مَـاذا هُـناك .. شعر: جمال محمد ابراهيم
يـا أيُّـهَـا الـثّوار أتّحِـدُوْا
وَشِــدّوا الأحـزِمَـةْ
مَاذا هُـنـاك.. ؟
وَقَـد ترجَّلَ الطّغـْيانُ واسـتـبـْقَى
نواطيْـرَ المَـسَاءِ
علـى بوابةِ الوطنِ الجَـريْـحْ بِـلا سِـمَةْ
تمَاسَـكُـوْا واحمُـوْا خِـبَـَاءَ العـَامِـريّـةِ
إنّ ليـلى قادِمـة. .
وكُلّ رصاصةٍ تُـردِي شــهـيْـداً
عَلّقـوها نجْـمَةً في الصَّدرِ بَيْـنَ الأوسـِمَة
وَكُلُّ فَـتىً تعلَّـقَ في زقـاقِ كولومبـيـا
ليَـنام بيـنَ السَّـروِ وَالشـوْكِ الكَـثـيْـفْ
صادتْ بـراءَتَـهٌ كِلابٌ مُجـرِمَـة
شـقَّ الظلامَ نُـبـاحُـهـا. .
مَـاذا هُـناكْ ؟
ألمْ نشـهَـدْ بأعينـنا انفِضاضَ الاعتصَامْ
وَكيْـفَ الغُـوْلُ كَـشَّـر نابَـهُ
ليَنْخـر في العِـظــامْ
يا حَـارِسَ البـوَّابـةِ الأولـى
أتُغـلِـق بابَـهـا وَتخـوْنَ في شَـهْـرِ الصّيامْ
أشـجَعَ مِـنْ بنيْـكَ بـكَ احتَـمَـى
وَمَشـيْتَ مُخْـتـالاً علـى جَسَـدِ الحرَائرِ في الصِّـدامْ
والتاتشرات القاتلات مُـدمْـدِمَـة؟
عَاريْـنَ مِـن خُـلُـقٍ وَمِـن نُـبْـلٍ
تحَاشـوْا الشّمْسَ وانطلقـوا كِـلابـاً آثِـمـة
يا قـاتـلَ الشُّـهـداءِ
كيـفَ تَجيئَـنا شــاكِّي السّـلاحْ..
وأنتَ أجْـبَـن من ذئـابِ الحَقْـل
والنيرانُ حَـوْلـكَ مُضـرَمَـة. .
لولا اشتعال الصدرِ قبْـل الفجْـرِ
في تلـكَ الثوانـي المُظلِـمَـة ْ
هَـلْ كنـتَ تصْطـاد الحَـرائـر نائمـاتْ..؟
أوْ كنـتَ تغـتَصِب العَـذارى الثائـراتْ
وَهُـنَّ زَهْـرُ الثـورَةِ الفوّاح آتْ
فهَلْ اعتليتَ مَنْ اعـتلاكْ. .؟
هـيا أحْنِ رأسَـكَ ثُـمَّ أسْـأل مَـن هُـناكْ ..؟
وَمَـن أسْكَرتهُ خَـمْـرَة اللـيْـلِ اللعيـنـة
قَـد هَـوَى بسـياطِهِ وَحِـبَـالِـهِ
وَحِجـارة القَـرْمِيْـد في كُولومبـيَا
ليَسُـدّ جَـوْفَ النّـيل بالشّـهداء
ثم يسـأل مَـنْ هُـناكْ..؟
يا درّة النّيـل التي احتَـواهَـا البَـرُّ
هَـلْ شـهدَتْ مِيَـاهُـك قاتـِلـي الشُّـهـداءْ ..
أمْ أغْـمَضّـتَ عَـيْـنَـك عَـنْ جُثَـاميْن الحِجَـارة
أم أنـّنـا في السّـاحةِ الكبْـرَى مُجـرّد أغبـيـَاءْ. .
مُخَـدَّريْـن قضُـوا انتحــارا..؟
هَـلْ تسألَ الشّـهداء يا مُتسَـربِلاً باللـؤمِ
عن مَـاذا هُـنـاك. .؟
أولسْـتَ تخجَـل مِـنْ قتيلـك أن يـَراكْ..؟
أولسْـتَ تعلـمَ يا قصيْـر الظـلِّ
ما اقتَـرَفَـتْ يـَداك. .؟
الخرطوم – ديسمبر 2020
/////////////////////