نظرة عجلي في (وللبحر ارتعاشات) .. عميد شرطة. د. مالك ساتي
فايز الشيخ السليك
10 January, 2023
10 January, 2023
رواية للكاتب والصحفي فائز الشيخ السليك ,صدرت من دار الشروق بالقاهرة علي 213 صفحة من القطع المتوسط , ويقول الناشر في غلافها الأخير أنها رواية للهواجس والأحلام ,وقصص الغراميات , وحكايات البحر والموج والنوارس .
تدور احداث الرواية في أحياء القاهرة وحواريها , شخوصها مجموعة من الشباب الافريقي والعربي الذين جاءوا الي القاهرة , محطة تمهيدية للسفر الي اروبا أو الهروب الي اسرائيل , وتسترسل الرواية حول أحلامهم وتطلعاتهم وعواطفهم , وخيباتهم ,وقد كانت السياسة حاضرة بين تفاصيل وتحركات الشخصيات.
أنطباع ذاتي :
كان ضمن أهداءه الرقيق ( كل الأمنيات أن تجد ما يلفت الانتباه ) يتمني الكاتب فائز الشيخ فقط أن تلفت روايته الانتباه , ولكن هذا التواضع خادع , حيث يجعل القارئ يقذف بنفسه في أمواج الرواية الهائجة دون استعداد كافي لخوض هذه المقامرة , فالرواية تمسك بتلابيب القارئ وتدفعه الي التماهي مع تفاصيلها اللاهثة دون أن يجد فرصة للتنفس , فلا فواصل بين الاحداث أحيانا , ينتقل السرد من موقف الي اخر و ولا يفصل بين الموقفين سوي ( شولة ) .
وانت تلهث خلف الاحداث والشخصيات والمواقف تلعن ذاك وتشفق علي اخر وتحزن مع ثالث , وتضيع مع البطل في متاهات شتي حتي تجد نفسك بين أمواج البحر المرتعش في مصير مجهول ( بحر لا تأمنه تلك السفائن , أمواجه كاسره وزرقته لا متناهية ) وهي ( بحار شبقة لا يتوقف مد ارتعاشها ) هكذا يلقي بك المؤلف منذ بداية الرواية , وتخرج من الرواية ب( القارب يصطدم بجذوع اعاصير بحرية عنيفة , والموج يتلاعب بقاربنا ) وتنتهي الرواية بجملة ( كانت الرياح عاتية , والاسماك المفترسة تنتظر .. البحر يلامس السفيبة فيرتعش وترتعش ) .
يدخل القارئ للرواية ويخرج بذات الحدث وفي اللازمن بين الدخول والخروج تتداعي الاحداث والمواقف والمشاعر .
أن متعة السفر في سطور هذه الرواية تأسر العقل بحيث لاتستطيع وضع الكتاب حتي تصل الي أخر حرف فيه , ثم تتساءل هل من مزيد , فالنهاية ذات احتمالات .
دلالات الاسماء في الرواية :
يحمل البطل أسم يونس وشقيقة يوسف , ومعظم أسماء شخوص الرواية تدل علي صفات حامليها مثلا ساره الساره , او كريم الذي يوزع الابتسامات ويلتقط الصور , أو جميل الذي يحب الحياة والناس ..الخ .فأسماء شخصيات الرواية لا تأتي اعتباطا وانما متناسقة مع تفاصيل وصفات الشخصية .
بطلنا يونس جاء الي القاهرة بحجة البحث عن شقيقة يوسف , واسم يوسف اسم عبري وهو من رسل بني اسرائيل ( التي يحلم البطل بالهجرة اليها كما هاجر شقيقة يونس اليها من قبل ) وينطق يوسيف وهو مشتق من الحزن والاسف ,كما حال صاحبه في الرواية , ويقال أن صفات من يحمل اسم يوسف احترام الاخرين ولا يتأخر عن مساعدة الغير ومحبوب من الاصدقاء , ويسمي أيضا جو . نجد في الرواية أن هذه الصفات تنطبق علي شقيق البطل الذي باع كليته وانفق ثمنها علي أصدقاءه, وقد عاش حياة قاسية , كما أنه هاجر الي اسرائيل وعاد منها حتي أتهم بالتجسس والقي بالسجن , وعندما اراد الاختباء سمي نفسه جو .
بالرغم من أن الرواية تتفادي الخوض في أمور دينية والتي تتصرف شخصياتها في تحرر كامل من الدين والتقاليد الا أن الدين حاضرا في دلالة الأسماء ( البطل وشقيقه) بالصفات الرمزية لهؤلاء الرسل الكرام في الديانات السماوية , ويعزز ذلك حلم البطل بالهجرة الي اسرائيل التي هي أرض ارض النبي يوسف , وبالرغم أن يوسف قد عاد منها بخيبات كبيرة الا ان ذلك لم يثني يونس من ركوب البحر .
يحمل البطل اسم يونس كما اسلفنا هو اسم ماخوذ من الأنس واصله يؤنس ثم خفف , وكذلك يعني التجمع ولم الشمل , ونجد أن البطل هاجر باحثا عن أخيه ليلم شمل اسرته , كما ان لديه الكثير من الاصدقاء , كما تقول دلالة الاسم بالاضافة الي ذلك حب الحرية وكراهية التقيد وعدم الالتزام بمكان واحد , وبطلنا هجر محبوبته وأختار الترحال سبيلا . كما لا تخفي دلالة اسم النبي الله يونس صاحب الحوت أشارة الي مصير محتمل للبطل ....
الرواية تحتاج الي وقفات عديدة وفي جوانب مختلفة وقبل ذلك فهي جديرة بالقراءة .
تدور احداث الرواية في أحياء القاهرة وحواريها , شخوصها مجموعة من الشباب الافريقي والعربي الذين جاءوا الي القاهرة , محطة تمهيدية للسفر الي اروبا أو الهروب الي اسرائيل , وتسترسل الرواية حول أحلامهم وتطلعاتهم وعواطفهم , وخيباتهم ,وقد كانت السياسة حاضرة بين تفاصيل وتحركات الشخصيات.
أنطباع ذاتي :
كان ضمن أهداءه الرقيق ( كل الأمنيات أن تجد ما يلفت الانتباه ) يتمني الكاتب فائز الشيخ فقط أن تلفت روايته الانتباه , ولكن هذا التواضع خادع , حيث يجعل القارئ يقذف بنفسه في أمواج الرواية الهائجة دون استعداد كافي لخوض هذه المقامرة , فالرواية تمسك بتلابيب القارئ وتدفعه الي التماهي مع تفاصيلها اللاهثة دون أن يجد فرصة للتنفس , فلا فواصل بين الاحداث أحيانا , ينتقل السرد من موقف الي اخر و ولا يفصل بين الموقفين سوي ( شولة ) .
وانت تلهث خلف الاحداث والشخصيات والمواقف تلعن ذاك وتشفق علي اخر وتحزن مع ثالث , وتضيع مع البطل في متاهات شتي حتي تجد نفسك بين أمواج البحر المرتعش في مصير مجهول ( بحر لا تأمنه تلك السفائن , أمواجه كاسره وزرقته لا متناهية ) وهي ( بحار شبقة لا يتوقف مد ارتعاشها ) هكذا يلقي بك المؤلف منذ بداية الرواية , وتخرج من الرواية ب( القارب يصطدم بجذوع اعاصير بحرية عنيفة , والموج يتلاعب بقاربنا ) وتنتهي الرواية بجملة ( كانت الرياح عاتية , والاسماك المفترسة تنتظر .. البحر يلامس السفيبة فيرتعش وترتعش ) .
يدخل القارئ للرواية ويخرج بذات الحدث وفي اللازمن بين الدخول والخروج تتداعي الاحداث والمواقف والمشاعر .
أن متعة السفر في سطور هذه الرواية تأسر العقل بحيث لاتستطيع وضع الكتاب حتي تصل الي أخر حرف فيه , ثم تتساءل هل من مزيد , فالنهاية ذات احتمالات .
دلالات الاسماء في الرواية :
يحمل البطل أسم يونس وشقيقة يوسف , ومعظم أسماء شخوص الرواية تدل علي صفات حامليها مثلا ساره الساره , او كريم الذي يوزع الابتسامات ويلتقط الصور , أو جميل الذي يحب الحياة والناس ..الخ .فأسماء شخصيات الرواية لا تأتي اعتباطا وانما متناسقة مع تفاصيل وصفات الشخصية .
بطلنا يونس جاء الي القاهرة بحجة البحث عن شقيقة يوسف , واسم يوسف اسم عبري وهو من رسل بني اسرائيل ( التي يحلم البطل بالهجرة اليها كما هاجر شقيقة يونس اليها من قبل ) وينطق يوسيف وهو مشتق من الحزن والاسف ,كما حال صاحبه في الرواية , ويقال أن صفات من يحمل اسم يوسف احترام الاخرين ولا يتأخر عن مساعدة الغير ومحبوب من الاصدقاء , ويسمي أيضا جو . نجد في الرواية أن هذه الصفات تنطبق علي شقيق البطل الذي باع كليته وانفق ثمنها علي أصدقاءه, وقد عاش حياة قاسية , كما أنه هاجر الي اسرائيل وعاد منها حتي أتهم بالتجسس والقي بالسجن , وعندما اراد الاختباء سمي نفسه جو .
بالرغم من أن الرواية تتفادي الخوض في أمور دينية والتي تتصرف شخصياتها في تحرر كامل من الدين والتقاليد الا أن الدين حاضرا في دلالة الأسماء ( البطل وشقيقه) بالصفات الرمزية لهؤلاء الرسل الكرام في الديانات السماوية , ويعزز ذلك حلم البطل بالهجرة الي اسرائيل التي هي أرض ارض النبي يوسف , وبالرغم أن يوسف قد عاد منها بخيبات كبيرة الا ان ذلك لم يثني يونس من ركوب البحر .
يحمل البطل اسم يونس كما اسلفنا هو اسم ماخوذ من الأنس واصله يؤنس ثم خفف , وكذلك يعني التجمع ولم الشمل , ونجد أن البطل هاجر باحثا عن أخيه ليلم شمل اسرته , كما ان لديه الكثير من الاصدقاء , كما تقول دلالة الاسم بالاضافة الي ذلك حب الحرية وكراهية التقيد وعدم الالتزام بمكان واحد , وبطلنا هجر محبوبته وأختار الترحال سبيلا . كما لا تخفي دلالة اسم النبي الله يونس صاحب الحوت أشارة الي مصير محتمل للبطل ....
الرواية تحتاج الي وقفات عديدة وفي جوانب مختلفة وقبل ذلك فهي جديرة بالقراءة .