نحو تعريف عملي وتشغيلي للوطنية
شريف محمد شريف علي
29 March, 2022
29 March, 2022
تعريف الوطنية
هو حب الوطن ولكن يتساءل البعض عن التعريف العملي والتشغيلي الذي يجعل من ( الوطنية) عمليا تسهم في اصلاح الامة وتعزيز المصلحة العامة ( “أكبر فائدة ممكنة لأكبر عدد ممكن من الأفراد") وكذلك يجعل قياسها سهلا ومتاحا.
فمثلا لا يشك احدنا في (وطنية) النميري علي سبيل المثال لا الحصر واقصد هنا احساسه وشعوره النبيل نحو وطنه وشعبه لحظة اتخاذ القرار بالانقلاب علي السلطة الشرعية.
و هي وطنية وحماسة اختلطت في تقديري اولا بقصر نظر وجهل بطبيعة ادارة الدولة بصورة ناجحة في عالم اصبحت فيه الجمهورية الديمقراطية والتنمية المستدامة صنوان وفي المقابل الدكتاتورية والفساد متلازمتان
وثانيا اختلطت عند النميري الوطنية بشعور زائف وربما تضخم (الانا ) بصورة نتج عنها احساس بالقدرة علي احداث تغيير كبير لمصلحة الشعب بالقفز في الظلام ما نتج عنه تأخر السودان ستة عشر عام في ظلام الدكتاتورية والتخلف وتخريب الاقتصاد وتقويض المؤسسات الدستورية وانتهاكات حقوق الانسان.
ان نور الجمهورية الدستورية الديمقراطية ينبع من كونها اطار شامل ومجرب يضعه الشعب عبر ممثليه يضع البلاد في المسار الصحيح ويقسم السلطات ويحدد المسؤوليات ويستبدل قرار الفرد بقرار المؤسسات التي تمثل الشعب. ان قافلة النظام الجمهوري الدستوري بطبعها بطيئة لانها تعتمد التداول والتشاور وتوسيع قاعدة المشاركة في اتخاذ القرار وتقليب اوجهه ومراعاة المصلحة العامة (“أكبر فائدة ممكنة لأكبر عدد ممكن من الأفراد") ولكنها سايقة وواصلة لان قبلتها صحيحة وبوصلتها سليمة.
في الجمهورية الدستورية الديمقراطية (الوطنية) مصطلح يشمل ثلاث عناصر وهي
اولا : احترام وتعزيز وبذل الغالي والنفيس من اجل المحافظة علي بنود الدستور والوفاء بالعقد الاجتماعي المتمثل في دستور البلاد. فعندما يضحي الجندي بنفسه في المعارك فهو يفعل ذلك امتثالا لواجب دستوري لحماية تراب الوطن وزودا عن الشعب وصونا لقيم ومقدرات الامة وفي مقدمتها ( دستورها). ويشمل تعزيز الدستور واحترامه ايضا احترام فصل السلطات وحماية الحقوق الاساسية والشرعية الدستورية ومايترتب عنها من سياسات وقرارات اذ انها نتجت عن عملية شرعية ودستورية متفق عليها. كأن يتقبل المعارضون سياسات الحكومة الشرعية وان اختلفوا معها طالما كانت دستورية وقانونية. وكذلك من احترام الدستور الحفاظ علي استقلالية القضاء والمحاكم واحترامهما وغير ذلك الكثير لا حصر له.
ثانيا : الصدق والمصداقية والشفافية في العمل العام واحترام الحقيقة ونشر الاخبار الصادقة
ثالثا : اتخاذ الوسائل الديمقراطية والقانونية والاخلاقية كادوات لاعمال التغيير . ومن وسائل التغيير المواكب السلمية والمحاكم والقضاء والتصويت في الانتخابات والندوات والحملات الاعلامية وغيرها من ادوات التغيير بالحسني.
وفي المقابل هنالك مجموعة من الاعمال التي تنقص وتشكك في وطنية فاعلها وتضر بالصالح العام وتشمل :
اولا: الكذب والتحايل في العمل العام مع نشر الاخبار الكاذبة وتلفيق الاكاذيب والاباطيل
ثانيا :استخدام العنف والارهاب وتزوير الانتخابات
ثالثا :عدم احترام الدستور والعملية الدستورية والشرعية الدستورية وقيم الدستور وبنوده وتشمل الانقلابات العسكرية وتعديل او اضافة وحذف كلي او جزئي لبنود الدستور بغير الاوجه الشرعية والقانونية
لاشك ان الوطنية اذا تم تعريفها بصورة صحيحة ونافعة ستضع الحماسة في مكانها الصحيح وستخلق تعاضدا وتعاونا واخوة ورابطة وطنية نحن احوج مانكون اليها.
شريف محمد شريف علي
مركز القيادة والديمقراطية والسياسات
٢٣/٣/٢٠٢٢
sshereef2014@gmail.com
///////////////////////
هو حب الوطن ولكن يتساءل البعض عن التعريف العملي والتشغيلي الذي يجعل من ( الوطنية) عمليا تسهم في اصلاح الامة وتعزيز المصلحة العامة ( “أكبر فائدة ممكنة لأكبر عدد ممكن من الأفراد") وكذلك يجعل قياسها سهلا ومتاحا.
فمثلا لا يشك احدنا في (وطنية) النميري علي سبيل المثال لا الحصر واقصد هنا احساسه وشعوره النبيل نحو وطنه وشعبه لحظة اتخاذ القرار بالانقلاب علي السلطة الشرعية.
و هي وطنية وحماسة اختلطت في تقديري اولا بقصر نظر وجهل بطبيعة ادارة الدولة بصورة ناجحة في عالم اصبحت فيه الجمهورية الديمقراطية والتنمية المستدامة صنوان وفي المقابل الدكتاتورية والفساد متلازمتان
وثانيا اختلطت عند النميري الوطنية بشعور زائف وربما تضخم (الانا ) بصورة نتج عنها احساس بالقدرة علي احداث تغيير كبير لمصلحة الشعب بالقفز في الظلام ما نتج عنه تأخر السودان ستة عشر عام في ظلام الدكتاتورية والتخلف وتخريب الاقتصاد وتقويض المؤسسات الدستورية وانتهاكات حقوق الانسان.
ان نور الجمهورية الدستورية الديمقراطية ينبع من كونها اطار شامل ومجرب يضعه الشعب عبر ممثليه يضع البلاد في المسار الصحيح ويقسم السلطات ويحدد المسؤوليات ويستبدل قرار الفرد بقرار المؤسسات التي تمثل الشعب. ان قافلة النظام الجمهوري الدستوري بطبعها بطيئة لانها تعتمد التداول والتشاور وتوسيع قاعدة المشاركة في اتخاذ القرار وتقليب اوجهه ومراعاة المصلحة العامة (“أكبر فائدة ممكنة لأكبر عدد ممكن من الأفراد") ولكنها سايقة وواصلة لان قبلتها صحيحة وبوصلتها سليمة.
في الجمهورية الدستورية الديمقراطية (الوطنية) مصطلح يشمل ثلاث عناصر وهي
اولا : احترام وتعزيز وبذل الغالي والنفيس من اجل المحافظة علي بنود الدستور والوفاء بالعقد الاجتماعي المتمثل في دستور البلاد. فعندما يضحي الجندي بنفسه في المعارك فهو يفعل ذلك امتثالا لواجب دستوري لحماية تراب الوطن وزودا عن الشعب وصونا لقيم ومقدرات الامة وفي مقدمتها ( دستورها). ويشمل تعزيز الدستور واحترامه ايضا احترام فصل السلطات وحماية الحقوق الاساسية والشرعية الدستورية ومايترتب عنها من سياسات وقرارات اذ انها نتجت عن عملية شرعية ودستورية متفق عليها. كأن يتقبل المعارضون سياسات الحكومة الشرعية وان اختلفوا معها طالما كانت دستورية وقانونية. وكذلك من احترام الدستور الحفاظ علي استقلالية القضاء والمحاكم واحترامهما وغير ذلك الكثير لا حصر له.
ثانيا : الصدق والمصداقية والشفافية في العمل العام واحترام الحقيقة ونشر الاخبار الصادقة
ثالثا : اتخاذ الوسائل الديمقراطية والقانونية والاخلاقية كادوات لاعمال التغيير . ومن وسائل التغيير المواكب السلمية والمحاكم والقضاء والتصويت في الانتخابات والندوات والحملات الاعلامية وغيرها من ادوات التغيير بالحسني.
وفي المقابل هنالك مجموعة من الاعمال التي تنقص وتشكك في وطنية فاعلها وتضر بالصالح العام وتشمل :
اولا: الكذب والتحايل في العمل العام مع نشر الاخبار الكاذبة وتلفيق الاكاذيب والاباطيل
ثانيا :استخدام العنف والارهاب وتزوير الانتخابات
ثالثا :عدم احترام الدستور والعملية الدستورية والشرعية الدستورية وقيم الدستور وبنوده وتشمل الانقلابات العسكرية وتعديل او اضافة وحذف كلي او جزئي لبنود الدستور بغير الاوجه الشرعية والقانونية
لاشك ان الوطنية اذا تم تعريفها بصورة صحيحة ونافعة ستضع الحماسة في مكانها الصحيح وستخلق تعاضدا وتعاونا واخوة ورابطة وطنية نحن احوج مانكون اليها.
شريف محمد شريف علي
مركز القيادة والديمقراطية والسياسات
٢٣/٣/٢٠٢٢
sshereef2014@gmail.com
///////////////////////