من هو الرئيس القادم فى السودان والتحديات التى تواجهه -2- … بقلم: تاج السر حسين
16 March, 2010
royalprince33@yahoo.com
واهم الأنقاذى نافع على نافع لو ظن للحظه أن المطالبين بتأجيل الأنتخابات ينادون بذلك لأنهم يشعرون بان البشير وحزبه يمكن ان يحسموا نتيجة الأنتخابات لصالحهم حتى لو زورها بنسبة 30 % كما ذكرت فى المقال السابق.
والأنقاذى نافع على نافع .. وعلى طريقته التى يتحدث بها عن المعارضين لو علم الشعب السودانى البسيط حقيقة ما فعلوه بالوطن لتم صفع كل مرشح منهم فى اى دائره بذات الأداة التى استخدمها الصحفى العراقى (الزيدى) فى التنفيس عن غضبه تجاه ولى نعمتهم (بوش) الذى سلموا أجهزة مخابراته معلومات عن اخوانهم (الأسلامويين) أكثر مما يريدون أو يتوقعون، ولم يكتفوا بذلك الكرم الحاتمى بل فتحوا لهم سجونا سريه ضمن 66 دوله من دول العالم!
كنت اتحدث مع احد رجال الأعمال السودانيين عن موضوع السجون السريه هذه وهل يعقل مثل هذا الكلام فقال لى لا تستغرب فقد كنت موقوفا فى احدى مراكز الشرطه السودانيه ووجدت معى فى الحبس فلسطينيا له لحية كثة، فسألته عن سبب حجزه وهل ارتكب اى مخالفه، فنفى ذلك وقال لى انه لا يعلم سبب حجزه، فقلت فى سرى متسائلا والكلام لرجل الأعمال (هل اصبحت اللحيه الكثيفه التى سمحت بها الأنقاذ لأفراد الجيش والشرطه سببا تحتجز به اخوانهم فى الله)؟!
وقبل شهر أو أكثر شاهدت ندوه على احدى القنوات المصريه تتحدث عن الشأن السودانى فسألت مقدمة البرنامج ضيفها وهو احد الدبلوماسيين المصريين السابقين فى افريقيا ولعله عمل فى اثيوبيا عن محاولة أغتيال الرئيس المصرى فى اديس ابابا، فرد عليها قائلا (هذه مساله انتهت وأحد الذين شاركوا وخططوا لتلك الجريمه تم تحويله الى وزارة الزراعه أو الى شئ من هذ القبيل والحمد لله أنتهت المساله)!
واظن القارئ الكريم يعرف من يقصد ذلك الدبلوماسى دون أن نذكر اسمه.
وهل يعلم المواطن السودانى البسيط ما فعلته تلك المؤامره الغبيه بالشعب السودانى وكيف اضرت بالعلاقة التاريخيه بين البلدين؟ وما هو ثمنها ؟ واين هم السودانيين الذين شاركوا فى تلك العمليه؟
وأخير من هم المسوؤلين السودانيين الملطخه اياديهم فيها؟
أظن الشعب السودانى الطيب البسيط المتسامح الكريم لو عرف الأجابه عن تلك الأسئله لما فكر انقاذى واحد فى ترشيح نفسه لمنصب كبير أو صغير.
وللأسف لا زال الأنقاذى نافع على نافع يتعامل مع الوطن والمواطنين كاقطاعى من حقه ان يفعل ما يريد وأن يقول ما يريد وأن يحكم السودان لعشرين سنه أخرى، بل يرفض فى سخريه وازدراء حكومه قوميه تشرف على الأنتخابات وتجعلها نزيهه وديمقراطيه بدعوى ان من يشاركون فيها من الأحزاب الأخرى سوف يكونوا من العواجيز وكأنه (أحد طلاب المرحله) الثانويه لا من ضمن العواجيز؟
مع أن المساله فى غاية البساطه ويمكن ان يطرح اقتراح بأن يشارك فى الحكومه الجديده الشباب من كافة الفعاليات بقيادة (ياسر عرمان) فهل يرضى بذلك (نافع على نافع) أم يرفض لأن ياسر عرمان شيوعى كما يدعون؟
مع ان الشيوعيين لهم حزب معترف به من قبل لجنة الأحزاب، والشيوعيه لم تعد شتيمه أو سبه.
الذين ينادون بتأجيل الأنتخابات يا حضرة الأنقاذى، فى الحقيقه هم وطنيون شرفاء يدركون جيدا المآلات والمخاطر التى تحيق بالوطن ومن اهمها الأنفصال القادم بقوه طالما ظل المؤتمر الوطنى متشبثا بالحكم وسوف تتبعه العديد من الأنفصالات ، أعلم ان نافع وجماعته لا يهمهم ذلك فى شئ ولولا ذلك لما عرضوا الوطن للخطر فى كثير من المواقف الصبيانيه الطائشه مثل مؤامرة اديس ابابا الفاشله والتى تمثل عار فى تاريخ السودان النظيف.
وهم فى جانب يرددون مخادعين الجماهير البسيطه (هى لله) ويضيف البشير منتشيا (في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء .. لا لحزب قد عملنا نحن للدين فداء ... فليدم للدين مجد أو ترق كل الدماء(!
ومن جانب آخر يبحثون عن رضاء الأمريكان بكل السبل وهذا ما اكده نافع على نافع نفسه خلال ندوه فى مركز الأهرام للدراسات السياسيه والأستراتيجيه ذات يوم حينما قال: (نحنا الأمريكان ديل ما عرفنا عائزين مننا شنو .. قدمنا ليهم اى شئ ما نفع هم فى الحقيقه عائزين كل شئ وهذا لا يمكن)!
لذلك ومن أخطر التحديات التى تواجه الرئيس القادم للسودان ودون شك ليس هو عمر البشير أنه سوف يجد المجتمع السودانى الذى يحكمه فى غالب مرافقه العسكريه والمدنيه قد تشكل ممن هم فى مثل عقلية نافع على النافع (الغايه تبرر الوسيله)، بعد أن تخلصت الأنقاذ من خصومها الظاهرين وشردتهم وحولتهم الى لاجئين ونازحين، ولم تكتف بذلك بل الحقت بهم كل من لا ينتمى لها وكل من لا تثق فيه حتى لو كان صاحب (كشك لبيع السجائر).
فكيف يتعامل الرئيس القادم مع مثل هذه الظروف ومثل هذه التحديات، وهم لن يتورعوا ويمكن ان يفعلوا كل شئ وأى شئ لأضعافه حتى لو وصل بهم الأمر ان يشتروا السلع التموينيه ويقذفوا بها فى البحر؟!
هذا ما سوف نستعرضه فى الجزء القادم باذن الله.