من ريشي سوناك الي الذين يشبهونني في السودان !!

 


 

 

(1)
في 29 سبتمبر، أرسل لي رئيس تيار الطريق الثالث الباشمهندس غاندي معتصم نسخة ورقية من صحيفة القاردين البريطانية تحوي تقريراً إقتصادياً متشائماً كتبه كل من (لاري إليوت و ريتشارد بارتينغتون ).
علقتُ على التقرير قائلاً ( أرادت رئيس الوزراء ليزا تراس التحكم على جميع مناحي الحكومة لذا أتت ب كواسي كوارتينغ وزيراً للخزانة و ليس العراقي الأصل ناظم زهاوي) ثم أردفتُ : ( أتصور ان ريشي سوناك كان الأنسب ل10 داونيغ استريت ، لكن مهما يفعل الناس فإن للعرقية الكلمة الأخيرة).
و لأن بريطانيا ليست دولة شرق افريقية أو كاريبية فإن سياساتها المالية و الإقتصادية تؤثر على العالم بأسره ( لا أدري ان كنا جزء من ذلك العالم الإقتصادي).
لذا تدخل الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتعليق على أخطاء الخزانة البريطانية.
الغاني الأصل و وزير الخزانة كواسي كوارتينغ ليس شخصاً عادياً( اي انه ليس من شاكلة من تحولوا من تنسيقية الدفاع الشعبي الي حقيبة الخارجية) انما يحمل درجة الدكتوراة من أكسفورد و هارفارد ، إلا انه ساير اهواء رئيس الوزراء تراس( المنتشية بلقب المرأة الحديدية الثانية بعد مارغريت تاتشر) فجرفه السيل الذي لم يمهل سيدته ايضا لأكثر من 45 يوما ، و هي اقصر مدة قضاها رئيس وزراء في المكتب في تاريخ بريطانيا.

(2)
بعد 3 اسابيع للتعليق المذكور ( و الذي أرسلتُ نسخة منه الي كل من البروفيسور النور حمد و الكاتب ثروت قاسم) ؛ أقبل ابن المهاجرين الهنديين ريشى سوناك رئيساً لوزراء المملكة المتحدة.
و لا أتصور ان ذلك سيحدث ان كانت الملكة إليزابيث الثانية على قيد الحياة، كنت أرجح الذهاب الي الانتخابات العامة و فوز حزب العمال، حتى لا يأتي سوناك.
لكن الملك شارلس الثالث أكثر تسامحاً من والدته. إنها حقبة جديدة و أكثر إشراقاً للمملكة المتحدة.

(3)
يوم أمس و بعد فوز ريشي سوناك بزعامة حزب المحافظين؛ بادرتُ بمراسلة الصديق نفسه قائلا: ( هي لحظة تعلم للعالم ، لكن لا أدري ان كانت منطقة الشرق الأوسط قد تلقت الرسالة ) ؛ رد صاحب الطريق الثالث السوداني : ( لن يحدث طوعاً لكن الدهر سيجبرهم ) ذلك بإعتبار ان السودان ايضا جزء من منظومة الشرق الأوسط ثقافياً و عقلياً ( على الأقل).

من المحزن ان يكون أبناء السودان الذين هاجروا الي الغرب( تحت مبررات مختلفة) هم مصدر الإشعاع العنصري بدلاً ان يكونوا مصادراً للاستنارة و قبول الآخر بين أبناء وطنهم الأم .
جل من يتحدثون بسلبية و جهوية في وسائل التواصل الإجتماعي من النساء و الرجال السودانيين يقيمون في الدول الغربية ؛ هذا بجانب شعبة القبائل بجهاز الأمن و المخابرات السوداني.
الغرب لم يغير فيهم شيئا( لأنهم مصابون بالعطالة الجسدية و الفكرية معاً ).
كأنما ذهبوا الي هنالك لتلقي الإعانات الإجتماعية
ليتهم إكتفوا بذلك بل تطوعوا ببث سموم الفرقة، مستقلين يسر خدمات التواصل و الاتصال في العالم الغربي ، مستخدمين اموال المساعدات الإجتماعية التي يتحملها دافعوا الضرائب بالعالم الحر الذي احتضنهم دون معرفة( الأصالة المزعومة) لقبائلهم في السودان.

(4)
كما ناشدتُ القانونيين من قبل في مقال سابق بضرورة اعداد مسودة مقترحات للقوانين التي تجرم العنصرية ؛ بالتوازي اتمنى ان تشمل الحكومة المدنية القادمة وزارة ( التضامن الإجتماعي و تعزيز المواطنة)، عبرها نستطيع إعادة تلاحم لحمتنا الوطنية بسياسات و برامج عملية يعدها و ينفذها مختصون.
لردع الوهم الذي يعشعش في رؤوس بعض السودانيين؛ اتمنى و في ظل وضع ديمقراطي و مدني مستقر ان تقوم الوزارة المقترحة بإجراء تحليلات للحمض النووي لعدد من 50 الي 100 شخص من أفراد كل قبيلة من قبائل السودان لتتم مقارنتها فيما بينها و مع نظيراتها في المحيطين العربي و الافريقي.
عندها سيدرك بعض السودانيين كم أنهم يشبهون بعضهم البعض .!!

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

 

آراء