من يتعمد الأساءة لرموزالحركه الشعبيه بالباطل؟ …. بقلم: تاج السر حسين

 


 

تاج السر حسين
1 September, 2010

 


 royalprince33@yahoo.com
الحركه الشعبيه لها منظومتها الأعلاميه وقدرتها على الرصد والمتابعه والرد على من يستهدفون رموزها وقادتها.
 شخصيا لا انتمى لحزب الحركه الشعبيه ولا لأى حزب سودانى آخر، لكنى مؤمن برؤية (السودان الجديد) التى تدعو للمساواة بين الناس جميعا فى السودان دون تمييز أو تفضيل بسبب الدين أو الجهة أو القبيله أو الجنس ومؤمن كذلك بتنوع الثقافات فى بلد مكون من أكثر من 500 قبيله و130 لغه، وهذا ما يجعلنى التقى مع الحركه الشعبيه فكريا ومبدئيا، واستقلاليتى تمنحنى القدره على الحديث والكتابه دون تحفظ تقتضيه أدبيات الأنتماء الى حزب أو حركه تشارك وتأتلف وتختلف!!
 جانب آخر يجعلنى التقى مع الحركه الشعبيه وهو رفضها لأقحام الدين فى السياسه وذلك حرصا منى على الدين الأسلامى أو أى دين سماوى آخر بألا يساء اليه باقحامه فى اتون السياسه التى كثيرا ما تغفل الجانب الأخلافى والمبدئى ولولا ذلك لما كانت (بيوت الأشباح)!ّ وادركا منى بأن الدين الأسلامى أو اى دين يدعو لقيم واخلاق رفيعه
وما شرع للمسلمين قبل 14 قرنا مهما كان كاملا ومجيبا لأسئلتهم وحالا لمشاكلهم لا يمكن ان يحل مشاكل هذا الزمان الذى انقطع فيه الوحى، ولا يوجد فيه انسان معصوم من الخطأ وتوقع فيه حكومات الدول على مواثيق الأمم المتحده لا على مواثيق ترتبط بدين دوله أو بعقيدتها وتشريعها.
المفكر الأسلامى المصرى جمال البنا له كتاب هام عنوانه (الأسلام دين وأمه .. وليس دينا ودوله)، لا يحتاج منا الى ان نغوص فى أعماق الكتاب ونكشف ما بداخله.
والخط الذى يتبعه المؤتمر الوطنى فى السودان ومن يستهويهم فكره فى المنطقه سوف يحدث كارثه كبرى أن لم يكن قد أحدثها بالفعل وظهرت ملامحها الآن باصرار اسرائيل على الأعتراف بالأرض التى تحتلها دولة لليهود قبل ان تدخل فى مفاوضات الحل النهائى مع الفلسطينيين!!
و حينما بدأ الراحل جون قرنق تمرده على نظام جعفر نميرى فى عام 83 كنت ابذل جهدا خارقا للأستماع الى أحاديثه القيمه وافكاره النيره من خلال اذاعة اظنها كانت تبث من الجاره ارتريا، وقتها كان كتاب الأنظمه فى الصحف يطلقون عليه وصف العميل والخارج والشيوعى، وهم نفسهمم الذين يكتبون الآن عنه كعبقرى ومفكر ووحدوى لا من باب انصافه والأعتراف بخطئهم فى السابق وانما لكى يسئيوا لتلاميذه الذين يسيرون فى طريقه ويخلصون لفكرته ويحققون فى كل يوم نجاحا وتقدما، محاولة يائسه منهم لأظهارهم بأنهم غير وحدويين بعكس قرنق، وهذا حديث غير صحيح فقرنق ما كان سيقبل بدوله دينيه تجعل من المواطنين السودانيين غير المنتمين لها درجة ثانيه وثالثه فى الجنوب والشمال.
وتقديرى للحركه الشعبيه  نابع من  أنها قدمت رؤيه  جديده تستحق الأحترام وأشعلت ثوره ردت للمهمشين والمضطهدين كثير من حقوقهم المهضومه فى الدوله السودانيه الحديثه التى هيمنت عليها الطائفيه لقترة من الزمن وقضى عليها الهوس الدينى والأسلام السياسى.
ويقينى التام لو أن الديمقراطيين فى الشمال من كافة الأحزاب والأتجاهات وضعوا اياديهم فوق يد الحركه الشعبيه دون أن يتخلوا عن احزابهم وحركاتهم وأفكارهم ومعتقداتهم، لأحدثوا تاثيرا وتغييرا فى المجتمع السودانى كله ولشهد السودان لأول مرة سلام ووحده وديمقراطيه حقيقيه تثمر عن مشروع وهدف قومى يعمل من اجله كافة اهل السودان ويجعل من الوطن دولة مؤسسات لا دولة حزب أو رجل واحد لا يشعر الناس بامكانية تبديله أو ايجاد من يحكمهم غيره.
حدث هذا مع النميرى من قبل ومع البشير الآن وهذا الظن لا زال يعشعش فى خيال بعض انصار الصادق المهدى ومحمد عثمان الميرغنى على قلتهم فى الوقت الحاضر، فهم جميعا يرون بأن السودان لن يحكم بغير هؤلاء.
لكن ما استغرب له هناك عمل منظم وومنهج تشعر بأنه مبذول له مال ومزود بمحترفيين اعلاميين سودانيين وغير سودانيين وتقنيين للأساءة لرموز الحركه الشعبيه وقادتها، وهذا ما جعل الأنفصال هو الخيار الجاذب للجنوبيين وما اخطر من ذلك فان هذا العمل الخسيس والخبيث سوف يقف امام  علاقات مميزه فى المستقبل بين البلدين اذا كان خيار الجنوبيين هو الأنفصال.
وحتى لا يكون حديثى جزافيا ومعلقا فى الهواء، فلقد ظللت اتابع احاديث أمين الحركه الشعبيه (باقان أموم) فلم اسمع بانه ينادى بالأنفصال صراحة بل كان يتحدث حديث العارف عن اتجهات الجنوبيين ويتحدث عن كيفية تحقيق الوحده وكيف تكون جاذبه، وأن تلك الوحده لا يمكن ان تتحقق باصرار المؤتمر الوطنى ومن هم فى خندقه على تعريف السودان بأنه دولة اسلاميه عربيه، فهذه رؤيه قاصره وغير أمينه
ورؤية قرنق التى نتفق معها  كشريحه مثقفه ومستنيره من شمال السودان هى التى تعرف هوية السودان، بأنه تماذج للعرب والأفارقه مسلمين وغير مسلمين وفى هذا التنوع قوه وجمال السودان وهويته الحقيقيه.
للأسف تم ترويج معلوملت كاذبه ومغلوطه لندوة كنت احد الحاضرين فيها بان باقان قال سوف تقام قاعده امريكيه فى الجنوب، وهذا لم يحدث بل نفى ذلك وقال نحن نريد أن نبنى سلاما واستقرارا ولا نريد ان ندخل فى تحالفات أو اى نوع من الأستقطاب.
وعلى ذات السياق تم تسريب معلومات كاذبه ومغلوطه على لسان الأخ/ ياسر عرمان، وأنه قال سوف (ننفصل لأننا همشتا)!
وكما قيل فى المثل الجواب ظاهر من عنوانه، فاذا حدث انفصال فهذا فعل يقوم به الجنوبيين وياسر عرمان شمالى، نعم هو قيادى فى الحركه الشعبيه وكان مرشحها لرئاسة الجمهوره، لكن خيار الأنفصال متاح للجنوبيين وحدهم.
والحقيقه هى أن ياسر عرمان اجاب على سؤال لصحفى مصرى هل هو مع الوحده أم الأنفصال، بانه شخصيا مع الوحدة وفق رؤية السودان الجديد، ومن يقررون الأنفصال هم الجنوبيون وحدهم.
للأسف تخرج مثل هذه التسريبات الكاذبه المغلوطه ولا يصدق قادة المؤتمر الوطنى خاصة (المجنسين) وكأنهم متفقين مع من سرب تلك المعلومات للمزائده على رموز الحركه وقادتها الذين نلتقى معهم فى رؤية السودان الجديد والتى سوف تتحق فى السودان مهما طال الزمن ويومها سوف يندم كل من تسبب فى هذه الأنفصال وعمل من اجله بوعى أو لا وعى.
 
 

 

آراء