الطائر الجريح … بقلم: احلام اسماعيل حسن

 


 

 



(8)
في بداية يوم جديد ومع اشراقات الشمس التي تنير لنا هذا العالم الجميل وانا اتقدم للدخول في مدينة الحب والسلام في هذا الصباح البهيج واخطو خطواتي الاولى بقدمي اليمنى تفاؤل بالخير واسمع صوت يجلجل سماوات المدينة انه صوت الاذان فوقفت قليلا لاستمع الى الاذان ولمحت كثيرون ياتون الى هذه المدينة ومن بينهم شيخ كبير في السن يجلس على الارض بجوار الشاطي يحمل في يده سبحة لالوب ويلبس ملابس خضراء مبرقعة وبجواره شاب يحمل الدف ويترنم بصوت جميل وحوله تغرد العصافير والتقيت بنظرة الى هذا الشاطي الرائع الذي يذخر بالجمال كله وارى فيه ابداع الخالق متمثل في هذا الجمال وتوجهت بنظرة في هذا المكان فوجدت شاب يقف وامامه حامل لوحات فبان لي ذاك الشاب انه فنان تشكيلي يرسم الطائر الجريح فاقتربت منه قليلا وسألته عن الطائر الجريح فقال لي انه كان معي قبل قليل فقلت له اين ذهب؟ فقال لي انه دخل هذه المدينة ووجدت الالوان حول هذا الفنان وكأنها قوس قزح وحين اقتربت منه اكثر وسئلته عن مدخل هذه المدينة فقال لي كأنني اعرفك فنظرت اليه وقلت له التقينا قبل ذلك فقال لا اتذكر فقلت له ماهذه الالوان الكثيرة التي تتبعثر هنا وهناك داخل المكان فنظرت الى ملابسي فوجدتها ممتلئه بكل الوان الطيف الموجودة في هذا المكان فنظرت في عيون الفنان فوجدتها مكسية بهالة من حزن عميق فذهبت الى داخل المدينة واستوقفتني في الطريق دائرة مليئة باهل الفن والابداع والموسيقى العالية لاهي شرقية ولا غربية بل هي موسيقة تهز الكيان والمشاعر واستفزتني هذه الموسيقى ودخلت داخل الدائرة ورقصت حتى كاد ان يغمى علي وفجاءة ظهرت لي يد اخذتني الى خارج هذه الحلبة فسمعت صوت يقول لي كفاية كدة وهذا الصوت كأنه دقة الطمبور والدليب فنظرت اليه كأن اتت الي نسمة من الزمن البعيد كأنها ريحة التراب اتت الي في تلك اللحظة انها تحمل ملامح ابي وجدي حسن وكل اهلي الغبش تصفحت وجوههم كلهم في وجه هذا الشاب فقلت له اين نحن ذاهبون يا حبيبي فقال لي انا ليس بحبيبك فوقفت قليلا ونظرت الى السماء فسمعت في تلك اللحظة ترنيم المعابد واحسست بجمال المدينة فصحت فيه انها مدينة خرافية الجمال يا صديقي فقال لي انها ابداع غير عادي فقلت له يا صديقي الى اين نحن ذاهبون الان فقال لي نحن الان على شاطي هذه المدينة فقلت له اني اسمع اجراس الكنائس فقال هذه المدينة يظهر انها تضم العالم كله في احشائها ثم كررت له الى اين نحن نتجه الان يا صديقي فوقف واقترب مني قليلا وقال انا ليس بصديقك ولا حبيبك واقترب اكثر قليلا ونظر لي بنظرة غير عادية وقال لي انتي روحي التي تسري في كياني فوقفت في حالة اندهاش وسرت في جسمي قشعريرة من راسي حتى اخمص قدمي .
 
 
 
لما تشتاق للمشاعر
تملأ دنياك بي عبيرا
لما تشتاق للعواطف
تنسجم تلبس حريرا
 
أبقي أسأل عن قلوبنا
تلقي فيها كنوز محبة
تلقي فيها بحور حنان
و تلقي فيها الشوق يغرد
و تلقي فيها الريدة فاردا
جناحا تشتاق للربيع
 
و يا ربيع آهـ يا ربيع
 
لما تقسو عليك ليالي الوحدة
والليل يبقي ليل
و النجوم تلمع بعيد
تسخر من السهران وحيد
برضو أسأل عن قلوبنا
تلقي فيها كنوز محبة
تلقي فيها بحور حنان
و تلقي فيها الشوق يغرد
تلقي فيها الريدة فاردة
جناحا تشتاق للربيع
 
إنت ما برضك حبيبنا
والحنان الفي قلوبنا
أصلوا ما نابع من عيونا
والمحبة الفيها لو ما إنت
ما كانت محبة
كل أشواقنا ومشاعرنا
وأحساسينا النبيلة
إنت ما أهديتا لينا
ليه تضيع أحلى ما أهديت ياغالي .
 

AHLAM HASSAN [ahlamhassan@live.ca]

 

آراء