ممكن أشارك !!!
27 August, 2009
izattaha@yahoo.com
ما هي بلد المليون شهيد؟ قال رئيس لجنة المعاينات للمرشح المسنود .. و ما أسماء هؤلاء الشهداء سؤال للمتنافس الآخر الذي لا ظهر له و لا فضل! هكذا كانت الأسئلة كما راجت هذه القفشة عن المحاباة التي تتمتع بها لجان كثيرة للتعيين و التي لا تشكل الكفاءة و الاقتدار في أداء مهام الوظيفة في اختيار المرشح لها و إنما لاعتبارات أخرى لا أود الخوض فيها و ربما دخل الآن القرآن الكريم و تعاليمه و مذاهب الأئمة الأربعة كمواضيع لأسئلة اقتضاها التوجه الحضاري التي تنتهجه بلادنا للتفضيل بين المتنافسين و صارت معظم لجان التعيين تؤمن بأنه خير لهم مهندس ملم بتعاليم دينه يستطيع أداء صلاة الجنازة و يعقد القرآن من آخر ملم بمتطلبات الوظيفة يستطيع أن يحل أي معضلة هندسية تقابله…
تلك هي لجان التعيين في بلادنا و لهم في ذلك قناعاتهم و لكن ما بال لجان المسابقات و أسلوب التنفير التي تنتهجه و الأسئلة الصعبة التي يضعونها و التي تزين صفحات الصحف و المجلات اليومية منها و الأسبوعية، الرياضية فيها و الاجتماعية و غيرها من وسائل الإعلام كالإذاعة و التلفزيون. و دائما ما يزدهر هذا النوع من المسابقات في بلادنا خلال شهر رمضان المعظم ذو الثلاثين يوما أو خلال الأعياد و المناسبات التي يكون فيها ساعات مشاهدة للتلفزيون أعلى و مطالعة الصحف و استماع الاذاعة أكثر. و يتفنن معظم القائمين علي أمر هذه الأجهزة السالفة الذكر بوضع البرامج الترفيهية و المسابقات التي تسلي الصائمين و توعدهم بالجوائز التي يسيل لها اللعاب بعد نهاية الشهر الكريم أو بعد نهاية اليوم المفتوح. و يبدوا أنهم يجتهدون كثيرا لجعلها متنوعة و صعبة إيمانا منهم فيما يبدوا أن يقدح محمد أحمد ذهنه و يتحتم عليه التعرف علي صور لعيبة كرة مغمورين و "بكاسي فنية" و يشغل مخه منهجهم في ذلك أن لا يتقد مخه فقط في تدبير "لقمة العيش" كمهنة الحاوي التي يمارسها كثير من الموظفين لتلبية متطلبات منزل صغير بمليون جنيه خلال شهر بينما لا يتعدى مرتب الموظف الثلاثمائة ألف جنيه.
حسب أولئك اللجان أن تطالع الصحف و المجلات العربية و العالمية و تشاهد القنوات الفضائية العالمية و العربية و تقرأ و تشاهد لتتبين نوعية الأسئلة التي تطرح لتدرك بأن أسلوب الترغيب و الجذب هو الغالب و أن الحظ هو الفيصل لنيل الجوائز…أولم يروا مقدمي برامج المسابقات و لباقتهم و ترغيبهم الذي لا ينفك المذيع من تقديم المسهلات و البخرات و لا يتركك حتي تعرف الي ماذا يرمي فالمهم عنده التخلص من الجائزة المرصودة فيما يبدوا حتي و لو اضطر الى أن يغششك. لكن ربما تتدخل الموارد و الامكانات كعنصر مهم جدا في نجاح البرامج فهناك العديد من الملايين في انتظار متاسبقين جدد فالدعاية و الرعاية من الشركات الكبرى تسهل الأمر كثيرا و لكن هل نحن عاجزين عن تقديم ما يفيد و ما يحفز المتسابقين؟ لا أعتقد فخمسين ألفا من الجنيهات، تذكرة سفر، أو اشتراك في القناة الدولية يمكن ان تدفع بالكثير من المتسابقين و لنا أمثلة في في بعض الأيام المفتوحة في العيد عندما امتلأت الجوالات بأوراق الأجوبة و فاض الأستديو بها حتى وطئ مقدم البرنامج و ضيوفه فوق اجابات الناس.
فلماذا ... لأن الأسئلة كان مقدورا عليها و الحافز ضخما .. فقد نشط بعض منهم و عمل منها "بزنس" فوزعت أوراق الاجابات خارج الاستديو بواسطة ما يشبه كتاب "العرضحالات" و أذكر أنه يروي عن أحد كتاب العرضحالات أمام مباني المحكمة بأنه كان متفردا في كتاباته ما أن تحكي له طرفا من قضيتك حتي يكتب لك ما لا يخطر ببالك... حتى بكي أحدهم بعد أن قرأ له الكاتب ما لخصه قائلا "والله ما كنت قايل نفسي مظلوم قدر ده" ما علينا.... نرجع لموضوعنا،
فهناك بعض المسابقات تسأل عن شخصيات تاريخية و سياسية و أخرى عامة و لكن الجيل الجديد لا يعرف كثيرا في هذا المجال ألا رحم الله الوالدة لم تفت عليها شخصية واحدة في مسابقة من ذاكرة الوطن قبل عدة رمضانات و لكن لم تربح بطاقتي التي شاركت بها رغم صحتها و لكن كيف نعمل مع الحظ كما قالت لي زوجتي عندما لم أربح أيضا في مسابقة قناة "الأم بي سي" و فاز بها مغتربا "المحظوظين القاعدين بره..!" ليها حق و الله احنا في شنو! تكلفة محادثة التلفون بس تسد نفسك و ما زلت أذكر الاثنين و أربعين جنيه تكلفة محادثتين للقناة المذكورة أعلاه للمسابقة. فاذا كنت بره كما قالت "فالكم و أربعين ما حاجة و أصلك انت برة ده براه حظ".
و لكن بالرغم من خسارتي للاثنين المسابقة و قروش التلفون الا أنني قد سعدت جدا لمشاركتي فالأسئلة ساهلة ترغمك بالمشاركة و هذه خطة جهنمية للترغيب يقوم بها مقدمي برامج المسابقات فحتما سوف تتوقف عند قناتهم المرة القادمة و ذلك يعني الكثير لهم في ظل المنافسة الشديدة بين قنوات التلفزيون. و لنا أن نحذوا حذوهم فلا يمكن أن يكون معرفة أول مقهى في العالم و تاريخ إنشاءه هو سؤال لمسابقة تريد أن يشاركك فيها الكل فنجاح المسابقة هي من كثرة المشاركين فيها و التي تعني بأن كل المشاركين قدشاهدوا قناتك التلفزيونية أو قرءوا صحيفتك و سيتوقفون عندها مستقبلا إذا مرت عليهم و في ذلك كسب للقناة، للمنتج أو الموقع عندما يشارك المتسابقين و ذويهم و جيرانهم معهم..
ممكن أشارك!