abdallashiglini@hotmail.com
دائماً على سجيَّتكِ ، يخرج الحديث سلساً ناعماً ، يجرح الذين ينوون المخاتلة .
(1)
احتشدت النار كي تصطاد عصفورة . ضاق عليها الفضاء بما رحُب . احتوى قبلها نفايات الشهب الضالّة وركام الأقمار التي صنعها الإنسان وانتهى عمرها . ها هي العصفورة التي صنعها الإله في برهة واحدة ، وأطلقوا عليها اسماً، فتدحرجت في رمل الحياة . نهضت من رُكام الأحزان الكِبار وخطّت وشمها في الرمل ، حين كانت الريح ساكنة . ومن ثقوب ملاءة الدنيا تدفق ماؤها طلق المُحيا .
الطريق هو الشاهد الأصيل الذي رأى الحدث ، والليل كان إطار السِتر .والموت هو الحقيقة الوحيدة في وجه الكذابين . لن نتوضأ من إبريق الصدفة قبل الصلاة على مسببات الحدث ، فماء الإبريق لا يرضي صفاء الإله . للمشيئة أسبابها ، يركض الماكرون ليأخذوا مكانهم في صفوف الانتظار كأنهم أبرياء. الحسُّ أصدق راوية لما حدث وإن كذبونا.
(2)
نقرأ في المتون أنَكِ كماء البركة الصافي : لا بحر ولا عنفوان غاضب ولا عواصف هوجاء . كل الرقة مجتمعة تُصابحُنا في المساءات أو تكاتُب خواطر نقرأ ونحاورها حين كان لديها براح . كل العفوية تأتي حين يغيب الأحباب عن النوافذ والشرفات ، ولا ندري أن الجنة التي كنا نشاهد ، قد جفّ ماؤها وانقطع الثمر الحلو وأرزاق الفقراء حين يرونها صدفة فينسون ما بهم . في استراحة الزمان والمكان ، نجِدُك تُسبِّحين هداوة البال ، وتُشعلين ترمومتر القلب دليل الكُل .وجعٌ زاد الأحزان جرعات من نار الزقوم المُر، وبُستان أحمرَ بالجمرات ، ونأي تتكسر بُكائياته على أطراف الشِعر . حق لنا أن نُخيط من أوجاعنا طيفاً يلتف من حول الروح الهائمة ، التي لم نُرضيها .
(3)
لو كنت قريباً مني أهمس، أو أدمع كي أصدق أن اللون القرمزي قد احتجب،وأن سلطة الموت الجبار قادرة على السعي الحثيث لنزع الفرح المتبقي . هذه ساعة تنحني فيها الجفون،وتتساقط حجارة الملح المكثف من أدمع يتقافز بلورها. سعيدة بها القلوب حين سعت بيننا،ودامت ودام لنا صفاؤها ،وكتابها الأزرق كالماء يغسل النفس ممابها .ألف نور يشع حين نتذكر بسمها المتألق ، وتراتيل الوجود النقي ، ينزّ بالعافية .
(4)
أسمع طقطقة المسابح متراصة على بعضها ، بنور لهاة ناطقة ، تتمنى لكِ طيباً فوق كل الطيبات التي نعرف . فدجي الليل كان أسرع حين خطف القمر المضيء ، وعلى الطريق تناثرت اليراعات المُضيئة ، أن بسماً ضاحكاً علمنا معنى الابتسام قد رحل ،وصعدت الروح.
(5)
قرأت كتابة في النعي والفراق والرحيل وضجرتُ من الملل ، ما الذي حلّ بكم سادتي : قرأت عن حكاية عذاب القبر وعذاب النار التي تروونها وتعجبت !. أولم يكن هنالك من لغة واجدة تليق بسيدة السماح؟. لسنا عند محطات رحيل معتاد ، أو صرخة في وادٍ ، أو وجع مثل كل الأوجاع لأناس لم يفارقوا سيرة القطيع سعياً ورزقاً وحياة . لن يكف النثر المنقول والمسافر والراحل والساجد الباكي ولا الدمع المعاند على حواف المُقل أن يقول الكثير . منْ يكتب عما حلّ بالغيمة ومائها .كانت الدنيا جميلة بوجودها عند كوة من الصعب الوقوف عندها ولا يحترق اللحم بمكواة العذاب ،أو يتفصد الوجه الناضر من حسرة الفراق .كل المسامات أغلقت دورها كي نستمتع نحنُ بالحُزن، و تمطر العيون هطلاً لايتوقف .
(6)
صوتها ، أو صوت كلماتها المكتوبة ، أونثير شجنها ، وهي تتخير أملاك الفن وأساطين المحبة العالقون نحن بمحبتهم ، وتسأل. ونحن نرقب من يجيب من الطرف الاخر . للإعلام سلطة ولصواحب الجلالة وسموّهم رجفة ، يصيبون بها كل من يطلّ من نافذة تصدح ، أو برهة عناق. بيننا وبين الراحة برهة من عذاب الرحيل حين يحُط طائره ويُنْشِب الأظفار .
ألف رحمة وألف نور يتوثبا مقام " نادية عثمان "العالي حيث تمنينا لها النعيم الذي لايزول .
عبد الله الشقليني
21/11/2013 م