من غشنا ليس منا يابروف !!

 


 

 


سلام يا.. وطن

*لو أن رئيس البرلمان البروفيسور إبراهيم أحمد عمر كان مجرد شخص عادي لما انشغلنا باعترافه المدوي الذي جاء فيه (إنه تخطى الامتحانات بواسطة البخرات، وأردف خلال مخاطبته الورشة التي أقامها الاتحاد العام للصحفيين السودانيين بالتعاون مع مؤسسة صلاح ونسي لأبحاث ومكافحة السرطان بفندق كورنثيا ، جيت شايل معاي بخرة وكلكم بتعرفوا البخرات في الجامعات وأغلبكم مر بالبخرات وأنا واحد من المروا بالبخرات) البروفيسور إبراهيم يتعامل مع الفساد كفضيلة للأسف الشديد، وسيادته كأنه يقر هذه الموبقات ويروج لها بكل جرأة، ويتناسى أنه بهذه البخرات قد حاز موقعاً، كان من حق زميل له لم يمارس الغش الذي مارسه القطب المنسوب للإسلام والذي تقلب في المناصب ومنها وزير التعليم العالي والبحث العلمي وظل طيلة عمره أستاذا في أم الجامعات السودانية التي جلس على كراسي التدريس فيها من خلال البخرات كما أقر البروفيسور إبراهيم الذي يتوقف أمام كل شئ إلا حديث المعصوم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : (من غشنا ليس منا). 

*إن موضوع البخرات التي كشف عنها البروفيسور إبراهيم، لهي نذيرٌ خطير بشر مستطير فأن يتحدث عن أن أغلبهم قد مر بتجربة البخرات في الجامعة، فان الإقرار الغريب ينبئ عن أن هذه الجماعة لا تتورع عن فعل أي شئ وإن كان الغش الأكاديمي، أما الشئ المحير بحق هو قوله : ( كلكم بتعرفوا البخرات وأغلبكم مر بالبخرات ) كلمة ( أغلبكم) هل يعني بها الحضور الموجودين في الورشة أم جماعته في الإسلام السياسي؟! وفي الحالتين الوضع يكون بالغ الأسف لأنه يصور النخبة وكأنها مجموعة من ( الغشاشين) ولكن مما ظهر جليّاً وبشكل واقعي أن الدمار الذي لحق ببلادنا على أيدي هذه الجماعة يؤكد على أنهم سدنة الغش الذي بدأ منذ لحظة الكذبة الأولى : (قلت للرئيس إذهب للقصر رئيسا وسأذهب للسجن حبيسا) وكأنهم لم يتدارسون أن ( من غشنا ليس منا).
* من هنا لا نملك إلا أن نشكر البروفيسور إبراهيم أحمد عمر على هذا الإقرار الذي يفسر لنا احد أسباب مفارقة هذه الجماعة للشريعة والدين ولأخلاق السودانيين، وأن الحد الأدنى من الوجدان السليم غير متوفر لهذه الجماعة التي تبدأ علاقتها بالمكاره منذ نعومة الاظفار وحتى نهاية الأسفار، والبروف الفاضل قد نشر توضيحاً أحال فيه مقالته المذكورة للمزاح وليته اختار الصمت على الإقرار من هذا التبرير الذي يضيف إلى البخرات عدم الجدية والمزاح، وتلكم هي الكارثة الحقيقية التي أضاعت بلادنا التي يهيمن عليها هؤلاء القوم منذ (اذهب للقصر رئيسا وساذهب للسجن حبيسا ) وحتى أزمتنا الراهنة، ويالها من محنة.. وسلام يا ااااااوطن..
سلام يا
هاقد عادت أزمة الخبز وصفوف الوقود وكل مؤشرات الجوع وليس أمامنا غير أن نشد الأحزمة على البطون، هذا إن وجدنا أحزمة أو تبقت في أجسادنا بطون.. وسلام يا..
الجريدة الأحد 4/11 /2018م
////////////////

 

آراء