من يسكت هذيان هذا الرجل المسكون بالأوهام ، أعرفتموه؟

 


 

حلمي فارس
9 January, 2011

 


ما يزال مسلسل الهذيان بالأوهام الذي يؤلفه ويخرجه هذا الرجل ( هداه وأيانا الله ) يستمر وتتكاثر حلقاته يوماً بعد يوم ، وما تزال صحف حكومة المؤتمر الوطني ووسائل إعلامها تفسح في مساحاتها الرحيبة لهذا الرجل ، وهو الذي ( يطبز ) بأصابع مقالاته ( الدوكشوانية ) عيون المبادئ والأهداف والأدبيات التي يظل المؤتمر الوطني يردد حرصه على التمسك بها ، وما زال ( دروايش ) ما تبقى من عضوية المؤتمر الوطني يطربون للنشاز من أحاديث وأكاذيب هذا الرجل الأقرب إلى القصص البوليسية منها إلى الحقائق الواقعية ، فتتغبش عقولهم بمزاعمه ، فيبنون قناعاتهم على قواعد واهية وغير حقيقية .
  فالرجل إن كان قد إستمر في تأليف القصص والروايات الخيالية التي مارس كتابتها ذات حين ، وظل بعيداً عن الخوض في ( تغبيش ) العقل والوعي الجمعي لأمتنا ، وتحريف تاريخنا ، والإغتيال السياسي والمعنوي لشخصيات ساحتنا الفكرية والسياسية والإجتماعية ، لما وجدت نفسي أهدر نقطة حبر في الرد عليه أو الحديث عنه ، لكنه يسحب أسلوب التأليف القصصي الخيالي اللاواقعي الذي أعتاده في رواياته ويطبقه على ما يكتب من تحليل سياسي ، وعلى ما ينقل من الأخبار وتحليل الأحداث بل والتنبوء بما سيحدث مستقبلاً ، ليبث بين الناس أوهاماً بعيدة عن الواقع تظهره بمظهر الجامع لخطير الأخبار والمعلومات ، الواثق من صحتها ، ثم يبني عليها مقالات زائفة تؤثر سلباً على وعي القارئ ، ولعمري كم هو خطيرُ هذا الفعل .  
لأدلل على ما صدق ما أقول ، إليكم أحدى  وليس آخر  سقطات هذا الرجل ، وما أبشعها من سقطة تشهد عليه بالبعد عن الحقيقة والإنتفاخ الكاذب معاً ، أنقلها لكم بحذافيرها نصاً بدون تصرف ، ونتبعها بمواصلة ما سنقول في حقه ( هداه وأيانا الله ) : هاكم ما كتب في فورة ثقته العمياء بعموده المعتاد الذي يسطره في ( الرمق الأخير من الليل ) وهو بين صاحٍ ونائم في يوم الخميس الماضي  السادس من الشهر الجاري في صحيفتين من الصحف المحسوبة على المؤتمر الوطني :
 
" وغريب ان اللقاء الرئاسي الذي يبحث سطور الأيام القادمة يقر حقيقة ان الاقتصاد مستقر وانه لا زيادات ، ليفاجأ الناس = حتى القيادة = ببعض الأفراد من جهات اقتصادية  يقدمون للبرلمان مشروع زيادات هائلة في الاسعار للوقود والسكر – الذي يتبعه ضرورة – زيادة في كل شيء..
وضيق أشد يضرب الناس..
ليصبح الأمر احدى اثنين..
إما ان اقتراح الزيادات هذه يأتي ممن يجهلون كل شيء..
وهؤلاء لا يصلحون نواباً ولا وزراء..
أو ان الاقتراح هذا = البارود هذا = يأتي ممن يعرفون ما تحت الأرض ويسهمون بنصيب وافر في مهمة الانفجار..
.. الزيادات هذه الآن تواجه رفضاً قوياً من السلطة ذاتها..
ولا زيادات.. والبرلمان لن يجيزها علي الاغلب.
ولا انفجار..
واقعدوا في الواطة – أو في كافتيريا المواطن الاجنبي اياه الذي يقدم وجبات ممتازة – مدعومة بشيء في الغرف الخلفية!!   ( أنتهى النقل ) !!!!
 
الكل قد علِم الآن ما حدث بالتفصيل في هذه الزيادات :
1.      الزيادات حدثت ، وتمت إجازتها بالإجماع في جلسة عاجلة لمجلس الوزراء إستمرت حتى ساعات الفجر الأخيرة ، حضرها الجميع بمن فيهم من عاد لتوه من رحلة شاقة ، وأجازها في جلسة طارئة أخرى البرلمان !!. أكل هؤلاء بالجهازين التنفيذي والتشريعي ( خونة ومتآمرين ) على الإنقاذ ويسعون لتفجير الأوضاع لإسقاطها ! يا من تعشق مناطحة طواحين الهواء ؟؟
2.      رئيس الجمهورية ، ثم وزير المالية ، ثم رئيس الدائرة الإقتصادية بالمؤتمر الوطني تفضلوا علينا عبر وسائط إعلام الحكومة وحزبها بكم هائل من الصياح والتفسيرات والتبريرات ، ولم تحظ بها أي قرارات من قبل سوى ( مؤامرة ) نيفاشا قسمة السودان التي أورتنا ما وردنا  ، ودافعوا عنها بشدة وبرروها ، فماذا سيقول عنهم ( طويل العمر ، عنتر زمانه ) ؟ أسيثبت على قوله بأنهم ( ممن يجهلون كل شيء.. وهؤلاء لا يصلحون نواباً ولا وزراء ) ؟؟ أم أنهم كما قال : (ممن يعرفون ما تحت الأرض ويسهمون بنصيب وافر في مهمة الانفجار ) ؟؟  
 
وبعد ، نسألكم بالله ، يا من لهم في علم النفس والتحليل النفسي نصيب ، أن تدلو بدلوكم وتفيدوننا ما رأيكم في رجلنا هذا الذي :ـ
1.      يظل في كتاباته كلها يخاطبنا ( بضمير المتحدث الجمع ) فلا يقول ( أحدثكم ) بل يظل يردد ( نحدثكم ، نقص عليكم ، نحكي لكم ) ، أهو مزهو بنفسه مغرور يحسب نفسه فطحول زمانه في مجاله ؟ أهو أحساس بالذلة والصغار يجعله يعظم نفسه ليخفى ذاك الأحساس ؟ أم هو أحساس بالضعف يجعله يتقوى بتكثير نفسه ؟ أم أنه بحق يتحدث بأسم ( جهة إعتبارية ما ) كما يقولون تمده بهذه المعلومات وتستخدمه بوقاً لتحقيق أهدافها ؟؟.
2.      يريدك أن تقتنع بأنه لا يخفى عليه شيء فوق الأرض ولا تحتها ولا في السماء ، ولا يغيب عن علمه عما يدور من حولنا نحن البشر بالسودان إلا ( ما تحمل الأرحام ، وماذا يرزق الناس في غدهم، وبأي أرض تموت الأنفس ) ، وإن إستطاع إدعاء ذلك دون تورطه في فقدان أهليته ليفعل ما يفعل الآن وينتمي لهذه الجماعة ، لأظنه فعل ، والله به أعلم .
3.      يظل يتقمص شخصية الإستخباري العتيق الملم بتفاصيل كل شيء عن كل ، والقادر على إستنباط كل شيء من بين ثنايا كل شيء ، ويحدثك بغموض زئيبقي لا يوصلك به لحقيقة كاملة ولا يجعلك تمسك من بين ثنايا سطوره ما يمكنك منافحته به ، وتتخيله وهو يكتب ما يكتب من أكاذيب يخادع بها نفسه وقراءه كأنه يحلق  بأجنحة من الزهو والإعجاب بنفسه وثقته فيما يقول .
4.      يستسهل رمي الناس ظلماً بما ليس فيهم ولا يطرف له جفن ، ويكذب على القراء وهو يعلم أنه يكذب ويعلم أن القراء يعلمون أنه يكذب ثم يظل في كذبه القصصي والخيالي سادر دون ناه ولا رادع ، الكل عنده ، إلا من والاه ، عميل متآمر وصنيعة إستخباراتية ويبطن ما لايظهر وما لا يعلمه إلا هو وحده ، ويعطي نفسه الحق لأستبطان خلجات أنفس الآخرين ليحدد صدقهم وإخلاصهم أو خياناتهم و فساد نياتهم .
 
ثم بعد ، يا أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني : أين أنتم مما يُكتب بأسم حزبكم وعن حزبكم من المنتمين إلى حزبكم ؟ أم أن الرجل ، كما يقال ، قد أخذ منكم الأذن ليكون قائد كتيبة ( صعاليك و مفبركاتية ) إعلامييكم ؟
راجعوا ما يكتب الرجل ،  أوقفوا هذيان هذا الرجل ، أو نصبوه وزيراً للإعلام بالبلاد ، فهو أما به ما قلناه أعلاه  ، أو هو  ممن بهم عبقرية بلا حدود تؤهله لرئاسة الدولة والكون أجمع ، ناهيك عن وزارة إعلامكم .  
 
ودمتم سالمين

 
Hilmi Faris [hilmi.faris@hotmail.com]
 

 

آراء