مولانا.. كلمة السر!!

 


 

 


diaabilalr@gmail.com
كثيراً ما يستشهد السيد محمد عثمان الميرغني بمقولات والده، خاصة عندما تضيق أمامه الخيارات.
روى لي مصدر ثقة، أنه كان شاهداً على مناقشة ساخنة تمت بين الميرغني وعدد من قيادات حزبه رافضة للمشاركة في الحكومة، قال إن الميرغني أغلق باب النقاش بنصيحة سمعها من والده عندما قال لمناقشيه : (سيدي علي قال لي ما تدخل في شارع إذا مافي شارعين بطلعنك)..!

نصائح كثيرة من إدخال اليد في الفتة إلى النظر في الاتجاهات الستة ساعة الخطر إلى الاطمئنان لمنافذ الخروج قبل الاقتراب من بوابات الدخول وغيرها من نصائح مثلت مرجعية هادية للسيد محمد عثمان في كل منعطفات تجربته  السياسية وفي زنقات حواري ساس يسوس..!
لم أتفاجأ بتصريحات الميرغني التي فتحت بوابة الخروج من الحكومة قبل الاقتراب من اعتاب مجلس الوزراء والقصر الجمهوري في حواره مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية والذي أجراه الأستاذ الكبير محمد سعيد محمد الحسن وأعادت نشره كل صحف الخرطوم أمس.
قال الميرغني: (لقد قررنا  في الحكومة الائتلافية  عام 1988 الانسحاب  منها  لإثبات المصداقية  مع الحركة الشعبية  وسنكون قادرين تماماً على التعامل مع كل موقف بمافيه الانسحاب من الحكومة في حالة عدم الالتزام بالبرنامج المتفق عليه).

وفي مساء أمس في برنامج الأستاذ أحمد البلال بتليفزيون السودان شن الأستاذ عثمان عمر الشريف القيادي الاتحادي هجوماً شرساً ومفاجئاً على عشرينية الإنقاذ في الحكم، وربما أراد أن يرسل رسائل ساخنة على بريد المؤتمر الوطني مختصرها المؤجز أن حزبهم غير قابل للذوبان ولا الاحتواء وأنهم يريدون بناء عازل تاريخي بينهم والإنقاذ ما قبل دخولهم.

عقدة الخوف من القابلية للاحتواء هي التي جعلت الشراكة النيفاشية مع الحركة الشعبية تخرج متوترة ومالحة، بذلك المذاق غير المستساغ!!

يبدو أن الموقف المناهض للشراكة مع الوطني داخل الحزب الاتحادي سيرفع درجة حساسية المجموعة التي ستشارك في الحكومة القادمة فسيكثر العطاس مع احتراق أول (قرن شطة) بل ربما حتى  مع انطلاق روائح بخور الاستقبال!

السيدان الميرغني والمهدي يفكران بذات الطريقة، تجارب الإنقاذ مع حلفائها لا تشجع بوضع كل البيض في سلتها،يصبح الخيار الدخول معها في الحكومة مع وضع (طوبة) أوأكثر في صفوف المعارضة بغية  الاحتفاظ بمدرجات الهبوط الاضطراري!!

الزعيمان لن يخسرا كثيراً فهما يحتفظان بقواعد جماهيرية تمنحهما تفويض مطلق لا علاقة له بالمواقف والمواقع السياسية،ألم تهتف جماهير الختمية (عاش أبوهاشم شارك أو لم يشارك)!

التحدي الأساسي سيواجه المؤتمر الوطني، سيدفع فاتورة مزدوجة. فاتورة إشراك الحزبين وفاتورة الحفاظ على الشراكة!

التجارب تقول إن المؤتمر الوطني في شراكاته مع الآخرين يهتم ببوابات الدخول ولايهتم بمنافذ الخروج ومخارج الطوارئ!

من مصلحة الجميع الاستفادة من دروس الماضي والابتعاد عن تكتيكات السلم والثعبان، الانتصارات التكتيكية الصغيرة قد تفضي لهزائم استراتيجية كبرى!

ربما من الأفضل الآن الاستظلال بتلك الحكمة الناصحة (تفاءلوا خيراً تجدوه).

 

آراء