من صـور الإعجــاز في القرآن الكريم .. بقـلم: صــلاح محــمد عــلي

 


 

 




من صـور الإعجــاز في القرآن الكريم  *
)بتصرف من مصــادر مختلفـة (
بقـلم صــلاح محــمد عــلي

بســـم الله الرحـمــن الرحـــيم
صدرت مؤخراً عدة  كتب و مجلات و أبحاث تتحدث عن شواهد الإعجاز المختلفة في القرآن الكريم بل تتوفر حالياً في شبكة الإنترنت مواقع متخصصة في مجال إبراز الآيات و الشواهد التي تؤكد ذلك الإعجاز في مختلف صوره : الإعجاز اللغوي و العقلي و الطبي و الكوني و الفلكي و الجيليوجي     و العددي و غير ذلك .  
و ينبغي ألاّ يأخذ الإنسانَ المؤمنَ شيءٌ من العجب في ذلك فقد قال الله تعالى في محكم تنزيله:
•    (  وما من دابة في الأرض و لاطائر يطير بجناحيه إلاّ أممٌ أمثالكُم . ما فرطنا في الكتاب من شئ . ثم إلى ربهم يحشرون ) الأنعـام 38
•    ( وما ينطق عن الهوى * إن هو إلاّ وحي يوحى *علمه شديد القوى ) النجم 3 ، 4، 5
•    كما أن القرآن الكريم يختلف عن الكتب السماوية الأخرى التي ترجمت عدة مرات من لغات مختلفة فطالها كثير من الاختلاف و التناقض و التحريف و هذا لم يحدث للقرآن الذي تكفل الله بحفظه : يقول الله تعالى (  إنا نحن نزلنا الذكر و إنّا له لحافظون ) الحجر 9 و يقول تعالى ( أفلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) النســاء 82
صور الإعجاز في القرآن الكريم كثيرة أتناول في هذه العجالة  ثلاث منها :
أولاً  الإعجاز من ناحية  الإحكام اللغوي:
•     ( و الله خلق كل دابة من مـاء. فمنهم من يمشي على بطنه . و منهم من يمشي على رجلين . و منهم من يمشي على أربع . يخلق الله ما يشــاء . إن الله على كل شئ قدير ) النـور45 الإعجاز هنا أن من أو ما لا يمشي على بطنه أو على رجلين أو على أربع – يدخل في قوله " ما يشاء " لأنها تشمل كل ما يمشي بخلاف ذلك .

•    ( لله ملك السموات و الأرض . يخلق ما يشـأ. يهب لمن يشأ إناثاً و يهب لمن يشـاء الذكور * أو يزوجهم ذُكراناً و إناثاً . و يجعل من يشأ عقيماً. إنه عليمٌ قديرٌ ) الشورى 49 و 50 : إمّا أن تُرزق أولاداً فقط أو بناتٍ فقط أو النوعين معاً  أو لا تُرزق أياً منهما( تكون عقيماً ) .
شاهد الإعجاز هنا أن هذه هي الاحتمالات الأربعة للرزق بالذرية ولا يوجد احتمال آخر .

•    ( و لا تقتلوا أولادَكم من إملاق نحن نرزقـكم و أياهـم ) الأنعام 151 لا تقتلوهم فالله سيرزقكم أنتم ( أولاً ) لأنكم في حال فقــر و سيرزقهم هم كذلك .
•    ( و لا تقتلوا أولادَكم خَشية إملاق نحن نرزقهم و أياكم ) الإسراء 31 لا تقتلوهم خشيةً عليهم من الفقر فالله سيرزقهم هم ( أولاً ) و سيرزقكم أنتم كذلك.
الإعجاز هنا في التقديم و التأخير بمقتضى حال المخاطب .
الإعجاز العلمي  :
•    ( يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنّا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلّقةٍ و غيرِ مخلقةٍ لنبين لكم .  و نقر في الأرحـام ما نشـأ إلى أجلٍ مسمى . ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم . و منكم من يتوفى و منكم من يرد إلى أرذل العُمُر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً. و ترى الأرض هامدةً فإذا أنزلنا عليها المـاء اهتزت و ربت و أنبتت من كل زوجٍ بهيجٍ ) الحج 5  -  الشاهد هنا إشارة القرآن إلى أطوار خلق الإنسان  و مراحل حياته و رجوع الإنسان في كبره – إذا مد الله في أيامه - إلى حالة الجهل التام بعد نسيان كلما أكتسبه من علم في حياته .. أي إصابته في أغلب الحالات بمرض الزهايمـر.
•    ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين* ثم جعلناه نطفة في قرار مكين * ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر. فتبارك الله أحسنُ الخالقين ) المؤمنون 12، 13 ، 14 شاهد الإعجاز هنا إشارة القرآن إلى تحول النطفة إلى علقة  ذلك لأن العلم الحديث لم  يقف على هذا التحول إلا بعد بداية صناعة المناظير المكبّرة في عام 1590 م التي أتاحت للأطباء و علماء الأجنة رؤية العلقة لأول مرة كما ذكر ذلك عدد من العلماء الغربيين الذين اعتنقوا الإسلام – بل اتخذ بعضهم ذلك دليلاً على أن هذا القرآن ليس من صنع البشر إذ أنى لبشر معرفة هذه الحقائق العلمية في ذلك الزمـان المبكر نسبياً  .
الإعجاز العددي :
1.    نسبة اليابسة على المياه في الكرة الأرضية فقد ذكرت كلمة البر( أي اليابسة ) في القرآن 13 مرة و ذكرت كلمة البحار ( أي المياه ) 32 مرة  و مجموع الأثنين 45 فإذا عملنا معادلة بسيطة لنسبة كل منهما لمجموعهما  يتضح الآتي :
اليابسة = 13/45 X 100  = 28,8888888889 %
الميـــاه = 32/45 X  100  = 71,1111111111 % و هذا هي نسبة اليابسة / للمياه في الكرة الأرضية - التي أثبتها العلم الحديث -  توصل إليها القرآن قبل 14 قرناً.
2.    كلمات ذكرت بالتساوي في القرآن الكريم :
الدنيـا / الآخــرة       = 115  مرة
الحيـاة / الموت        = 145  
الناس / الرسل         = 368
الملائكة / الشياطين    = 88
الرجـل / المرأة        = 24
الشدة / الصـبر        = 116
المصيبة / الشكر    = 75  
العقــل / النــور        = 49  
الرغـبة / الرهبة     = 8  

هذه بعض أمثلة الإعجــاز الـعددي في القـرآن و مؤكد أنه يوجد غيرها كثيــر يمكن الآن التوصل إليها  بيسر مع توفـــر برامج الكمبيوتر المتطورة التي تبحث في علوم القـــران.

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه   و بارك و سـلم تسليماً كثيراً - الرسول النبي الأمي الذي أنزل عليه هذا الكتاب الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من عزيــز حكـيــم .


مارس 2013 م

Salah Ali [smali1945@gmail.com]

 

آراء