نصر الدين الهادي: المهدي الجديد!
محمد عثمان إبراهيم
28 May, 2013
28 May, 2013
www.dabaiwa.com
أول مرة يطرق فيها أذني اسم السيد نصر الدين الهادي، كانت إبان فترة الديمقراطية وكنا حينها طلاباً نقرأ الصحف ونقضي وقتاً غير قليل في متابعة الأخبار. الخبر كان عن القبض على ابن عم رئيس الوزراء وهو يحاول تهريب زجاجة من الزئبق الأحمر في مطار الخرطوم. الحقيقة لم أتابع بعدها القضية، ولم أعرف كيف انتهت، ولماذا يمنع دخول الزئبق الأحمر فيضطر (الكبار) لتهريبه؟
المرة الثانية التي شكل الرجل فيها مادة للاخبار هي بعد تشكيل ما عرف حينها بجماعة كاودا، والثالثة كانت حين ناصحه استاذنا الصديق مصطفى عبدالعزيز البطل على هذه الصحيفة الأسبوع الماضي.
بدد البطل، في مقالته الناقدة الناصحة، بعض فيض من حيائه الوافر لأجل نجل امام الأنصار الشهيد الهادي المهدي والقيادي الحالي ب(الجبهة الثورية)، ومنح ذلك الحياء لمن لم يقدره حق قدره فأعاده. ولو كان السيد نصرالدين يحتكم الى قدر قليل من بعد النظر لتأمل في النصح المبذول كما تأمل قادة المؤتمر الشعبي واضطروا الى مد اليد اليمنى لقراءة الفاتحة في أبي كرشولا، فيما احتفظوا باللكمات مكورة في الأيدي اليسرى، نسأل الله لهم الرشد والهداية والتسامي على الغبائن الشخصية.
كتب البطل أن ما سول لنصرالدين الإنضمام الى التمرد المسلح هو التوق لمجد وسؤدد شاق النفس سنوات فما عثرت عليه، مضيفاً أن الثورية ما أقامت لنسب الرجل وحسبه قائمة وهي تقتل أنصاره الأحباب!
كابر الرجل ولم ينتصح وأصدر بياناً كسيحاً ، كأن الذي كتبه هو من يكتب افتتاحيات (الميدان) ، ووجه سهامه الى أب الكاتب (عبدالعزيز البطل) وليس لإبنه (ملء السمع والبصر)! متبعاً سلوك بعض السابلة الإلكترونيين ممن يظنون ان الخطأ المتعمد في اسم الشخص يستنكره وهيهات. كتب أحدهم مرة صفحة كاملة في الرد على مقالة لي وفي كل مرة كان يخطيء في ذكر اسمي. وشهدت مرة سياسياً شهيراً يريد استنكار الطيب صالح فقال وهو يحك رأسه بسبابته متصنعاً قدح زناد التذكر "ياخ الراجل اللي بيكتب القصص داك". أيعقل هذا؟
لم يخاطب السيد نصرالدين كلمة مما ورد في نقد موقفه ومسلكه السياسي وإنما وجه سهامه للإساءة للكاتب فوصفه بأنه (بوغ) وأنه يكتب (متغمساً) الشخصية ذات الأحاسيس المرهفة، وأنه يجسد كل مساويء صحافة السلطان التي يوجهها (فتهيج وتميج) وأن سنارته الصدئة سترتد اليه (مزمومة)، وأن سطحيته (باينة) وأنهم، أي نصر الدين، لن يدعوه (يقتال) الحلم! (الأخطاء الإملائية العجيبة هذه كلها من البيان الرسمي).
لم تنته الفاجعة هنا في البيان الذي أصدره (المكتب الإعلامي للسيد نصر الدين الهادي)، ولست أدري على أي أساس من القدرات تم تشكيل هذا المكتب؟ المهم إن نصرالدين اعلن أنه أمل هذه الجماهير العريضة وأنه المهدي الجديد! ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نقول له: لا ياشيخ!