من ثمرات الحراك : تفكيك التمكين!!
*جاءت الإنقاذ قبل ثلاثين عاماً تبشر بدولتها وتنادي بالمقبور الذى لم يأسف عليه أحد المشروع الحضاري ، وتحت هذا المشروع ذاق الشعب السوداني الأمرّين وهو يكابد والجماعة تمزق الدولة السودانية بمكرٍ خبيث ، فقد مارسوا عليه كل اشكال القهر والإستبداد وحرموه من الحريات العامة وسادت القوانين الإستثنائية و المقيدة للحريات ، وبعد هذه العقود من الحكم المنفرد فرضت علينا قوانين الطوارئ فإرتدينا ردة كاملة وكانها تجب كل ما قبلها فى مسيرة الفشل ، والدولة السودانية كانها وقعت تحت حجر الرحى والانسان السودانى ظل يعانى فى الحصول على اساسيات الحقوق الأساسية ، حق الحياة وحق الحرية ، وهذه المعاناة تمثلت في سلسلة الازمات المتلاحقة فى انعدام الوقود وازمة الخبز والنقود , وظل هذا الوضع الذى لا يحمل فى الافق اى مظاهر للحل العاجل ,فخروج الشارع كان محاولة للتعبير عن هذه الازمات ولكن السقف ارتفع ليكون الحراك اكبر من حاجة المعدة وبمعنى اخر الحرية قبل الخبز .
*واصحاب المشروع وهم في مسيرتهم البائسة عندما تعمدوا في مفهومهم التمكين قسموا الدولة الي جسم اصيل وجسم موازي ولقد كتبنا على هذه الزاوية مرات عديدة وسنوات متعددة عن خطورة الدولة الموازية التي نشأت وعلى سبيل المثال تجد بازاء القوات المسلحة , الدفاع الشعبي كجسم موازي, وفي مقابل الشرطة السودانية جاءت الشرطة الشعبية وفي مقابل جهاز الامن تجد الامن الشعبي وفي وزارة النفط تجد المؤسسة العامة للنفط وفى مؤسسة الصناعة تجد المؤسسة العامة للسكر ..الخ ،وهذه الاجسام الموازية هي نفسها التي فرّخت لنا القطط السمان الذين احتجنا لكل هذه المتاهة حتى يتسنى تفكيك التمكين وهذا التفكيك قد كلف البلد غاليا وجعل الازمات الحالية تقف عقبة كؤود امام افق الانفراجات التي ينتظرها الانسان السوداني كثمرة من ثمرات هذا الحراك .
*و الجماعة الاسلامية لم يعد امامها من سبيل سواء ان تفسح الطريق امام الاخر من حيث هو اخر فلا منجاة لهذا الوطن من ازمته الراهنة الا بمواجهة هذه الجماعة باخطائها التي انحدرت بنا في هذا الدرك من افقار الانسان وتشويه الاسلام والقعود بالسودان ،فان بلادنا اصبحت تحت اشفاق الصديق وشماتة العدو وهذا الحراك ينطوي على خير مطلق هو انه قد اوصل الجماعة الي حقيقة اصيلة هي ان هذا البلد يملكه الجميع ويسع الجميع ومن العبث ان يظل نظاما واحدا او تنظيماً واحدا يحكمه ثلاثون عاما ..الخطوات التي يقوم بها رئيس الوزراء الدكتور إيلا نرجو لها أن تكون الغاية منها تفكيك التمكين وهذا من اهم ثمرات الحراك وسلام ياااااااااااوطن..
سلام يا
(طالب وزير الصحة بالخرطوم مامون حميدة السفارة المصرية بالخرطوم بالسماح للسودان بالاستعانة باطباء مصريين في مجال جراحة المخ والاعصاب )يتعامل البروف حميدة مع الشان الصحي على طريقة دخلت نملة واكلت حبة فهو نفسه ،قد قال ان هجرة الاطباء لا تزعجنا وها هو اليوم يعمل على استيراد اطباء بعد ان هجَّر اطباءنا تهجيرا قسريا ..وتقول لي بلدوزر؟!وسلام يا
الجريدة الخميس 28/3/2019م
/////////////////