من (الجلاء) وإعدام شيرين .. الى سامر أبو دقة

 


 

 

جريمة اغتيال قوات الاحتلال الاسرائيلي مصور قناة الجزيرة سامر أبو دقة اليوم ( 15 ديسمبر 2023 ) هزت الأوساط الصحافية والحقوقية العالمية ، المؤمنة بحربة الكلمة، وقضايا الشعوب العادلة.

الغارة الجوية التي قتلت سامر أصابت مراسل الجزيرة في قطاع غزة وائل الدحدوح بجروح.

كان وائل فقد زوجته آمنة وابنه محمود(16 عاما) وبنته شام (6 أعوام)وحفيده آدم ، وبعدما صلى عليهم واصل عمله في خطوة مهنية وانسانية ووطنية باهرة، وغير مسبوقة .

بعض المراسلين والصحافيين الفلسطينيين فقدوا بسبب الحرب الاسرائيلية الحالية على غزة عددا من أفراد أسرهم، لكنهم لم يوقفوا دورهم الإعلامي ...

ما جرى لسامر ووائل يشكل جريمة كبرى ضد صحافيين، اذ تنص القوانين الدولية على ضرورة حمايتهم واحترام ادوارهم في مناطق الحروب والصراعات.

أشرت إلى مأساة الإعلاميين هناك في مقال في العام 2021 حينما جرى تدمير برج (الجلاء)
بقصف شديد، وكان عنوانه: (الجلاء) بشاعة المشهد..وحيوية الجزيرة).

واقع الحال يؤكد مجددا أن إسرائيل تنتهك القوانين الدولية في حربها الحالية على غزة، اذ قتلت آلاف الفلسطينيين ،بينهم أطفال ونساء وشيوخ ومرضى، وقيل إن هذا يأتي في إطار (الدفاع عن النفس) .

بشاعة المشهد واضحة وما يزيد معدلاتها أن دولا غربية كبرى دعمت وتدعم استمرار الحرب بمبررات وأساليب ملتوية …

وهاهي تسارع إلى الإعراب عن الأسف والأسى اللفظي والدعوة الخجولة إلى احترام الصحافيين وحمايتهم بعدما جرى اغتيال شيرين وسامر ، رغم أن قوانينها تنص على احترام حقوق الإنسان.

لكنها تمارس سياسة ازدواجية المعايير التي تندد بها تظاهرات حاشدة شهدتها شوارع مدن عالمية، اذ دعت وتدعو إلى وقف سفك الدماء و شلال الدم في غزة.

من تدمير برج (الجلاء) في 15 مايو 2021 و إعدام مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة 11 مايو 2022 الى اغتيال سامر أبو دقة اليوم 15 ديسمبر 2023 تبدو بشاعة أحدث جرائم الاحتلال،ومأزق حكومات دول كبرى تمارس الكيل بمكيالين بشأن حقوق إنسانية .

الجديد اليوم في سجل الانتهاكات أن سامر هو الصحافي الفلسطيني رقم 92 الذي قتلته آلة الحرب الاسرائيلية في غزة في اليوم ال 70 للحرب…

قلت في مقال عن قصف إسرائيل برج (الجلاء) قبل أكثر من سنتين أن شبكة (الجزيرة الإعلامية) القطرية مستهدفة بشدة .

معدل الاستهداف سيزداد بأساليب عدة وفي مواقع مختلفة ، لأنها تكشف الأوضاع البشعة في غزة، وتنقل بمهنية عالية على مدار الساعة نبض الناس هناك، وفي العالم المتفاعل مع قضيتهم .

الإنسان الفلسطيني يطالب بحقوقه كي يعيش حياة حرة كريمه على أرضه مثلما تعيش شعوب أخرى في عالم اليوم المليء بالتناقضات .

استهداف الصحافيين الفلسطينيين داخل غزه سيتواصل، لانهم يحملون المشاعل التي تكشف الحقائق من أرض وميدان المعركة، وتحت نيران القصف الوحشي .

الصحافي في غزة خاطب وبخاطب بنجاح ملموس الرأي العام الدولي الذي بات يشهد تحولات ملموسة، ضد الحرب، ومع حق الفلسطيني في أن ينعم بالأمن والاستقرار والعيش الكريم .

دماء الصحافيين الفلسطينيين الذين سقطوا وسيسقطون في مواقع العمل الميداني تستحق من شرفاء العالم كافة التنديد بالقتلة والضغط لتجري محاسبتهم اليوم أو غدا ..

الكلمة الصادقة التي تكشف الحقائق بالصورة والصوت تزعج و ترعب الظالمين أكثر مما تفعل أسلحتهم المدمرة …
لندن 15 ديسمبر 2023

 

آراء