موكب الرحيل :الخميس 21فبراير!!

 


 

 


سلام يا .. وطن

 

*ماإنفكت عبقرية الشعب السوداني تتجلى في تسيير المواكب الإحتجاجية التى تنتظم البلد وفق برنامج ثابت ، ومازال شبابنا يحافظ على سلمية ثورته وحماية المكتسبات التى تحققت من هذا الحراك الذى يجري الان ، وموكب الرحيل قد كانت له قيمة مضافة تمثلت في خروج القيادات الى قيادة الموكب وعلى الرغم من أن النظام أسرع بعنفه في القبض على القيادات من داخل جامع فاروق ، إلا أن الخطوة في حد ذاتها تعتبر خطوة جيدة ، ونرجو أن يكون هذا هو ديدن الأحزاب في أن تتقدم الصفوف ولاتترك الشباب وحدهم في مواجهة الرصاص والغاز المسيل للدموع ، والإقرار الذي أعلنه السيد مدير الأمن والمخابرات الوطني بأن المعتقليين السياسيين بلغ عددهم الفين معتقل تم إطلاق سراح نصفهم ، والشاهد أن هذا العدد الضخم من المعتقليين يشير الى أن الإعتقالات ليست الحل الأمثل للأزمة بل إن الناشطين يعلو هتافهم ( زيد السجن ترباس ).وموكب الرحيل قد أكد على هذا المعنى توكيداً جازماً .
*السؤال الذى يفرض نفسه بقوة هو : بعد هذا التحول في مسيرة الحراك أما آن الأوان لتقف الحكومة موقفاً يعترف بحق الآخرين في أن يكونوا آخرين ؟!وأليس من الإنصاف اليوم أن تعترف الحكومة والمعارضة بمختلف مشاربها بحق شبابنا الذى كان سابقاً وسباقاً في إشعال جذوة الإحتجاجات وفق رؤى مختلفة ، ويكفي أنها ثورة تقدس الممتلكات والمرافق العامة وتعمل جاهدة على الا تعطل ايقاع الحياة ولاتوقف السابلة والسيارات وغيرها فجاءت ثورة كاملة النضج وواجهت العنف بالعنفوان ، كل هذا يكتب تاريخاً جديداً في مسيرة الاعتراض السياسي في هذا البلد ، يضاف الى ذلك أن حركّت القيادات اليوم وان افضت الى الاعتقالات فان التاريخ سيكتب أنها قيادات تحركت بمسئولية لقيادة الحراك او على الاقل الوجود فيه ، وهو وجود مطلوب في هذه المرحلة ومنذ اليوم لامجال للبقاء في المكاتب وان تحولت البلد الى سجن كبير .
*الان علينا أن نطلب من النظام النظر للاحتجاجات بعيداً عن منطق هذا خائن وذاك أمين فلتصل الحكومة الى رؤية واضحة ان هذا البلد يسعنا جميعاً وان ثلاثين عاماً من الحكم المطلق ظهر في النهاية انها فساد مطلق ، وللحفاظ على المتبقي من هذا الوطن ليظل وطن لابد من الوقوف مليّاً امام شواهد الواقع التي تؤكد على ان شعبنا الذي انطلق باحثاً عن حقه في الحياة والحرية والكرامة الانسانية لن يتراجع خطوة للخلف بل سيناضل في ان يحقق ماخرج من اجله ، فهل يمكن ان تتحلى الحكومة بصوت العقل وترحل بس قبل أن تسقط بس؟! وسلام ياااااااااوطن .
سلام يا
رسالة اولى : بعض القوى السياسية التي لاتعرف حق الاخر وتدمن الاقصاء وتتعامل بمنطق صاحبي وصاحبك في الشأن السياسي وهي تعلم انها خاوية ومن يمالئونها او تمالئهم وأن ما يجمع بينهم هو الخواء ، يا انت !! لم نفرغ لك بعد ونامل ان يكتمل (كيسك) في الدولة اياها حتى نلتفت للوطنية الكاملة والوطنيون الكُمل ..وسلام يا
الجريدة /الجمعة 22ـ2ـ2019

////////////////////

 

آراء