع البرهان للاسراع بالتصحيح :
دعت الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية مجتمعتين اطراف النزاع في السودان الى الالتزام التام بالاعلان الدستوري واتفاقية سلام جوبا ويعني ذلك في رايي الدعوة للمجلس العسكري السوداني بقيادة البرهان الى اعادة الامور الى ما كانت عليه قبل ما سماه البرهان تصحيحا للاوضاع في السودان ونتساءل هل تذهب حكومة البرهان للاحتماء بروسيا والصين اتقاءً من التراجع عما فعلت من تصحيح ونشير ان روسيا والصين عملتا على افشال الجمعية العامة للامم المتحددة في اتخاذ موقف موحد بشأن توصيف ما حدث بالسودان ..
البرهان هل يحق له منفردا تعليق مواد الدستورية :
اعتبر الحزب الشيوعي السوداني وايده في ذلك المحامي نبيل اديب عبدالله ان ادخال المجلسين الوزراء والسيادي المادتين ٧٩ و٨٠ الى الوثيقة الدستورية خرقا لها باعتبار ان الادخال لا يجوز الا للمجلس التشريعي فهل ما قام به البرهان من تعليق لبعض مواد الوثيقة الدستوري من حقه ان يفعل ذلك ..
بيان البرهان التصحيحي :
في بيانه عبر الاذاعة للاسراع بتغيير الشراكة المدنيعسكرية والانفراد بالسلطة كانت له دوافع وغايات يريد بلوغها قبل ان تتسارع خطوات تغير الواقع الراهن بما يعقد الموقف اكثر سنتعرض لذلك في عجالة ..
دوافع البرهان للتغيير :
ثلاثة مواضيع مفصلية حان حينها وساقت البرهان لاستعجال التغيير اولاها بند الترتيبات الامنية الذي جاء وقته ويشمل دمج وتسريح القوات المسلحة السودانية كما يشمل القوات التابعة لحركات الكفاح المسلح وهو من نصوص اتفاق سلام جوبا للوصول لجيش قومي غير مؤدلج بعقيدة قتالية واحدة هي حماية الوطن والمواطن ولا نذيع سرا ان قلنا ان البرهان قال في تنوير حامية بحري في اكتوبر الماضي ان لا احد من حقه التدخل في تغيير الجيش الا من هو منتخب من الشعب (اذاعة امدرمان) معنى ذلك انه لن يسمح بان تسري الترتيبات الامنية على الجيش في الفترة الانتقالية..
والامر الثاني اقتراب موعد تسليم البرهان رياسة مجلس السيادة للمدنيين وفق الوثيقة الدستورية اما الامر الثالث فهو تسليم المطلوبين لمحكمة جنايات لاهاي ثم جاءت مليونيات ٢١ اكتوبر التي عمت ارجاء السودان مطالبة بالحكم المدني الكامل وتأتي قبل وبعد ذلك عقدة العسكر المزمنة المتمثلة في فضهم اعتصام القيادة العامة بطريقة وحشية لم تراع الاً ولا ذمةً وجميع هذه الامور كانت وراء اسراع البرهان لتغيير نظام الحكم من الشراكة للانفراد بالسلطة..
البرهان ماقمنا به ليس انقلابا بل تصحيح :
اكد البرهان ان ما حدث صباح الاثنين ٢٥ اكتوبر الماضي ليس انقلابا وانما هو تصحيح ونتساءل ما الفرق بين الانقلاب والتصحيح ونقول كلا الامرين يتجهان لتغليب وجهة نظر تحتمل ان تكون صحيحة كما يمكن ان تكون خطأ علي الاخرى التي تحتمل ايضا ان تكون صايبة كما يمكنها ان تكون خاطئة والمحك هو تبادل الراي والراي الاخر في سماحة وما حدث الان هو تغليب وجهة نظر العسكر على وجهة نظر المدنيين والسؤال الذي يفرض نفسه هل سيدير المجلس العسكري الفترة المتبقية من عمر الانتقالية منفردا حتى انتخابات يوليو ٢٠٢٣ ام انه سيشرك المدنيين في ذلك ..
انتقادات :
دكتور التكينة يقول السودان فيهو ٧٥٠ قبيلة و١٢٤ لغة في سبيل اظهار وجهة نظره الناقدة لعدم استقرار البلاد طوال الفترات السابقة مشيرا الى التنوع العرقي واللغوي والعقايدي وانتقد التكينة قول البرهان بانه سيفتح المجلس التتشريعي للشباب وكانت وجهة نظر التكينة انه من الاوفق الا نتحدث عن الشباب عديمي الخبرة والصقل الاكاديمي والثقافة العامة العميقة وقال شبابنا الذين صنعوا الثورة وكانوا وقودها نحملهم على العين والراس ولكننا ينبغي ان نركز على شبابنا المؤهل صاحب الخبرة ودعا الشباب الذين خرجوا في مليونيات ٢١ اكتوبر وهم الغالبية الغالبة وعليهم ان يتجهوا نحو الزراعة والانتاج وذلك ماتحتاجه البلاد وقال التكينة ان الوثيقة الدستورية اكدت ان حق التظاهر مكفول للجميع وعلي البرهان الا يمنع ذلك وان يفتح لهم الباب على مصراعيه (الدكتور يحيى التكينة الاكاديمي - اذاعة امدرمان)..
قال دكتور محمد خليل معلقا على قرارات البرهان ان الشعب السوداني غير راضي عن هذه القرارات اذ في رايهم ان البرهان نصر القلة على الكثرة حيث نصر محمد الامين ترك وجبريل ابراهيم ومنيي اركو مناوي وهم قلة على الكثرة الكاثرة التى خرجت في مليونيات ٢١ اكتوبر في العاصمة والاقاليم (دكتور محمد خليل الصايم عبر اذاعة امدرمان استطلاعات راي)..
برنامج اذاعي يضيف ظلاما وتعتيما الى المشهد :
استمعت الى برنامج الصفحة الاولى باذاعة امدرمان في الساعة الواحدة صباح الاثنين ٢٥ اكتوبر (قبيل لحظات من تصحيح البرهان) الذي استضاف اثنين من المحامين وقد افلح البرنامج من خلال الحوار الموضوعي الى تحديد عقدة المشهد الرباعي المتمثلة في عدم تكوين المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية ومجلس القضاء العالي المنوط به اختيار رئيس القضاء والمجلس النيابي المنوط به اختيار النايب العام وفجاة يخرج برنامج الصفحة الاولى ليستنطق احدهم بمدينة عطبرة عن برنامج تحصين الكرونا بلا رابط موضوعي بين موضوع الحلقة الاساسي والاستنطاق الاخير وانا كمستمع ومتابع للبرنامج كنت انتظر ان يتم تحديد (كامر جوهري) لمن من المعسكرين السيادي والانتقالي تؤول الاختصاصات في تكوين المفوضيات الاثني عشر وحسب علمي المتواضع ان هناك اربع مفوضيات يختص بها مجلس السيادة منها القضائية والنيابية والدستورية ولا ادري ما الرابعة وثماني مفوضيات من مهام الحكومة الانتقالية حتى تتمايز الصفوف ونعلم من يعرقل ومن يبني في رايي ان عسكر السيادي ينشطون في دس المحافير وتعقيد المشهد المازوم بسببهم وذلك وفق عقدة العسكر المزمنة نسبة لفضهم اعتصام القيادة بالعنف المميت والاغتصابات والسؤال اين مدنيو السيادي ولماذا هم صامتون ..
الجيش يلعب بوليتيكا :
برنامج الصفحة الاولى تحدث ايضا عن الجيش السوداني بان ليس له الحق في ان يعمل فى السياسة ولكن بمتابعتنا نجد الجيش ممثلا في قمته يلعب بوليتيكا والا فبماذا نسمي تحركات البرهان (قال البرهان في مؤتمره الصحفي ان مجموعة توافق اهملت الشق العسكري ولم تستجب لطلبه تأجيل التوقيع على ميثاقهم حتى يحدث توافق بين الناشطين) وحميدتي في مساندتهم لمجموعة التوافق وشروعها في الذهاب الى منصة التاسيس (واكبر دليل على مساندتهم هو تبنيهم توسيع قاعدة المشاركة في الحكومة الانتقالية وطلبهم من حمدوك حل الحكومة وتكوين حكومة اخرى واسعة القاعدة) والسماح لمجموعة توافق بالاعتصام امام القصر الجمهوري وتهديدهم باقتحام وزارة الثقافة والاعلام واقتحامهم سونا وتعطيل المؤتمر الصحفي لقوى الحرية والتغيير واغلاقهم كبري المك نمر وشارع النيل وتعطيل الحركة وكان بيان الداخلية واضحا حين فضهم بالبنبان ووصفهم بانهم من فلول النظام المباد ..
مبدأ الحرية اول لا بيحور لا بياول :
اصدر البرهان قراراً بإقالة لقَمان احمد من منصبه َمديراً لهيئة الاذاعة والتلفزيون وعين مكانه ابراهيم البزعي كما اصدر قراراً اخر باقالة محمد عبدالحميد من منصب مدير وكالة السودان للانباء وعين فكرية ابايزيد مكانه في سونا ارجو ان اسجل تحفظي على هذه الاقالات والاحلالات في مجال الصحافة والاعلام فالحرية هي البند الاول في ثالوث شعارات ثورة ديسمبر المجيدة وقد حان الوقت لاحاطة صناعة الراي العام بسلسلة من الحمايات للسلطَة الرابعة مع سلطات التشريع والقضاء والتنفيذ ولا بد من قيام مفوضية للسلطة الرابعة يوكل فيها امر المحاسبة لمختصيها ابعاداً لها من معارك السلطات السياسية ..
إقالات بمجرد الانتماء :
إقال البرهان ايضاً ستة من سفراء السودان في امريكا والصين وفرنسا ومقرات اخرى َوقد علق احد المحللين السياسيين علي اقالات البرهان بقوله عن المقالين انهم ينتمون الى الحاضنة السياسية لقوى الحرية والتغيير ونسجل هنا ايضا تحفظنا اذ في ذلك تغول على حقوق وحريات الاخرين وانتماءاتهم بلا جريرة ارتكبوها وفي ذلك ثلم للحريات..
ما تزال سلطات البيان التصحيحي تحرمنا التواصل المجتمعي عبر الانترنت وهو امر معيب يقدح في موقف السلطات من الحريات ويشير الى ضلوعها في الحظر الجاري .
eisay1947@gmail.com