من يريد أن يشعل النيران في بحر ابيض؟!

 


 

 


سلام يا .. وطن

*كلما سار التفاوض في مساراته المتعددة خطوات قوية بإتجاه إنزال السلام الى أرض الواقع نجد خفافيش الظلام التي تعمل على سرقة الثورة تحت مسميات مختلفة من أحزاب بلا برامج وبلاقيمة تذكر ، فحزب الأمة والمؤتمر السوداني يعملان بأقصى الجهد في النيل الأبيض لإستباق ماتسفر عنها مفاوضات السلام في جوبا لأنهما يعلمان علم اليقين بأن مسار الوسط يعني الإنحياز الذي يجسد كل قضايا الوسط لينهض بها وبإنسان الوسط الذي منح كل شئ لمصانع السكر في النيل الأبيض إبتداءً من كنانة وعسلاية وسكر النيل الأبيض وسكر مشكور ،وآلاف الأفدنة التي تعمل على ان يتحقق مفهوم ان السودان سلة غذاء العالم فمابين موارد وخيرات وتحديات ولاية سنار ، يبرز توثب ولاية الجزيرة الحاضنة الكبرى لمشروع الجزيرة فقد وضح جليّاً أن مسار الوسط هو المحطة التي تضع حلاَ للأزمة السودانية ، وهذا ماجعل القوى الحزبية التقليدية تقاتل من أجل كتم صوت مسار الوسط ، واستدعى ذلك التمسك الكبير حتى ولد مسار الوسط ، والقوى التي تتضافر جهودها لكتم أنفاس مسار الوسط نفسها التي تجعلنا نسأل : (من يريد أن يشعل النيران في بحر ابيض؟!).

*والحكاية المحزنة في أزمة الخبز والوقود والولاة ففي ظل هذه المكابدة اليومية والفشل المتلازم لمسيرة دولاب العمل في بلادنا ، نتابع عن كثب ماتقوم به حفنة من الأحزاب المكونة لقوى الحرية والتغيير وهي تستبق عملية السلام الجارية في عاصمة دولة الجنوب جوبا ، فالمحيط الإقليمي الذي أدمن التدخل في شئوننا حتى اصبحنا بلدا مستباحا اقليميا و دوليا والثورة التى مازالت تعتمل في النفوس واستغلت الطائفية السياسية والدينية هذا المناخ وبدأت تتحرك وتدعو لتبديل الولاة ، والغريب ان الولاة انفسهم لا يرغبون فى الاستمرار كحكام وانما يتعاملون على اساس انه صدرت اليهم اوامر عسكرية ليكونوا ولاة مكلفين ،وبالنظر اليهم جميعا وهم فى رتبة اللواء فان اصغرهم سنا يكون قد قضى في الخدمة العسكرية ثلاثون عاما على الاقل ممايعطيه قدرا من النضج مكنهم طيلة الفترة الماضية من الحفاظ على امن البلد وسلامتها، وليس سرا ان نذيع ان اللواء حيدر الطريفي والى النيل الابيض قد تبنى خطاً في احد الاجتماعات مع مجلس السيادة والوزراء بانهم لا يرغبون جميعا في الاستمرار كحكام ملتمسين اعفائهم ليعودوا الى جيشهم ، ويفسحون المجال للحكام المدنيين.
*والان في مناخ الخبز مقابل التطبيع وقي افاق المحاصصة التى اكلت عظم الثورة العظيمة وظلت وتيرة تبديل الولاة تاخذ وضعا متصاعدا فأننا نتساءل الان لماذا لم تتقدم الحرية والتغيير حتى الان بطرح اسماء الولاة و سيرتهم الذاتية و مؤهلاتهم حتى نعلم مدى قدرتهم على الحكم في هذا الوضع الذى تتعالى فيه اصوات الازمات ؟! فأذا كانت القوى السياسية التى ظللنا معها زمنا طويلا عجزت ان تقدم برنامجا للفترة الانتقالية فكيف لها ان يكون لها فلسفة حكم ومذهبية صالحة لحكم السودان؟ فاذا كان لابد من رحيل الحكام العسكريين فلابد من الاجابة عن السؤال التلقائى كيف يحكم السودان؟!.. سلاياااااااااوطن .
سلام يا
التحية الى صديقي مدني عباس مدني وهو يبلع الطعم و يحدد الاسابيع الثلاثة ، وما زلنا فى واقع اسوأ مما كان ، معذرة يا مدني فانك قد ضيقت الواسع الذى لم يترك لك غير الاستقالة....سلام يا..
الجريدة الاثنين 10/فبراير 2020

 

آراء