مُذَكرِّات مُغتَرِب في دُوَل الخَلِيج العَرَبي (٩)

 


 

 

إلتَقَيتُ في إدَارةِ تَعلِيم المَنطِقَة الشَّرْقِية بِالدَّمَّام بِالأَخِ العَزِيز جَمال خَلَف الله أُستاذِ الكِيمْيَاء خِرِّيج تَربِية ٨١ ، فاسْتَبشَرتُ خَيرَاً وقُلتُ لِنَفسي يَبدُو أنَّ المَنطِقة عَامِرةٌ بِخِرِّيجي التَّرَبية أم دُرمان . كانَ الأُستَاذ جَمال يعملُ بِمدَارِس رَأس تَنُّورة ، فاستَضافَني عِنده بِضعَة أيَّام ، وكانَ معه بَعضُ الأسَاتِذةِ الذين لا تَحضُرني أسَماؤهم الآن . وقد عَمِل الأخُ العَزِيز الأسْتَاذ عادِل أحمد (العُمْدة) بِرأس تنُّورة أيضاً . قَضَيتُ عامَاً دِراسِيَّاً بِمَدرسَة الإمامِ الشَّافِعي وكان معي اُستَاذان كَريمان يُدرِّسانْ اللُّغةَ الانجليزيةَ أيضاً أحدُهما حَسَن عُثمان مِن بَربَر والآخَر صَلاح ابَّكُورة من الفَاشِر، ولم يَكُنا من خِرِّيجي التَربية . نُقِلتُ في السَّنة الثَّانيةِ إلى مدرسةِ الفارابي المُتوسِطة داخلَ الخُبَر ، وهي من المَدارِس التي بَنَتها أرامكو ، وشركةُ أرامكو غَنيةٌ عن التَّعريف ولكنْ لا بأسَ مِن إلقاءِ بعضِ الضَّوءِ عليها، واسمُها اختِصارٌ لِكلمة " شرِكةُ الزَّيتِ العَرَبية الأمَرِيكية.
The Arabian American Oil Company
شَرِكة عالمية مُتكامِلةً . وقد تمَّ تأمِيمُها في عام ۱۹۸۸ وأصْبَحتْ شَركةً وَطَنِيةًّ سعوديةً ومقرُها الرَّئيس في مَدينةِ الظَّهرَان التي تقعُ على بُعد ١٠ كم مِن مدينةِ الخُبر ، وتعملُ في مَجَال النَّفط والغازِ الطَّبِيعي والبترُوكِيماويات والأعمالِ المُتعَلَّقةِ بها مِن تَنقِيبٍ وإنتاجٍ
وتَكريرٍ وتَوزيعٍ وشَحنٍ وتَسوِيقٍ .
####
عَلَى مَشارِفِ نِهايةِ العامِ الدِّراسي الثاني في الخُبر والأوَّل في " الفارابي " ، تَكشَّفتْ لدَيّ بعضُ المَكَائدِ وسُوءُ الطَّوِّيَة التي كانَ يُضمِرُها زُمَلاؤنا مِن شِمالِ الوادي جميعُهُم إلا مَن رَحِمَ اللهُ . وقد خَبِرتُ ذلك الخُبثَ وعايَشْتُه واكتَويتُ بِنارِه طِيلةَ سِني اغترابي وعَمَلي في التَدْرِيس في السَّعودية ، بلْ إنَّ قُبحَ هذا الأمْر قد بَلغَ حَدَّه في الأعْوامِ الثَّلاثةِ التي عَمِلتُ فيها في الكُويت لاحِقاً . وسأُفرِد صَفحَةً خاصةً لذلك في حِينه بإذنِ الله . أمَّا في مدرسةِ الفارَابي ، فقدْ كانتْ حِصصي كُلُّها واقعةً بعدَ حِصَص الرِّياضة البَدنِية التي كان يُدرِّسُها مُدَرسٌ مِصري . وكانَ الطُّلابُ يتأخًرُون دَومَاً في حِصةِ الرِّياضةِ ويَرجِعون للفصلِ بعد أكثرِ مِن رُبعِ ساعةٍ مِن بِدايةِ حِصة الإنجليزي . ولمّا تكرَّر الأمرُ كًثيرَاً تَحدَثتُ إلى المُدرِّس كي يُعالِجَ المَوضُوع ، إلا أنَّه لمْ يُعِرْني اهتماماً فاضْطُرِرتُ لِرفعِ الشَّكوَى لِمُدير المَدرسةِ والذي لم يأبَه كثيراً بِدورِه !!! حيثُ
كانتْ له شُلّةٌ مِن هؤلاءِ يَتحَلقُونَ حَولَه ويَتَملَقُونَه ، واتضَّح ذلك في التَّقرِيرِ الفَنِّي والتَّقْيِيم - الذي لمْ يُنصِفْ مُثابَرَتنا وإخْلاصَنا داخِل الفُصُول - الذي خَرجتُ بِه في آخرِ السَّنة الدِّراسِيّة وخرَج به معي زميلٌ آخرٌ سٌوري الجِنسِيّة كانَ مُدرِّسآ للُغَة العَرَبية، وكانَ ذا خِبرةٍ تَجاوَزتْ العِشرِينَ عاماً آنذاك . فتخيلوووا !!!

محمد عمر الشريف عبد الوهاب

m.omeralshrif114@gmail.com

 

آراء