نحن من نعطي أبنائنا الآيس .. !! بقلم: مزمل موزارت

 


 

مزمل عليم
17 January, 2023

 

mozaart87@gmail.com
- من الجميل ان نري هذه الحملات التي انتشرت مؤخرًا في محاربة ومكافحة تعاطي مخدر الكريستال ميثاميفتامين أو الشابو أو الإسم الأكثر شهرة (الآيس) ،، لقد انتبه الجميع لخطورة هذا المخدر بسبب المشاكل التي طالت الكل من مدمنيه وأسرهم والمجتمع عموما فضرر متعاطي (الآيس) قد يشمل كل من هم في محيطه في المنزل ، الحي ، الدراسة ، العمل ... الخ .
- علميا وببساطة شديدة يحفز الكريستال ميثامفيتامين هرمون الدوبامين المعروف إعلاميا (بهرمون السعادة) هذا المركب الكيميائي تأثيره علي الدماغ كتأثير الكوكايين .. لذلك يعرف الآيس أيضا بإسم كوكايين الغلابة .. فهرمون الدوبامين الذي ينتج بسبب تعاطي الشابو يقوم بتثبيط عمل الأنزيمات الأخري في الجسم كالإنسولين من البنكرياس (الإصابة بالسكري) وزيادة عنصر الصوديوم في الكلي وزيادة إفراز البول بصورة كبيرة (التهابات الكلي وربما الفشل الكلوي) كما يعمل علي مشاكل في الإمعاء تسبب عسر الهضم وايضا إضعاف الخلايا الليمفاوية وبالتالي إضعاف مناعة الجسم ككل .
- كل ما ذكر إعلاه عبارة عن نقطة في بحر من أضرار الآيس الحقيقية والمعروف ان هذا المخدر غالي الثمن ولا يستطيع شخص عادي ان يدمنه بدون توفير اموال طائلة تحت تصرفه .. !! اذن من أين يأتي بعض الشباب والشابات بثمن الجرعة الواحدة ؟ فالمعروف ان سعر جرام واحد من الكريستال ميث يتراوح ما بين 25 الي 35 الف جنيه حسب إختلاف مناطق الترويج ؟ ؟ من أين يأتي شباب في بداية العقد الثاني وهم في مراحل الدراسة بهذه الأموال لشراء هذا المخدر .. هنا السؤال الرئيسي الذي يستوجب ان نجاوب عليه قبل كل شئ .. فهناك من يضطرون للسرقة والنهب لتوفير ثمن الجرعة وهناك من يمنح ابنائه الأموال بلا رقيب أو حسيب وفي ظني هذا هو السبب الأول للإدمان ؟ .. لا أدري ماهو سبب هذا الدلال المفاجئ الذي أصاب الأباء والأمهات في هذا الزمن .. ؟ ؟ ؟ ..
- اطفال يمتلكون هواتف جوالة باهظة الثمن ويقودون سيارات فارهة وتسكع لأوقات متأخرة من الليل في شوارع النيل والستين وعبيد ختم وغيرهم من شوارع الخرطوم .. نندهش عندما نسمع عن جرائم القتل والنهب والسلب والإغتصاب ولا نعرف ان مخدر كالآيس يحفز لفعل كل تلك الجرائم بكل بساطة .
- إنتشار هذه المخدرات بهذه الصورة الكثيفة داخل الخرطوم وخارجها يقودنا لسؤال بديهي مهم جدا وهو كيف تدخل هذه الكميات الخرافية الي البلاد لولا وجود شبكات مافيا منظمة لها اذرع خفية داخل كل مكان تسهل وتمهد عملية دخول الآيس وغيره من المواد السامة التي تغزو عقول شبابنا وشاباتنا .. !!؟؟
- علامات تعاطي مخدر (الشابو) ظاهرة و واضحة جدا للعيان علي أولياء الأمور تقليل الصرف البذخي لأبنائهم وعدم منحهم الثقة الكاملة فأنتم لا تعرفون مجتمع المدرسة أو الحي أو الكلية فعنوان المرحلة القادمة هو الحرص الشديد فكل ماهو حولنا ينذر بالخطر ..
- فكيف ننتظر جيل صالح والأباء يمارسون الرباء والإختلاس في المؤسسات وسوق العمل .. والأمهات مهووسات بأخر صيحات الموضة والسفر الكثير للفسح والسياحة للأسف هذا هو حالنا هذه الأيام وفي ظل ضعف هذا الإهتمام التربوي والعاطفي يلجأ شبابنا للمعوض المتاح وهو بكل تأكيد (الآيس) وأشقائه من باقي السموم المستوردة من الخارج بحملة وخطة ممنهجة لتحطيم الجيل الجديد وكسب مادي عظيم لبعض ضعاف النفوس .. لنصبح بلا أي خارطة لرسم مستقبل مشرق نأمل به لكسر حاجز الفشل والنحس الذي اصبح ملازمًا لنا لعشرات السنين .
- ختامًا :
والصدق أرفع ما أهتز الرجال له ،، وخير ما عوّدَ أبناً في الحياةِ (أبو) ،،،،، إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .
(أحمد شوقي)
الصيحة
//////////////////////

 

آراء