نحن فلولك يا البرهان !!!

 


 

بشير اربجي
27 January, 2022

 

أصحي يا ترس
سير فلول النظام البائد وبعض المأجورين المعتادين منذ زمن المخلوع ما أسموها بمسيرة ضد التدخل الأجنبي، تجمعت أول ما تجمعت عبر الحافلات والبصات القادمة من الولايات بميدان مسجد سيدة سنهوري، كأنما يريدون أن يعيدوا لمخدوعيهم ذكري شيخهم الذي دمر السودان حسن الترابي، وتفرقت من نفس المكان في وقت مبكر بعد أن تم تسديد رسوم المشاركة للمأجورين قبل الصعود للحافلات والبصات، حيث انتشرت الصور والفيديوهات لعدد من أخوات نسيبة وعدد من متعهدي التجمعات وهم يحاسبون في الحضور بالورقة والقلم، وهو أمر معتاد لديهم منذ زمانهم الغابر وسنوات حكمهم العضوض، لكن ما كان غريبا شعار المسيرة التي كان المشاركين فيها من الممكن أن يقوم طالب أساس باحصائهم بدون جهد، حيث أعلن المنظمون لهذه المسيرة مدفوعة القيمة من العسكر أنها ضد التدخل الأجنبي بالبلاد، وهم يعنون بذلك مبادرة رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة بالسودان (يونتامس)، ويعتبرونها تدخلا سافرا في شأن البلاد الداخلي كما كانوا يرددون، بينما لم يعتبروا تدخلات مصر والإمارات والسعودية وروسيا بالبلاد كذلك، بل لم يفتح الله عليهم بكلمة واحدة في الوفود التي تأتي من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي، ولا تدخلات إسرائيل المستفزة بالبلاد فقط لأنها أتت من قبل بوت العسكر الذي يقدسونه، ولا يمكن لهم العيش بدون أن يكونوا تحته منذ أن اصبحوا (كيزانا) لا يشبهون الشعب السوداني في شيء من صفاته والقيم التي تربي عليها، لذلك ليس من المستغرب أن يرفضوا تدخلا يقف ضد أطماع أرباب نعمتهم، ويقبلوا بتدخل خارجي آخر يعتقدون أنه يوفر الحماية لقتلة الثوار ومنتهكي حرمات المنازل، فهم هم الاسلامويين لن يتغيروا ابدأ مهما حدث بالبلاد، ولن يكونوا جزءا من الشعب السوداني الأبي لأنهم تربوا على غير ذلك، لذلك تجدهم يقفون ضد الشعب وضد الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم المدني، ولا يقبلون أن يرفع سادتهم من العسكر أو المليشيات الإرهابية أيديهم عن الزناد ليعيش الشعب بحرية في بلاده، ومن الممكن أن يفعلوا الشيء ونقيضه دون خجل أو حياء من خلق أو دين، فهم منذ أن رزء بهم الشعب السوداني في العام 1989م وحتي سقوطهم وقفوا سدا منيعا أمام الحرية، لأنها تعريهم وتجعل منهم مجرد لصوص اصحاب أنفس مريضة يعملون كل جهدهم من أجل السيطرة على موارد البلاد، وفي سبيل ذلك يقتلون ويسحلون ويرتكبون كل كبيرة يدعون أنهم يرفضونها بحسب شعاراتهم الكذوبة.
لكن مهما ادعوا أن قلبهم عل البلاد وأنهم ضد التدخل الأجنبي، فإنهم هم من دول قضايا السودان وهم من جاءت الجيوش الأممية والإقليمية لأجل الفصل بينهم وبين الشعب السوداني، وهم الذين يتاجرون بالبلاد ويبيعونها بثمن بخس ويقبضون الثمن بحسابات خارجها ويجمعون المغرر بهم لأجل الكذب البواح، ولن يكون لهم مكان بحكم البلاد مهما فعلوا بالشعب السوداني وثواره الأماجد، فقد علم الشعب سؤهم منذ أزمان بعيد ويعلم كذلك سوء خلق وطباع لجنتهم الأمنية التي تسير على هداهم، فهي مثلهم تماما تقتل أبناء الشعب السوداني بدم بارد، وتطارد الجثامين والنعوش حتى المقبرة، للحد الذي جعل الشعب السوداني يقوم بأحكام وثاق الجثامين على النعوش حتى لا يسقطها هؤلاء التتار، ولا يمكن لمسيرة أو موكب يخرجه هؤلاء الشرذمة أن يغير شيئا في رأي الشعب السوداني نحو من يقتلون أبناءه، فقط تبقي هي تجمعات مدفوعة الأجر اعتاد عليها هؤلاء الرجرجة والدهماء، لن تطيل من عمر نظامهم بقدر ما تجعل الشعب السوداني مصرا على كنسهم وكنس كل آثارهم القميئة.
الجريدة
حرية، سلام، وعدالة

 

آراء