مَن ذا الذي يعتبر؟!

 


 

 

أمام منضدتي كممتحن خارجي بحث مقدم لنيل درجة الماجستير في دراسات السلام والتنمية بعنوان (الفساد كسبب للتخلف الاقتصادي التنموي ومحرك لزعزعة الأمن القومي في أفريقيا... دراسة استقصائية حول بعض الحالات المختارة بتركيز خاص على السودان)
آثار انتباهي أن الباحث قد اهدى البحث لأبنائه وبنته وكل أقرانهم من مفجري ثورة ديسمبر، فقد كادت كلماته تنطق بشئ من الغبن النابع من اكتشاف مستويات الفساد التي كان يحكم بها السودان من خلال البحث الاستقصائي. فقد اورد ما نصه وسوف احرص على عدم ترجمة ما قاله لئلا أفسد بالترجمة وقع الكلمات
( To my daughter.... my sons.... and their peer revolutionary youth who tirelessly and fearlessly strove to send to the trash heap of history the the worst ever ruling clique that had been for almost thirty years shamelessly, fearlessly and viciously indulging in bare- faced corruption)

الدراسة مفزعة وواضحة حول أشكال الفساد الذي كان يمارس في القطاعين العام والخاص بالسودان. وقد أوردت الدراسة اسماء أشخاص كانوا متنفذين في نظام الإنقاذ من بينهم الرئيس وزوجته كما ورد غير مرة وفي غير موقع اسم المتعافي ومؤسسات عديدة منها الوهمية التي لا وجود لها، وأخرى حقيقية شملت الصناعات الدفاعية وقوات الدعم السريع.
لم اشأ أن أتدخل كممتحن للبحث فيما طرحه الباحث التزاما بمبدأ حياد البحث العلمي وحتى وإن ساءني مستوى الفساد في بلدي.
آهٍ ما أقسى الحقيقة العلمية وما أقسى حكم التاريخ.
سوف أوصي بنشر الرسالة حتى يدرك الجميع أن الحرب علي الفساد تبدأ عندما ندركه.
د.محمد عبد الحميد

 

آراء