من القلب: هكذا تفرط مصر فى زعامتها كل يوم؟ …. بقلم: تاج السر حسين

 


 

 

royalprince33@yahoo.com

فهل تستمع لنا مصر وقبل فوات الأوان؟

جاء دكتور خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة من الدوحه بطلب منه لزياره مصر بعد أن سئم ومل تلك المفاوضات غير الجاده التى تجرى فى منبر الدوحه دون أن تتقدم خطوه واحده نحو الأمام، وبعد أن اظهر الوسيط القطرى انحيازا لنظام الأنقاذ غير مستغرب لا يمكن ان يؤدى الى تسويه والى اتفاق، وكان د. خليل  كما هو واضح ينتظر الكثير من مصر ويأمل فى دور مصرى قوى وأيجابي يتناسب مع حجم مصر ويساهم فى حل مشكلة السودان فى دارفور بعد أن فشل نظام البشير فى حل مشكلة الجنوب فشلا زريعا وأصبح الأنفصال هو الراجح والغالب، ومصر الرسميه والشعبيه بما تملك من ثقل قادره للقيام بدور هام وفاعل لو ارادت ان تصبح الوحده ممكنه وجاذبه بين شمال السودان وجنوبه، ويومها لن تكتفى  بدور الشاهد والمراقب المحائد وما تقدمه من مساعدات وخدمات للجنوب مقدره تمثلت فى عيادات طبيه ومولدات كهربائيه ومنح دراسيه فى جامعات مصر ومعاهدها لطلاب الجنوب تشكر عليها وتجد منا كل تقدير، لكن ما هو افضل من ذلك أن تنصح مصر نظام البشير نصائح جاده بدلا من أن تدعمه وتسانده فى جميع مواقفه المتعنته ضد ارادة شعبه وضد المجتمع الدولى مما يجعل السودان يعيش فى عزله.

ونحن نقول بكل صراحه لولا دعم مصر السياسى ولولا اعلام مصر الرسمى الداعم لنظام الأنقاذ، لأستجدى هذا النظام مصر لكى تحل مشكلته مع السودان كله ولقبل بما يطرحه العقلاء والحكماء ولما كانت نتيجة الأنتخابات كما هى الآن، والتى فرقت السودانيين وشتت شملهم أكثر من الأول.

كان على مصر الشقيقه الكبرى من أجل مصلحة السودان ان تهتم بما يرضاه شعب السودان لا ما يرضى نظام الأنقاذ الذى لا يهمه كثيرا انفصال الجنوب بل يعده نصرا مثل النصر الذى تحقق فى الأنتخابات.

وقد جربت مصر من قبل الوقوف مع نظام الديكتاتور جعفر نميرى ولفترة طويله من الزمن مما أدى الى الشعور بالكثير من الحزن والأسف والمرارة لدى المواطن السودانى التواق للحريه والديمقراطيه، وما ان بدأ السودانيون فى تناسى تلك المواقف حتى عادت مصر لتقف الى جانب نظام البشير بنفس القوه وضد رغبات أهل السودان الذين عرفوا بالوسطيه والتسامح الدينى وعدم الغلو فيه وبعشقهم للديمقراطيه واهتمامهم بها أكثر من اهتمامهم بلقمة العيش.

صحيح أن مصر تفتح ابوابها ونوافذها مشرعه لجميع الوان الطيف السياسى السودانى من الأحزاب والحركات يسارا ويمينا ومستقلين وتتحمل ما فوق طاقتها ولا تضائق أحدا الا اذا تجاوز القانون، رغم ما يحدث احيانا من تعسف فى استخدام ذلك القانون.

لكن مصر لا تقف على مسافة متساويه من نظام الأنقاذ مقارنة مع باقى قوى المعارضه وهذا ما يشعر به كافة المعارضين السودانيين ومن يتوقون لنظام بديل لا يتسبب فى انفصال الجنوب وهو الهم الأول عند كل سودانى مخلص لوطنه.

للأسف نبوح عما يجول بافكارنا وعن رغبة جاده  فى  حوار ولقاءات ضروريه تجمعنا بالنخب الفكريه والثقافيه والسياسيه المصريه ذات التأثير فى المجتمع المصرى لنتبادل الأفكار والرؤى وما يجمع بين الشعبين، فنفاجأ بأن ذلك اللقاء قد تم فعلا ودعى له انصار نظام الأنقاذ  وحدهم من مثقفين ومفكرين وصحفيين وهم لا يملكون اى رؤي لحل المشاكل السودانيه ولا يطلبون من مصر غير تاييد للبشير ولنظامه ولطرد المعارضه من مصر، ثم ينومون ويستجمون لعدد من الأيام ويعودون محملين بالهدايا دون ان تترك زيارتهم اثرا ودون ان يتقدموا باقتراح واحد يساعد فى حل تلك المشاكل.

ويأتى د. خليل برغبة جاده منه فى التحاور والتشاور مع مصر معظما دورها ومكانتها فى المنطقه ويستقبل الرجل اعظم استقبال من ابناء الجاليه السودانيه وعلى نحو عفوى، ويطرح د. خليل رؤى عميقه من أجل الوحده، فينزعج نظام الخرطوم ويرسل فورا قياداته التى تدعى علاقه مميزه بمصر، وفى الحال نفاجأ بدكتور خليل قد جمع اوراقه وأتجه الى بلد آخر لا ندرى برغبة منه أم استجابة لرغبة مصريه، وحتى لو كان الرحيل بطلب منه ولأى سبب من الأسباب فقد كنا نـنتظر أن تطلب مصر منه التريث  والتمهل والبقاء لفترة أطول حتى تبذل غاية جهدها من اجل اقناع نظام الأنقاذ بقبول وجهة نظر د. خليل التى اقنع بها كافة المثقفين والمعارضين السودانيين الذين تحدث لهم فى مصر فصفق الرجال وزغردت النساء لحديثه.

أم ان هؤلاء السودانيين لا قيمة لوجهة نظرهم التى تطابقت مع وجهة نظر د. خليل ابراهيم، خاصة بعد اعتذاره الشجاع عن فتره عمله مع نظام الأنقاذ وبعد أن اقتنع بدولة المواطنه والدوله المدنيه التى تجمع السودانيين كلهم وتساوى بينهم كبديل للدوله الدينيه؟

هل يعقل أن يجد د. خليل من الشقيقه الصغرى ليبيا ما لم يجده من الشقيقه الكبرى مصر، مجاملة لنظام البشير على حساب امانى وطموحات الشعب السودانى كله الذى يكن كل حب لمصر؟

 

 

آراء