من مقرن النيلين إلى بلاد الحرمين (7): من غرد الفجر ، ذكريات الشيخ ، سحر العدسة ، وأمسيات الأدب ..!! .. يرويها : صديق السيد البشير

 


 

 

abumaha76@gmail.com

(1)
لحن الإفتتاح
أنجز الموسيقار السوداني عثمان حسين (1927-2008م) عشرات الأعمال الأدبية التي أحالها إلى قطعة غنائية عذبة الألحان ، لترسخ لاحقا في ذاكرة الغناء السوداني ، إلى يومنا هذا رغم مضي أكثر من نصف قرن من الزمان على إنتاجها ، أبو عفان والشاعر حسين بازرعة (رحمة الله عليهما) ، شكلا ثنائية ، قدما من خلالها باقة منتقاة من أغنيات كتب لها الخلود مدى الأزمان.
لم يكتفى عثمان كدأب المغنيين السودانيين لتقديم أعمال غنائية لشعراء عرب ، حيث أنجز عملا ، حمل اسم (غرد الفجر) ، صاغه شعرا الأديب والدبلوماسي السعودي حسن عبدالله القرشي (1934 - 2004) "رحمة الله عليه" ، حيث سفيرا لبلاده بالسودان (1981م-1984م) ثم موريتانيا لاحقا ، ومواقع أخرى.
يكتب عنه الأستاذ عبدالله سالم الحمود :
"الرحلة في منتجعات شاعرنا الأستاذ حسن القرشي رحلة ربما تطول وتمتد إلى آفاق فسيحة، فهو يملك يراعاً متنوع العطاء، كتب بحوثاً وقصصاً منها (فارس بني عبس) و (شوك وورد) و (أنات الساقية) وله أكثر من أربعة عشر ديواناً، جمع عدداً منها في مجموعتيه الشعريتين المجلدتين، وبقي الكثير ... تستوقفنا إيقاعات جميلة، وتطربنا بعض الأبيات حينما نصغي لها بصوت الشاعر أو نقرأها بين السطور" (الجزيرة ، العدد (67) ، الإثنين ، 24 جمادي الأولى 1425ه).
فهنا و في لوحة شعرية سكب عليها من روحه مشاعر نبيلة مؤثرة و مناجاة صادقة للحبيب و يقدمها الفنان السوداني عثمان حسين أغنية عذبة، عذوبة النص واللحن والأداء :
غرد الفجر فهيا ياحبيبي
واستهام النور في الروض الرطيب
وبغاث الزهر فوح مستطير
ونسيم الروص عطر وعبير
والدنا حب تناهي وشهور
فإلام الصد
وعلام الوعد
والجفا والبعد
وفؤاد الصب يشدو كالغريب
غرد الفجر فهيا ياحبيبي
أوتنسي قبلت يكفك لما
لامست جبهتي الحري ولما
هدهدت في مسرح الآلام هما
إنها نوري
غب ديجوري
مهد تبشيري
وهي في الدنيا غنائي ونجيبي
غرد الفجر فهيا ياحبيبي
مهجتي تزداد في الحب اتقادا
عجبا لاترتضي منه ابتعادا
كفراش يبتغي النار مهادا
يالويل الصب
وعذاب الحب
وإبتئاس القلب
ياأماني يا أنيسي في دروبي
غرد الفجر فهيا ياحبيبي
(2)
أمسية الأربعاء 29 يونيو 2022م
30 ذو القعدة 1443ه، كنت مرافقا للحبيب المهندس جعفر موسى بن الجزيرة الخضراء وسط السودان ومستودع غذاءه في قادم السنوات، جعفر بعد تسلح بالعلم والمعرفة والعمل في المجال الهندسي في مؤسسات معنية بالإنتاج الإعلامي في السودان، عرف لاحقا أرض الحرمين، مدنها و مراكزها الثقافية و الإعلامية، من خلال إقامته في الرياض، مهندسا بالشركة العالمية الناقلة لمختلف الأحداث الرياضية والترفيهية بالمملكة العربية السعودية، كنت أرافق المهندس جعفر موسى لحضور أمسية معرفية مهمة في النادي الأدبي بالعاصمة السعودية الرياض، حيث كانت جمعية الصفوة السودانية بالرياض، تنظم حفلا مميزا، يختص بتدشين كتاب "ذكرياتي مع الشيخ الوالد محمد أحمد حسن" للدكتور محمد عثمان، تزينت الأمسية بحشد سوداني سعودي، أضفى على المكان جلالا وبهجة وتآلفا، تعطر الحفل بذكر الله سبحانه وتعالى، آيات تذكر الناس بالعبادة والموت، تلاها الشيخ الحارث محمد نور بصوت عذب أنصت له الجميع بخشوع و تدبر، ثم مختارات من إنشاد ديني بصوت المنشدين أبوبكر عبد الله الحبر، ومحمد عباس.
تميزت الفعالية بحضور نوعي من العاملين في حقول الثقافة و الإعلام والدبلوماسية و عارفي فضل المحتفى به، دكتور محمد عثمان و الدكتور الشيخ محمد أحمد حسن ذلك المحسن حياه الغمام، قدم البرنامج الزميل علي القاسم، المذيع ومقدم البرامج بقناة الشروق الفضائية (سابقا) بلغة عذبة وربط جيد، وشاركه في التقديم عباس أحمد حسن، ثم كلمات مؤثرة من متحدثين، إضافة للسفير السوداني بالسعودية عادل بشير حسن بشير، وأشاد الجميع بأزلية العلاقات بين الخرطوم والرياض، وتطورها الكبير على مختلف الصعد، بجانب التأكيد على رعاية كل المشروعات التي تسهم في إحداث توطيد التعاون البناء بين البلدين، كما أسهم في العرض التعريفي للكتاب سعادة الدكتور إبراهيم بن محمد العنزي مدير جلسة العرض التعريفي والزميل محمد مجذوب، اللذين أشادا بالكاتب والكتاب الذي يوثق لحياة الشيخ (رحمة الله عليه)، لكن هناك بعض مواقف و ذكريات لم يتطرق لها الكتاب، كان يسردها الكاتب في تلك الأمسية، عبر حوار أجراه معه الدكتور كمال على إبراهيم على منصة التدشين بالنادي الأدبي بالعاصمة السعودية الرياض.
خلال علمي مراسلا بقناة الشروق الفضائية ولسنوات خلت، عرفت الزميل الدكتور محمد عثمان مقدما للبرامج، ملازما لضيفه الدكتور محمد أحمد حسن عبر برنامج (فتاوى) الذي تزينت به شاشة قناة الشروق الفضائية، وحقق مشاهدة عالية، وحصد الإعجاب والتقدير .
ربما يعرف الجميع الدكتور محمد أحمد حسن (رحمة الله عليه) من خلال إطلالاته المعرفية على الناس، ندوات، و محاضرات في القرآن الكريم وعلومه، و الفقه الإسلامي، والسيرة النبوية العطرة، و علوم التوحيد، بجانب حلقات الوعظ و الإرشاد عبر وسائل إعلامية مختلفة، لكن الدكتور محمد عثمان يحاول التوثيق للمرحوم من خلال سفر قيم، يستعيد فيه أجزاء من حياة الشيخ، و ملامح الوجه الآخر له، و تسليط الضوء على مراحل من حياته، ومواقف عابرة ربما يتكون مجهولة للكثيرين.
الدكتور الذي إكتحلت عيناه برؤية (أرض الحرمين) المملكة العربية السعودية منذ أن كان عمره ثلاثة أشهر، إلى أن إتخذها مقرا له، حيث يعمل طبيبا بمرافق القطاع الخاص، رافق الدكتور محمد عثمان، الدكتور الشيخ محمد أحمد حسن لعشر سنوات، زاخرة بالعلم والمعرفة، زاهية بإحاديث في الفقة والسيرة، عامرة بحلقات في العبادات و المعاملات، مضيئة بجلسات الإمتاع والمؤانسة في الإسلام والأخلاق.
أربعةوثمانون صفحة من القطع المتوسط، كان الطبيب، والإعلامي محمد عثمان يضئ عبرها جوانب من حياة الشيخ، ربما كانت مجهولة عند البعض، ومن خلال "ذكرياتي مع الشيخ الوالد محمد أحمد حسن"، يوثق محمد عثمان مواقفه معه في الكتاب : ( كان الشيخ لا يحب السياسة و لا الأسئلة التي ترتبط بالسياسة، وكان "رحمه الله" سريع البديهة ، حاضر الذهن، قوي الحجة، حافظا للآيات والأحاديث، و أقوال الصحابة و التابعين، و آراء المذاهب وكان يفصل المسألة تفصيلا حسب أقوال المذاهب، وكان إذا أشكل عليه أمر يقول (خليني ابحث الجواب وبكره إن شاء الله نقول ليك الجواب)، فيكتب السؤال في كراسته الصغيرة أو في ورقة خارجية، ليبحث عن المسألة ويأتي بالجواب في اليوم التالي، وكنت أحيانا أنسى السؤال لكنه ولشدة حرصه يقول لي : (أمس كان قي سؤال فلان قلت ليهو الجواب ثم بسرد الإجابة)، هكذا كان محمد عثمان يستدعي ذكرياته مع الشيخ بلغة عذبة، عذوبة الاسلوب، الذي تميز به الشيخ في إطلالاته المستمرة، بجانب سيرة طيبة، عطرة بذكر الله سبحانه و تعالى.
حين كنت صحفيا في غرفة الأخبار بقناة الشروق الفضائية قبل سنوات، نحاول معرفة طرائق الإنتاج والمونتاج لعدد من الأخبار، والاستطلاعات، والقصص، ثم إدراك الصلاة مع الشيخ محمد أحمد حسن إماما داخل مسجد القناة قبيل موعد الدخول للاستديو لتقديم الحلقة، ثم صلى بنا، لاحقا مؤلف الكتاب، الدكتور محمد عثمان إماما، و عن ذلك يقول الكاتب : ( في وقت ما كان يصلي جالسا بسبب ألم في ركبته وبعد فترة قصيرة رفض الصلاة على الكرسي، قلت له : لماذا ؟! فقال : لا أشعر بلذة الصلاة والسجود وأنا على الكرسي، ثم بعد ذلك ندخل الاستديو لنستعد للحلقة)، كان الشيخ محمد أحمد حسن (رحمه الله) يأتي إلى مباني القناة قبل مواعيد البرنامج ربما بساعة كاملة، ينعم بغفوة قليلة قبيل الصلاة والدخول إلى الاستديو، و مواقف أخرى كان الزميل الإعلامي الدكتور محمد عثمان يحكي عن الدكتور الشيخ محمد أحمد حسن(رحمه الله) في عنوان مميز، وجدير بالإقتناء، لكونه يوثق مواقف من حياة الشيخ وبدايات البرنامج الذي قدم على شاشة قناة الشروق الفضائية قبل سنوات ماضية.
اللهم تقبل الشيخ عندك القبول الحسن وأحشره مع زمرة الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ، إنا لله وإنا إليه راجعون.
(3)
بواجهة ترسل حزمة أضواء باهرة على أجزاء من شارع الهمزاني بحي الملز وسط العاصمة السعودية الرياض، هكذا يبدو النادي الأدبي بالرياض، المؤسس في العام 1395ه الموافق للعام 1975م، ويعد النادي مركز إشعاع ثقافي ينير المدينة وما جاورها بأضواء العلم والمعرفة والمثاقفات العذبة في الفنون، والنقد، والأدب، ومنذ عشرات السنين شكل منارة علمية مهمة في تاريخ الثقافة والأدب السعودي، على مدى سنوات خلت، أنجز النادي مكتبة تحوي دوريات ونشرات وعناوين في مختلف المعارف، بجانب قاعة مضيئة بنشاطات ثقافية مميزة سعودية وأجنبية، إضافة لعقد ملتقيات علمية رفيعة ناقشت معارف مختلفة، بجانب عقد مؤتمرات ثقافية، بجانب جلسات أدبية، رفيعة المحتوى والمضمون، مثل ملتقي النقد الأدبي في دروته السابعة، ومناقشات في خطاب النقد الأدبي السعودي، إضافة لندوات مهمة في الحياة الأدبية السعودية، ثقافة وإنتاجا، بجانب التعريف بشخصيات أسهمت بنصيب وافر في المشهد العلمي والثقافي في أرض الحرمين الشريفين، مثل ندوة الوفاء للشيخ عبدالله بن إدريس، الذكرى والذاكرة، و تناولت آثار الشيخ الإنسانية، ومنجزاته الإدارية، والأدبية، والتي أقامها النادي في سنوات ماضية، بتعاون مميز مع هيئة الصحفيين السعوديين.
تقول المعلومات المبذولة على منصات ألكترونية مختلفة أن قصة تأسيس النادي بدأت عندما عقد فيصل بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود إجتماعا في الرياض في شهر جمادي الأولى عام 1395ه الموافق 1975م مع عدد من الأدباء والمثقفين من مناطق المملكة، للتباحث في شأن صيغة مؤسسية لتفعيل الثقافة ورعايتها، وكان النقاش يدور حول سبل إحياء سوق عكاظ، وبعد تداول هذه الفكرة، أقترح الأديب عزيز ضياء فكرة إنشاء أندية أدبية في المدن السعودية الكبيرة، وقد أيد الفكرة الحاضرون.
وتمضي مسيرة النادي في التوثيق لشخصيات، كان لها دورا بارزا في تأريخه الممتد منذ العام 1395ه / 1975م، ونتيجة لثمرة تعاون ثقافي بناء مع مؤسسات مختلفة، يتيح النادي قاعته للجاليات الأخرى لإقامة مختلف النشاطات، كتدشين كتب، أو عقد مدارسات نقدية حول مختلف ضروب المعرفة، ما زال النادي الأدبي بالعاصمة السعودية الرياض مستمرا في ممارسة دوره الطليعي المهم في الحياة العامة في المملكة العربية السعودية، أدبا، نقدا، ثقافة، ومعارف مختلفة، توثق هى الأخرى للثقافة السعودية في بعديها المحلي والكوني.
(4)
"‏حين تكون سبباً في إبتسامة ضائقٍ، أو سنداً لعثرة مائلٍ، أو أنساً لوحشة وحيدٍ، أو إلفاً لحيرة غريبٍ، أو وطناً لغربة شريدٍ .. فأنت جميل .. جميلٌ بقدر ما تطيبُ بك الأحوال .. وجميل بقدر ما تترك في الناس من جمال"... ،
هكذا كان يزين أحمد مصطفى الشيخ جدارياته الإلكترونية على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بجميل الكلام وعظيمه، نثرا و شعرا، محاولا تجسيد المأثورات في مشاهد مرئية من خلال صور متحركة، أو ثابتة ، لكونه يعتقد يقر بأن "الصورة تساوي ألف كلمة"، العبارة التي كتبت بلغة إنجليزية، و تشير على أن الفكرة المعقدة يمكن ايصالها فقط من خلال صورة واحدة، والتي ربما توصل المعنى بشكل أكثر فعالية من الكلام، وتعد الجملة تعبيرا ملخصا وموجزا لأهمية الصورة في إيصال الرسائل الإعلامية، وتشير المعلومات إلى أن عبارة "استخدم الصورة فإنها تساوي ألف كلمة" ظهرت في مقال نشر في جريدة فلاندرر عام 1911م نقلاً عن محررها، الذي يتحدث فيه عن الصحافة والدعاية، أو في عبارة أخرى قريبة من المعنى ظهرت في إعلان بذات الجريدة عام 1913م وتقول : "نظرة واحدة تساوي ألف كلمة".
إنطلاقا من هذه التعبير الذي يؤطر لمفهوم الصورة، ودورها المهم لكونها أداة للتواصل، مضي مصطفى الشيخ إلى حال سبيله، منفقا أكثر من عشر سنوات في دهاليز الصحافة، والثقافة، والتصوير، متنقلا بعدسته المميزة، بين مشهد وآخر، مغطيا لعشرات الأحداث، منجزا لمئات المشاهد، بآلاف اللقطات المميزة، الراسخة في ذاكرتي والآخرين، واضعا بصمة مختلفة فنا، ومتنوعة إبداعا، من خلال أعمال تأسر الروح، وتشفي القلوب، وتسعد العقول، وتروي ظمأ المحبين لعالم التصوير الضوئي. أحمد (كلاسيك) الذي ترجع أصوله إلى منطقة الزومة (مركز مروي) في شمال السودان، لكنه في الآونة الأخيرة، إتخذ أحمد (كلاسيك) من السعودية مستقرا له، ميمما وجه شطر العاصمة الرياض، متنقلا بين سهولها، وهضابها، وتلالها، في الريف، والحضر، بين أحداث، ومحافل، مع رحلات ومهمات، عاد منها بعشرات، أو ربما آلاف الصور الثابتة والمتحركة، ومشاهد تبدو عليها سمات البراعة، والإحترافية، والتميز، تميز يتجلى حين تخصص في تصوير الأطفال، بجانب منجزاته البصرية في المشروعات الطوعية، والإنسانية، والأعمال الإخبارية بين مؤسسات إعلامية، كتوثيقه لمشروعات كندية بالسودان، تحديدا بمدينة الدمازين عاصمة إقليم النيل الأزرق، وأخرى أمريكية، جامعات أوروبية، بجانب أخرى إقليمية ودولية، مثل وكالة الصحافة الفرنسية ومنظمة أدرا الكندية، و الوكالة الأمريكية USAD، والتي أنجز معها زيارة المبعوثين الأميريكين إلى السودان بجانب تعاونه مع منظمة الصحة العالمية ، و جامعة HUMBOLDT-UNVERSITATZU BERLIN الألمانية، و مؤسسات أخرى متخصصة في الآثار والمتاحف، بجانب تعاونه مع لجنة المفقودين ومجهولي الهوية من خلال تنفيذ تصوير الجثث وتوثيقها بالمشارح المختلفة، إضافة لتغطياته لما عرف في السودان بثورة ديسمبر 2019م.
من خلال إقامته في المملكة العربية السعودية يحاول أحمد مصطفى الشيخ تنفيذ مشروعات مميزة تجسد عمق العلاقات وتميزها بين الشعبين السوداني والسعودي، من خلال أعمال ثقافية، فنية، تجسد قيم المحبة والتواصل الحميم بين مقرن النيلين، وبلاد الحرمين، وذلك عبر عدسة تنتج صورا متحركة وثابتة (فيديو ، فوتغراف)، لكونه يدرك دور الصور في إحداث حراك ثقافي وإنساني في المجتمعات المختلفة، بجانب إسهام الصور في عملية الاتصال والتواصل بين الناس، وقدرتها على تجاوز تحديات اللغة، وعقبات الإقناع، لمخاطبة كل البشر.
تلقى أحمد مصطفى الشيخ دروسا في التصوير، عبر مركز تنمية القدرات، بجانب جرعات تعليمية أخرى في الإتحاد العام للصحافة والفنون بالعاصمة السودانية الخرطوم، (مقرن النيلين)، ورغم تخرجه مهندسا متخصصا في الحاسبات الآلية، غير أن (أحمد كلاسيك) يمضي في إنجاز مشروعاته، بين علمية، عملية، و معرفية، من خلال تلقيه دراسات إحترافية (عن بعد) في مجال التصوير الذي أحبه حبا جما، و ذلك عبر جمعية الزمالة البريطانية للتصوير، دعواتنا له بالتوفيق في مسيرته العلمية، والعملية، والمعرفية.
(5)
لحن الختام
(لن أحيد)
كلمات - محيي الدين فارس "رحمة الله عليه"
لحن و غناء - حسن خليفة العطبراوي "رحمة الله عليه"، وتقول :
أنا لست رعديدا ًيُكبل خطوه ثِقل الحديد
وهناك أسراب الضحايا الكادحون
العائدون مع الظلام من المصانع والحقول
ملؤوا الطريق
وعيونهم مجروحة الأغوار ذابلة البريق
يتهامسون
وسياط جلاد تسوق خطاهمو
ما تصنعون؟
يجلجل الصوت الرهيب
كأنه القدر اللعين
وتظل تفغر في الدجى المشؤوم أفواه السجون
ويغمغمون
وهناك قافلة تولول في متاهات الزمان
عمياء فاقدة المصير و بلا دليل
تمشى الملايين الحفاة العراة الجائعون مشردون
في السفح في دنيا المزابل والخرائب ينبشون
والمترفون الهانئون يقهقهون ويضحكون
يمزقون الليل في الحانات في دنيا الفتون
والجاز ملتهب يؤج حياله نهد وجيد
وموائد خضراء تطفح بالنبيذ و بالورود
لهب من الشهوات يجتاز المعالم و السدود
هل يسمعون ؟ صخب الرعود ؟
صخب الملايين الجياع يشق أسماع الوجود ؟
لا يسمعون !!!
في اللاشعور حياتهم فكأنهم صم الصخور
وغدا ًنعود
حتماً نعود
للقرية الغناء للكوخ الموشح بالورود
ونسير فوق جماجم الأسياد مرفوعي البنود
والأطفال ترقص و الصغار
والنخل و الصفصاف
والسيال زاهية الثمار
وسنابل القمح المنور
في الحقول و في الديار
لا لن نحيد عن الكفاح
ستعود أفريقيا لنا
وتعود أنغام الصباح
*صحافي سوداني مقيم بالسعودية

 

آراء