من الذاكرة السياسية أيام الثورة وإتفاق السلام !!

 


 

 


سلام يا .. وطن

*ونحن في أجواء السلام ومحطاته المختلفة ، لايمكن لنا قراءة كتاب السلام بمعزل عن ويلات الحرب من جهة ولا بمنأى عن واقع بلادنا المتردي ، فإن كانت للسلام من ثمرة فهي قد أكدت الحاجة للسلام وهذه الحاجة هي نفسها التي جعلت من كراهة الحرب القاسم المشترك الأعظم بين كافة قوى الكفاح المسلح ، ولقد قضينا الليالي الطوال في حاضرة النيل الأزرق الدمازين مع القائد /مالك عقار أير ، حين كان والياً على النيل الأزرق ، وحكى لنا عن ويلات الحرب وماأفرزته من واقع مؤلم حتى تأكدنا بأن الرجل من أكبرأعداء الحرب ، ونفس الوضع إلتمسناه في حواراتنا المتعددة مع الدكتور /جبريل ابراهيم والقائد مني أركو مناوي ، والقائد / ياسر عرمان ،وأيقونة السلام الوطني التوم هجو ، والعديد من قيادات الكفاح المسلح الذين وضعوا السلاح جانباً وجاؤوا بنفس العزم لمعركة البناء والتعمير، وطيلة علاقاتنا بهم لم نكن نخشى عليهم من الحرب ولانخشى عليهم من السلام لأنهم ببساطة يعرفون مايريدون وماينبغي عليهم عمله ، فيمكن ان تسميهم رجال الحرب كما هم رجال السلام ، والسلام له ثمن غالٍ يتمثل في دوام السهر عليه .

*والتحديات الماثلة في واقع بلادنا والتي جعلتنا في مهب الريح الإقتصادي ونحن نعاني من كل النواحي ، فإنه ليس مصادفة أن يقفز الدولار بهذا المستوى الجنوني ، فإن المشتري للدولار قد كان قبل الثورة واحد ، وفي ظرفنا الحالي لانظن أنها قد زادت عن ذاك الواحد ، ولكن السؤال الذي يتمدد حائراً : من أين وفرت حكومتنا العجيبة غرامات الامريكان الذين وعدوا برفع العقوبات بعد دفع التعويضات فهل هنالك ثمة رابط بين ارتفاع سعر الدولار بهذا المستوى والتعويضات التي نزلت علينا من غامض علمه؟!ومن الجهة الأخرى للعقوبات ماذا سيكون الموقف الحكومي من أسر ضحايا 11سبتمبر الذين يسرعون الخطى نحو الكونغرس ، فاذا لو استعجلوا مقابلة الكونغرس في اللحاق بهذه الدويلة التي تدفع ولو على حساب إنهيار الدولة السودانية للأسف الشديد؟!
*إن ثورة ديسمبر المجيدة والتي مهرت راياتها بالدم والدموع فقد وجدت نفسها في واقع اقتصادي أقل مايوصف به إنه الإنهيار ..فان الغلاء الطاحن والتضخم المستشري وإقتصاد الندرة ، والسفلة الذين يتاجرون في الدولار برغم كوارث الفشل وكوارث الطبيعة من الفيضانات والسيول وكارثة الحكومة التي تضع في كل أماكنها الرجل غير المناسب ، وشعبنا في هذا الذهول القومي من بشاعة مايجري نبقى شاخصين الى إتفاق السلام بجوبا عساه يكون المخرج الحقيقي والملاذ الآمن للخروج من عنق الزجاجة الرهيب وهذا مرادغير بعيد المنال عندما نستوثق من السلام وارادة السلام ورجال السلام .. وسلام يااااااااااوطن
سلام يا
كلما أري الترسانة الأمريكية في سوبا ، والخمسة آلاف موظف ، يقفز السؤال غير البرئ في أي بنك يضع الامريكان دولاراتهم ؟! هل سمعتم كلمة كونتينر؟!أو مخازن بنك الخرطوم ؟! وسلام يا..
الجريدة الاربعاء 15/9/2020

 

آراء