مناوشات الانقلابيين لا تعني الثوار !!!!

 


 

 

اصحي يا ترس -
شهدت الفترة الماضية عقب اليوم الأول لعيد الفطر المبارك وحتى نهار الأمس مناوشات وملاسنات بين الانقلابيين على مختلف مشاربهم، فقد تحدث نائب رئيس مجلس السيادة الإنقلابي بمعايدة مناوي بالمهندسين عن عدم وجود قائد يمكن أن يتم تسليمه قيادة البلاد حاليا، في تعريض واضح بقائد الإنقلاب البرهان وقادة الجيش الآخرين، كذلك كانت هناك مخاشنة كبيرة بين ياسر العطا عقب حديثه الإيجابي بحق أعضاء لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، ورد مستشار قائد الإنقلاب أبو هاجة عليه بحدة متجاوزا حتى الأعراف العسكرية المرعية، فبينما يطالب هو بإحترام قادة القوات المسلحة نجده قد وجه لأحدهم إنتقادا لازعا رغم أنه يعلوه رتبة ومهام، كذلك لم يفوت الهادي إدريس إجازة عيد الفطر دون أن يقدم هو الآخر موشحا في فشل الانقلابيين، ويطالب بإعادة الحكم للمدنيين بإعتباره الحل الأوحد من ورطة الإنقلاب العسكري المشؤوم، بينما أرسل مناوي حديثا غاضبا خصوصا عقب مجزرة الجنينة التي أحرجته هو وقواعده وداعميه في حكم إقليم دارفور، وبدأ واضحا أن كتلة الإنقلاب العسكري المشؤوم تضعضعت بشكل كبير وتفرقت أيدي سبأ، حيث اصبحوا يتلاومون بشكل متكرر على رؤوس الأشهاد، وأصبح أي إنقلابي منهم يتحدث محملا الآخرين ما آلت إليه الأوضاع عقب مغامرتهم الغبية بتنفيذ الإنقلاب، كانما يريدون القفز من المركب بعد أن أغرقوا البلاد في نزقهم وطيشهم الذي أوردها موارد الهلاك، والملاحظ أنهم جميعا صاروا يخجلون من نسبة الإنقلاب لهم وصاروا يتبرأؤن منه ويفرون نحو الشعب الذي يعد العدة لإسقاطهم كما فعل مع المخلوع ونظامه البائد، فهم من قرر ودبر بليل ونفذ الإنقلاب على السلطة التنفيذية وسيطر بقوة السلاح على البلاد وبدد مواردها في محاولة تثبيت أركان إنقلابهم المنبت، لكن أكثرهم خسرانا بلا شك هم قادة الحركات المسلحة الذين لمعتهم الثورة المجيدة وجاءت بهم للحكم الذي فشلوا لمدة 20 عاما من الوصول إليه عبر البندقية، فقد استيقظوا عقب 6 أشهر من المواكب والرفض الشعبي على وضع كارثي يهدد مكاسبهم التى حققها لهم إتفاق جوبا، والذي لم يكن ليحدث لولا أن إنتصرت ثورة الشعب السوداني المجيدة على النظام البائد الذي عقدوا معه الاتفاقيات تحت الطاولة كما أقر بذلك مناوي، لكن الحركات المسلحة ليست هي الخاسرة لوحدها فها هم قادة الجيش الذين ارتدوا على الثورة المجيدة يخسرون وحدتهم التي جعلتهم يطمعون في الحكم بالإرتداد على الثورة عقب إرتكابهم للمجازر من أجل ذلك.
وكلما مرت الأيام على الانقلابيين ومليشياتهم المسلحة ستزداد الصراعات بينهم على فتات السلطة، بينما يلتف الشعب السوداني وثواره الأماجد على مواثيقهم وإعلاناتهم السياسية من أجل تحقيق أهداف الثورة المجيدة، حتى صار قادة الانقلاب العسكري المشؤوم يستجدون الحوار مع من انقلبوا عليهم ولا أحد يحفل بصراخ البرهان أو حميدتي، ولن يجدوا من يسمع لهم مرة أخرى فقد إنتهت كل الفرص التي منحها لهم الشعب السوداني كي يتطهروا من جرائمهم المخزية، ولن تكون هناك أي فرصة أخري بعد كل هذا الغدر والخيانة التي تعاملوا بها مع الثورة المجيدة، ومهما زادت الخلافات بينهم وتصارعوا على الفتات بعد إرتفاع كلفة بقائهم على السلطة، فإن الشارع السوداني غير معني بهم ولن يلتفت لهم مطلقا فهو يمضي نحو مهمة مقدسة تتمثل في بناء دولته المدنية الديمقراطية التى ظل يقدم لأجلها ارتالا من الشهداء منذ العام 1989م.
الجريدة

 

آراء