قال نابليون بونابرت: { إن الأغبياء هم وحدهم الذين لايستفيدون من تجاربهم، أما أنا فاستفيد من تجارب الآخرين }
(1) إن السباحة في بحور الأجهزة الأمنية والاستخباراتية العميقة أمرٌ شائك، لا يتقنه كل الناس. يحتاج لمهارات طبيعية واستعداد خاص. كثيرة هي المحاذير، ومليئة بالخيوط المتشابكة و المتقاطعة. لا أحد يحلّ الأجهزة الأمنية لأنه بدونها تكون الدولة عارية من غطائها، والحياة الاجتماعية مليئة بالمخاطر الأمنية. وضعف الأمان يعيق سهولة العيش وتنفيذ برامج الاقتصاد والتعليم والصحة والتنمية بكل جوانبها. الأمن يكشف الظلام ويحمي المنجزات العلمية والأسرار العسكرية، ويتابع الأحوال ويقوم بتحليل الوقائع وتقديمها لمتخذي القرار. إن المجتمعات تختنق الحياة فيها إن لم يكن هنالك مظلة أمنية. فهي الرقيب والناس نيام وهي الجهاز الصاحي كل الأوقات، لتنعم المجتمعات والدول بالطمأنينة. هذا لا ينفي أن السقوف المالية والأخلاقية لأجهزة الأمن والمخابرات، تختلف عن السقوف الأخلاقية والمالية في المجتمعات التي نعيش فيها.
* لكل شيء ثمن، ويبدو أن كثيرين لا يعرفون ثقل تلك المعرفة ولا ضرورات وجودها. ودون أن نُفصح نقول إنها على درجة من الخطورة عظيم. تطورت الأجهزة التقنية وتم تصنيع أجهزة خاصة للضرورات الأمنية، فصارت المعلومات مُتاحة عبر بطاقات الهوية أو بطاقة الهاتف النقال. يمكن أن يتم تسجيل حديثك وهاتفك النقال بجوارك مغلق. هنالك دوائر تلفزيونية تصورك وترصد كل شيء عنك بكبسة ذر. يتم حصر كل المعلومات ومتابعتها وتحليلها والتحري عن كل شيء، لتسهيل حماية المجتمعات. هنالك اليوم نُظم مُستحدثة لأمن المنازل والبيوت السكنية والمكاتب الحكومية والشركات الخاصة والطرقات والأماكن العامة. توجد كاميرات تصوّر كل شيء في الطرقات. هنالك أجهزة لحماية الشبكات التقنية من التخريب. هذه هي الحياة وتعقيداتها، فوسائل الحماية الأمنية تطال كل شيء، ليظل الناس تحت مظلتها، يؤدون أنشطتهم الطبيعية كلها دون عوائق.
لم يكن حلّ جهاز الأمن بعد انتفاضة 1985 وإتلاف المستندات الخاصة به خبط عشواء، بل هو قرار وتصميم أناس مقتدرين، عملوا لإخفاء دورهم في مشاركة السلطة السياسية المايوية، التي ترجّلت عن الحكم قسراً. فهنالك من يصنعون لأنفسهم مساحيق تغيّر صورهم، ليكونوا بصور جديدة تصلح لعهد جديد، يستعدّون من خلاله لممارسة حياة جديدة خالية من أعباء الماضي، وأخطائه. ويسهل ابتلاع الطُعم عند السذّج والبسطاء.
(2) كان الملك فيصل يتحين الفرص للتحدث مع نميري، خاصة بعد اتجاه 25 مايو إلى اليمين . لم يتردد الشريف حسين الهندي في الموافقة على اللقاء، بحكم علاقته الوثيقة بالملك الشعودي فيصل آل سعود. في أوائل 1972 حضر نميري في زيارة للمملكة العربية السعودية، فأبلغه الملك فيصل رغبته في إنهاء المعارضة. في تلك الزيارة رتّب الملك فيصل لقاء بين نميري والشريف في قصر الحمراء بجدة. وأبدى الملك للطرفين رغبته في تصفية الأجواء. بدأ الحوار وتحدث الشريف عن مجازر الجزيرة أبا وأحداث ود نوباوي. ردّ عليه نميري أنها من فعل الشيوعيين، وكان نميري وقتها واحداً من مجموعة مجلس قيادة الثورة. بدأ الشريف يوجه انتقادات لنظام 25 مايو، عن المصادرات والتأميم وتمسكه بالديمقراطية، كما شككه في حلفائه المصريين وسأله إن كان يعلم أن السفير المصري بالخرطوم محمد التابعي، هو ضابط المخابرات الذي استطاع أن يخطف الجواسيس من روما وإرسالهم لمصر في صناديق. وكانت معلومة جديدة على نميري. وتحدث الشريف عن أسرار داخل نظام مايو أزعجت نميري. وأثناء الحوار طلب الشريف من نميري تصحيح الأخطاء، بعدها يمكنه أن يلحق به.
* من جانبه طلب النميري من الشريف أن يقبل أن يكون نائباً لرئيس الجمهورية بعدها تأتي الديمقراطية ، لكن الشريف لم يبد اهتماماً أو موافقة لرأيه، وأوضح له أنه لا يسعى لكسب شخصي. فتحدث الشريف لنميري إن كاد جاداً فعليه تنفيذ ما طرحه بإعلان جماهيري بالتخلي عن الخط الذي يسير عليه. وافق نميري وانفض الاجتماع الذي دام ست ساعات.
اتصل الشريف بأنصاره في الداخل وتحركت لجنة بقيادة محمد حمزة لترتيب لقاء بين نميري والجماهير التي كانت في لهفة وتتوقع تغيير النظام لمساره. حُدد اللقاء في ميدان سباق الخيل بالخرطوم والزمان أبريل 1972. حُشدت جماهير الاتحادي الديمقراطي خاصة . وجماهير الأحزاب الأخرى عامة لسماع خطاب من الرئيس نميري لمصالحة تلك الأحزاب، وأن يعفو عما سلف. إلا أن الجماهير أصيبت بخيبة أمل لعدم إعلان الرئيس نميري المصالحة مع الأحزاب التقليدية وإشراكها في السلطة. اعتبر الشريف حسين أن النميري قد نكص الوعد وأن العناصر المشاركة له في النظام قد تقلبت عليه.
(3) رغم تمسك الشريف حسين الهندي بمبادئ الديمقراطية، فإنه قد اقتنع بأن القوة المسلحة لإسقاط النظام المايوي ضرورة.رأى الشريف حسين، وقد كان رئيساً لما يسمى حينها بالجبهة الوطنية أن ينقل معسكرات المقاومة من الحدود الأثيوبية إلى ليبيا، ساعده في ذلك توفر شباب الأنصار بعد مواجهة الجزيرة أبا. وبدأ إنشاء معسكرات في" الكفرة " وهي أفضل من أرض أثيوبيا الوعرة. فكّر في عبور الصحراء إلى أم درمان مباشرة. وضع الشريف خطته لغزو العاصمة المثلثة، وإن تم احتلالها سقط النظام. أشرف الشريف حسين على قيام معسكرات التدريب بليبيا واستعان بالإخوان المسلمين. وفضّل العقيد القزافي المحافظة على علاقاته مع الحكومة السودانية دون أن تتأثر ليبيا الدولة بوجود المعارض السودانية.
خرج الصادق من معتقل 25 مايو أواخر عام 1972 ووقف على سير عمليات التدريب. وتنازل الشريف عن رئاسة الجبهة الوطنية للصادق المهدي، وبدأ مرحلة جديدة بعد فشل حركة شعبان 1973 وفشل حركة حسن حسين عثمان عام 1975 والذي كان المطلوب تأخير حركته لكنه رفض ، ولم تصله أي قوات فاعتبر أن الأنصار لم يفوا بوعودهم.
(4) عرف جهاز الأمن بالخطة وتكتم على الأمر، وبدأ يرصد ويتابع أمر المعسكرات في ليبيا، بجهاز الأمن خارج السودان، أما الاستخبارات العسكرية فقد تمسكت بالنمط التقليدي للانقلابات العسكرية، رغم تنويرها بأن هناك احتمال لهجوم قوة غازية صبيحة 2 يوليو 1976. كانت خطة الجبهة الوطنية هي أن تقوم إحدى فصائلها بالسيطرة على اللواء الثاني مدرعات بالشجرة ( ومعروف بولائه لمايو). وموقف قائد كتيبة الدفاع الجوي والذي تم الإتصال به من قبل الجبهة الوطنية، وكان جاهزاً في أم درمان لضرب النظام صباح 2 يوليو 1976، فإذا به تفاجأ بهجوم على قواته من القوات الغازية المتمركزة في قصر الشباب والأطفال ، مما اضطره للدفاع عن النفس، واعتبرته مايو بطلاً، مما جعله يشعر بالأسى والحزن، وأضطر لتقديم استقالته والهجرة.
* في السابق ومن جهة الشريف، فقد كان البحث جارياً لقائد القوات الحركة، وكان محمد نور سعد وقتها في ألمانيا، ويرجح أن الدكتور عمر نور الدائم استطاع إقناعه بأن يكون قائداً للعملية . وافق محمد نور سعد ولكنه لم يمنح الفرصة لكي يراجع الخطة، فقد فُرضت عليه، و كانت المعارضة على عجل للوصول لكراسي الحكم. رغم اعتراض محمد نور سعد على اختيار شهر يوليو بسبب الأتربة والأهوية سارت الخطة بلا تعديل، وتبين أن قائد العملية لم يكن مسيطراً تماماً على القوة وحاول الصادق المهدي أن يؤثر على محمد نور سعد خاصة وأنه ينتمي لأسرة أنصارية. كان رأي الشريف أن محمد نور سعد متردد وغير مؤمن بالعملية، تم التصوير لمحمد نور سعد أن عناصر الجبهة الوطنية تقوم بدورها كاملاً. دخل محمد نور للسودان خلسة وبقي بمنزل السيد عبدالله الفاضل المهدي ليحصل على المعلومات اللازمة لتقدير الموقف. ولكن ساعة الصفر كانت قد فرضت عليه وكان هناك من أوكل إليه الوصول إلى رئاسة شرطة المرور والنجدة للإستعانة بأجهزتها، ولم يقم المُكلف بدوره . وكذلك كان هناك أيضاً من هو أقرب إلى قائد العملية للقيام بإحتلال الإذاعة بأمدرمان وبثها من محطة سوبا وهو الموسيقار جمعة جابر ( المتزوج من شقيقة محمد نور سعد) ، فلم يقم بدوره في إحتلال الإذاعة بمساعدة القوة التي أرسلت لمساعدته، فلم تجده .
(5) فشلت الخطة، وحدثت مواجهات بين القوات الغازية والقوات المسلحة السودانية، وهذا ما لم يرضاه محمد نور سعد ولم يكن في حساباته. وفشلت الحركة للأسباب التالية: 1. تعجل تنفيذ العملية رغم عدم قناعة قائدها بأن التوقيت غير مناسب و عدم إمساكه بكافة الخيوط. 2. عدم تمكن القائد من التحدث مباشرة مع العناصر المساعدة والتنسيق معها. 3. إشراك أكثر من طرف، وتعدد الأهداف. 4. محاولة القائد محمد نور سعد تفادي الاحتكاك المباشر بالقوات المسلحة، في تعاطف مهني ، بأن لا يهزم جيش غازي جيش الوطن النظامي. 5. محاولة احتواء العملية بواسطة السيد الصادق المهدي وإخفائه ساعة الصفرعن الأطراف المحلية عدا شباب الأنصار. 6. وصول مقدمة الغزو في وقت مبكر إلى الخرطوم، عرضهم للكشف بواسطة المصدر الأمني(...) الذي أوضح أن تلك العناصر قد دخلت أمدرمان وتم توزيعها في منازل تم استئجارها بواسطة السيد مبارك الفاضل المهدي بمدينة أمدرمان ( الثورة) لإيواء العناصر إلى موعد التنفيذ. كانت توزع لهم المؤن بكميات كبيرة مثل صفائح الجبنة والطحنية. تم القبض على تلك العناصر واعترف البعض وكشفت الخطة. أما الخطة التضليلية للجبهة الوطنية فيلا أنها فكرت في وقت سابق بدفن السلاح في المقابر بشمال أم درمان، هذا ما سمع به المصدر (...) ، وهو رجل بسيط يعمل حداداً. ونقل الأمر للأمن، ولكن الأسلحة كانت مدفونة غرب أمدرمان، ولم تزل البقية مدفونة ولا أحد يعرف مكانها. وأشارت معلومات أن اللجنة الداخلية للتعبئة وعددهم 42، قد تم القبض عليهم جميعاً، عدا ميرغني ضيف الله الذي هرب، وكان على رأس المقبوض عليهم المحامي علي محمود حسنين ومجموعته. 7. لم يكن أحد يعرف موعد 2 يوليو سوى الشريف الهندي والسيد الصادق، وترك الشريف للصادق نقل ميعاد ساعة الصفر للعناصر الداخلية، وتقول المصادر الأمنية أن الخبر عندما وصل الاتحاديين بالداخل، كانت عناصر حزب الأمة تقول بأن التنفيذ قد تأجل، مما أفشل العمل التعبوي الجماهيري. 8. افتقاد التنسيق المطلوب بين العمل المدني والعمل العسكري للحركة، فلا توجد وسائل اتصال. وقد احتلت القوة المناط بها إحتلال دار الهاتف بقيادة الطيب البيطري وغازي صلاح الدين .وتسلمت كل شيء حيث أنه لم يتسن لها الاتصال بقائد العملية لمعرفة كيف تتصرف. وكان الإتفاق بأن يتم إحتلال الإذاعة أولاً ويتم البث الإذاعي من سوبا، إلا أن المكلف بهذا العمل اختفى تماماً. 9. اهتمام قائد العملية بعدم الاحتكاك بالقوات النظامية، ومحاولته الوصول بنفسه إلى تلك القوات بدون وسيلة اتصال.
* ومن الملاحظ أن قوات من شباب الأنصار كان قد دُفع بها عبر مديريتي دارفور وكردفان إلى السودان. وتم اعتقال تلك العناصر في دارفور. قدمت تلك القوة إلى المحاكمة في جبل أولياء. وتم العلم بان قوات خاصة دفع بها السيد الصادق المهدي للتخلص من قائد الحركة وأحد قادة الاتحاديين وأحد قادة الإخوان المسلمين، تم كشف تلك العناصر وتم إعدامها ما عدا عنصرين فقط، مما حزّ في نفس القائد محمد نور سعد.
بعد فشل المحاولة عادت قيادات الجبهة الوطنية إلى لندن، وشُكّلت لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الفشل، برئاسة القاضي عثمان خالد مضوي. ومن الأسباب الرئيسة هو أن السيد الصادق المهدي حاول أن يعمل من وراء الجبهة الوطنية. وثبت أن السيد الصادق ومبارك الفاضل جاءوا بالقوات الخاصة من بقايا معسكرات أثيوبيا للقيام بتلك المهمة الخاصة. وأن النيّات لم تكن خالصة.
هل شاركت عناصر غير سودانية في الحركة؟ حرص الشريف حسين الهندي أن تكون العناصر كلها من السودانيين، رغم أن عدد من المشتركين ولإقامتهم الطويلة في المعسكرات، لم يقوموا بحلق شعورهم، مع إطلاق اللحي والشوارب ساعد في تغيير ملامحهم، ولم تتح العجلة في تنفيذ الإعدامات أول بأول من التحقق من عدم وجود مرتزقة ضمن القوات التي قامت بحركة 2 يوليو 1976.
(6) اللواء عمر محمد الطيب : دخل الكلية الحربية ضمن الدفعة السابعة عام 1955. عرفت الكلية الحربية، الدفعة تلك بترابطها وتنافسها الشديد. تضم الدفعة: عبد الماجد حامد خليل، عمر محمد الطيب، محمد نور سعد، يوسف أحمد يوسف، عبدالرحمن سوار الدهب. * كان أول الدفعة عبدالماجد ، والثاني عمر والثالث محمد نور.عمل عمر سكرتيراً خاصاً لرئيس الوزراء الأميرلاي عبدالله بك خليل. الأمر الذي قربه لحزب الأمة. مارس العمل بالإستراتيجيات وعُرف بأنه لا يحب المغامرة. لم تستطع أجهزة الأمن أن تكتشف الرجل البديل في قيادة حركة 2 يوليو 1976، والذي كان يسمى ( جيلاني). وتؤكد الأجهزة الأمنية أن ( جيلاني) هو نفسه اللواءعمر محمد الطيب. فقد طلب محمد نور سعد، قبل إعدامه مقابلة عمر محمد الطيب، الذي لم يكن موجوداً وقتها بالسودان، بل في القاهرة. وأبرقت القيادة العامة اللواء عمر بضرورة الحضور، وقابل محمد نور سعد ،الذي أوصاه برعاية والدته وأسرته. * دخل اللواء عمر محمد الطيب جهاز الأمن رئيساً في 7 أبريل 1977، واستمر حتى 6 أبريل 1985.تم ترتيب إحالة عمر محمد الطيب للمعاش بالقصر الجمهوري دون أن تصل الإحالة إلى القيادة العامة. وبذلك ابتعد قسراً عن القوات المسلحة.
(7) لم يكن السوداني العادي يدري أن أجهزة الأمن رصدت معسكرات التدريب، وأدخلت عناصرها التي ذهبت إليها عن طريق الجنينة ومليط بمديرية دارفور إلى الكفرة بليبيا، وأيضاً معسكرات التدريب بأثيوبيا، وتم تدريب العناصر الأمنية بتلك المعسكرات. وحين عادت كانت الحصيلة وافرة من المعلومات. كانت القنصليات ترصد، إلا جهة واحدة لم تأخذ المعلومات مأخذ الجد، ألا وهي الاستخبارات العسكرية، فقد كانت غارقة حتى أذنيها في مشاكل القوات المسلحة. * عندما وقعت أحداث 2 يوليو 1976 ، تم اعتقال المجندين الذين قاموا بغزو الخرطوم، ومعهم تم اعتقال رأس المائة، وهو تعبير يرمز إلى تشكيلة من مائة شخص. كلفوا بإحتلال الإذاعة ، وذلك وفق إفادة المعتقلين داخل مباني جهاز الأمن والاستخبارات، بمباني جهازي الأمن القومي والعام. ذكر قائد المائة أن واجبه الأساسي هو احتلال الإذاعة السودانية والتلفزيون وتأمينهما، وكلف أحد العاملين معه ، ويسمى رأس العشرة ( رئيس 10 أفراد) وذلك بموجب تكليف خاص من قبل زعيم الأنصار السيد الصادق المهدي، وأن يتولى العشرة أفراد اغتيال بعض السياسيين مباشرة بعد أن تذيع الجبهة الوطنية خطاب استيلائها على السلطة. وكشف الاغتيالات شمل: 1. العميد أ.ح. محمد نور سعد . 2. عثمان خالد مضوي ( تنظيم الإخوان المسلمين ) 3. علي محمود حسنين (الاتحادي الديمقراطي)
تم مقارنة المعلومات لدى الجهاز، وتم استجواب د. الفاضل الجاك، الذي أكد في حديثه أن السيد الصادق كان يود التخلص من كل رموز المعارضة الآخرين، حتى يتسنى للأنصار الإنفراد بالسلطة. وتم الاتصال بالاستخبارات العسكرية التي كان معتقلاً لديها العميد محمد نور سعد، الذي أفاد أنه لم يكن إطلاقاً وارداً في مخططه ضرب معسكرات القوات المسلحة، وأنه كان ينوي أن يستقطب الجنود والضباط إلى جانبه، كما أنه لم يفت عليه أن السيد الصادق المهدي يريد التخلص منه. لكنه كان مطمئناً إلى أن الجيش سيكون بجانبه. وحديث محمد نور سعد لازال موجوداً بسجلات القسم الفني بالاستخبارات العسكرية، ولكن الرجل المُكلف بإغتيال مجموعة السياسيين قد اختفى ضمن من اختفوا بعدما تم ترحيلهم إلى القيادة العامة.
المرجع : أسرار جهاز الأمن، عميد أمن (م) محمد عبد العزيز محمد إبراهيم و عقيد أمن (م) هاشم عثمان أبورنات.