نصف ربة منـزلٍ ونِصف قَمر ثقافي
عبد الله الشقليني
4 June, 2012
4 June, 2012
abdallashiglini@hotmail.com
(1)
سعيد هو من تكون لديه الأحلام ، وإن لم تتحقق .نحن لا نقوم بشيء خاطئ إن أحببنا . أنا أحب الوحدة ويَسكُنَني الضجيج ، ولكني لست ناسكاً . يمكنكِ أن تكوني كل شيء إلا امرأة عاديَّة . أقول عنكِ :
نصف ربة منـزل ، ونصف قمر ثقافي ، و تبدين مُذهِلة .
أنتِ .. رسم مُلون في زجاجٍ مُعشَّق على نافذة تَعلو عشرة أمتار من فوق رأسي . أغمضتُ عيني ، وفي الظلام بين حوائط الجفن نبتت شَمسكِ . هكذا تعلمت أن أُنبِت الضياء من الظلمة أو هكذا يقولون عند جلسات الصفاء . في الطيف أحفر صورَتك ، وعِند الجوع أُجَسِّمها تمثالاً في قلب بطيخةٍ . أصنع من جسدَكِ الآهةً ، وعلى منضدة خشبيةٍ قديمة تنتَصِبين عاريةً .أنا الآن رجل مُزججٌ بالقَداسة . في غرفة حيث كنتُ أنام ، صحوت ثم انتصبتُ واقفاً للَحظة أُمجِّدَكِ . غشاء من نور النافذة يُغَلِّف نصف جسدي ، ويغسل نوره جسدكِ كاملاً.
أضحى التُقى مَلمَساً من الفاكهة وعناقيد الصلوات على عُنق الحقيقة بلوراً في عينيَّ .خذيني لعوالمكِ ، فالمحبة يقين لا يأتي إلا مرة في العُمرْ . قاطرته تبدأ وقت تشائينَ ، وتنتهي صورته على صفحة ماءٍ يرتَعِشْ .
(2)
على ماء العِشق نرى صورتها ، ومن ضحك الطفولة حولنا : ينابيع المحبة تزدهي . في دفئ الحديث معها وأنت تتفكر ، تثبُ العصافير من وجنتيها وتُطربنا موسيقى الكون . تكوَّر الزمان في البُرهة . الجسد أكثف مما ينبغي يرفرف عافية ، ويتخفف من ثِقل أحماله . الروح تُبسط سطوتها علينا . الأرض تُرضعنا من نعيمها. النفس أمّارة بنـزوع العِشق للانفلات . سهر العيون يُكحِلها ، والذكريات تُنضِّرها . لحظة السكون بين الحرف والحرف تُطلُ هي علينا .
لن نسمع غير ( صوتها لما سرى ) ببَحَّة الأنوثة المُحببة . تنفلت البراءة في أول كلامها ، ثم تُصحِحه وهي تسرُد ثم تستدرك ، وأنا جالس أتأمل الجمال يضرب شواطئي بالمَدِّ والجزر . أتأمل كم هي الدُنيا فَرِحة وأنا ألمس أجنحة الفراش في وجنتيها ترِف بين الحُمرة واصفرار الخوف مني ومن غيوم العِشق .
عبد الله الشقليني
25/09/2005 م