من يُحمِّل زيارة حمدوك لواشنطن اكثر مما تحتمل!!
haideraty@gmail.com
*ان الزيارة التي يقوم بها الدكتور عبدالله حمدوك للولايات المتحدة الأمريكية ويمكن ان نقول عنها انها زيارة الأيام الستة و الآمال العريضة ، ونحن كما كررنا القول كثيراً انه من المستحيل ان نستكين لآمالٍ لاتستقيم لها المقدمات ، لذا نجد إننا محتاجين للتوكيد على الحقائق الثابتة في المخيلة السودانية بأن هذه الثورة المجيدة التي فرضت هذا الواقع السياسي الذي استبدل رئيساً مطارداً وحرمت عليه جل مطارات العالم وتسبب في عزلة لبلادنا دفع ثمنها أطفالنا في نقص الحليب وانعدام الأدوية المنقذة للحياة وكل المآسي التي عانينا منها اليوم وبالامس وزهاء الثلاثين عاماً العجفاء ، فهل كانت الادارة الأمريكية تجهل أن الذي سدد كل فواتير الحصار كنا نحن أهل السودان ؟! بينما شظف العيش وقسوة الحياة مافتئت من حظ شعبنا الصابر ، وقد ظل المؤتمر الوطني وحكوماته وحكامه من حملة الجنسيات الأمريكية والأوربية والكندية غير متأثرين بما عليه حال عامة أهل السودان من الحاجة والعوز والفقر والأوبئة .في ظل هذا الواقع لنا أن نتساءل : من الذي يُحمِّل زيارة حمدوك لواشنطن اكثر مماتحتمل؟!
*هنالك جهات ما تعمل بهمة عالية على تسويق فكرة ان حلول ازمات السودان تكمن في زيارة د.حمدوك لواشنطن وفي حقيقة الأمر ان هذا الزعم هو من أعمال البوابات الخلفية التي تعمل على تصوير زيارة رئيس الوزراء بالفاشلة إن لم ترفع العقوبات الأمريكية على السودان ، وان لم يتم تطبيع العلاقات الأمريكية السودانية ، وهذه الطريقة الخبيثة لن نسمح لها بالمرور في المشهد السوداني ، وهذه مؤامرة لاينبغي ان تجوز علينا ، ذلك لأن الدكتور حمدوك يقتصر دوره على مراجعة القرارات التنفيذية مع الرئيس ترامب ، ويتوقف عند المطالبة برفع العقوبات الأمريكية من الكونغرس ، وليس لديه من أساليب ضغط على الكونغرس سوى سلاح الصمغ العربي الذي عرضناه مراراً على هذه الزاوية ويتجه الأمر الى الشركات العملاقة كالكوكا كولا والبيبسي كولا وغيرها من الشركات التي تعرف ان سلاح الصمغ العربي نملك منه 80%من الانتاج العالمي ، فاستخدامه هو الوسيلة العاجلة لخروج بلادنا من هذا الوضع المأزوم ، والدكتور حمدوك يعلم أنه لن يأتينا برفع العقوبات فمن هي الجهة التي تعمل على تحميل زيارته لواشنطن اكثر مماتحتمل؟!
*نحن على يقين بأن أعداء الثورة لن يألوا جهداً وهم يعملون على تغذية كل عروق فشل الحكومة الإنتقالية ، وعلى الرغم من تحفظنا على الكثير من القرارات التي تصدر الحكومة، وبرغم الأوضاع الاقتصادية المتردية ، والرؤى السياسية الباهتة الا أننا نظل متمسكين بالتجربة ونعمل جاهدين على تقويم اخطاء المسيرة ، ونحن نعلم المؤامرات التي تحاك ضد الحكومة والعمل الدؤوب لإفشال الوزراء فانه بالثقة في الثورة وأهدافها وغاياتها السامية نبقى جميعاً حماة للثورة وحراساً لها ، وان اخطأوا فلنذكر موقف السيد المسيح عليه السلام من مريم المجدلية : من كان منكم بلاخطيئة فليرمها بحجر، وسنسأل : من يُحمِّل زيارة حمدوك لواشنطن اكثر مماتحتمل؟!وسلام يااااااااااوطن.
سلام يا
السيد الصادق المهدي يقول : (كل الأحزاب الكانت حاضرة في القيادة تلقت مكالمة هاتفية من المجلس العسكري لفض الاعتصام ، وسحبت حزبي لكي لايلحق بهم ضرر ) إذن ماذا بقي للأستاذ نبيل أديب ولجنته ؟ والامام حافظ على حزبه ، فليهنأوا بالدنيا الدنية ، ولشهداءنا جنة عرضها السموات والأرض ..وسلام يا
الجريدة السبت 5/12/2019
//////////////////////