نداء قبل فوات الأوان

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أيها المدنيون أحزاباً و تنظيمات و عائدون من الكفاح المسلَّح و مستقلون :
عودوا إلى رشدكم ..توحَّدوا ..
تأبي الرِمَاحُ إذا إجْتَمَعْنَ تَكَسُّرَاً..و إذا افْتَرَقْنَ تَكَسَّرَت آحَادَا.
إن أوضاع الوطن ليست علي مايرام..
عودوا كما كنتم في بداية الثورة متوحدين و متماسكين كالبنيان المرصوص.. يجمعكم هدف وطني و ثوري محدد.. و يربطكم ميثاق حدٍ أدنى متوازن .. و يدفعكم للبذل إيمان قوي بأنكم تستحقون حياة أفضل..و أن الوطن يستحق أن يعود لموقعه الطبيعي محلياً و إقليمياً و عالمياً و أن يكون جاذباً لأهله قبل أن يكون جاذباً أو مطمعاً للآخرين..
عودوا إلى رشدكم عبر العودة إلى منصة تأسيس الثورة تمهيداً للإنطلاق من جديد تصحيحاً للمسار و تعويضاً للضياع ...إنها ضرورة تاريخية و حياتية تحتمها تجربة العامين الماضيين بكل ما أفرزته من سلبيات ، و ما أنتجته من شتات، و ما أحدثته من هرج و فشل لا تخطئه العين في كل المجالات الحياتية و السياسية و الإقتصادية و الأمنية والتعليمية و الصحية و المجتمعية...
إنها إعادة حياة للوطن، كما هي أيضاً آلية إنقاذ لثورة ديسمبر المجيدة التي كادت تفقد معالمها ، و كاد يكفر بها حتى وقودها الشبابي لولا بقية من جذوةٍ ثورية لا تزال متقدة في نفوسهم ، و مخزونٍ من حِمية وطنية لا تزال تعشعش في قلوبهم ، و تطلعِ و فاءٍ غير محدود لتكملة رسالة شهدائهم و جرحاهم و مفقوديهم ،و تضميد جراحات اسرهم الصابرة..
إن العودة إلى ألمنصة تمثل ثورة في حد ذاتها ، لأنها تستشرف تجديداً شاملاً في الرؤى و الآليات و في الإدارة و التخطيط و المتابعة، كما أنها تستلزم إحداث قفزات ثورية تحديثية و إيجابية في رموز و أساليب القيادة في كل مستوياتها ، و تستلزم كذلك ضبط و تحديث التنظيم و العلاقات الرأسية و الأفقية الخاصة و العامة ، و أن يتم كل ذلك في جو من الشفافية و الإنضباط الذي يجعل الكل يشعرون بأنهم جزء مما يحدث وليس مجرد متلقين أو متفرجين .
إن العودة المستهدفة لمنصة ألتأسيس يجب أن تمثل إنطلاقة جديدة للوطن ، و يجب أن لا تكون تكراراً لفشل ،أو إعادة لمُجَرَّب . و مهم جداً أن تتم العودة المنشودة وسط أجواء من التفاؤل ، و من القناعة الذاتية و التنظيمية ، بأننا قادرون علي المضي الى الأمام بتطوير ما لدينا و ليس بهدم المعبد علي رؤوس الأشهاد،و بأننا مؤمنون حقاً بأن الرأي السديد ليس حكراً علي شخصٍ و احدٍ أو تنظيمٍ معيَّنٍ ، بل هو نتاج عمل تكاملي ، و تفكير جمعي ، بخاصة في حالات العمل الجبهوي الذي يمثل روح الفترات الإنتقالية، كالتي تظللنا حالياً ، و التي نتطلع عبر العودة إلى منصة التأسيس للإمساك بذمامها لتستعيد الثورة ألقها ،و الوطن بريقه .
و الله و الوطن من وراء القصد.
بروفيسور
مهدي أمين التوم
٧ يونيو ٢٠٢١م
mahditom1941@yahoo.com

 

آراء