نعم … قدم الحكام لشعوبهم الكثير !!!

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الثورات التي شملت أغلب البلاد العربية تركت أثاراً أصبحت محل تندر الشعوب في  كل بلاد العالم العربي والافريقى المسلم والمسيحي بل الغربي ايضاً ، وباختصار كل العالم وقف وقفة المستغرب والمتعجب عن حال الدول التي زال حكامها بمشقة وعناء سبحان الله تنزع الملك ممن تشاء. بعد أن حكموا فترات طويلة تعاقبت عليهم أجيال بعد أجيال ،خرج هؤلاء القادة يجرون حبال الخيبة والعار يحملون أوزارهم ومن في معيتهم في انتظار يوم الحساب في الدنيا قبل الآخرة .خرجوا وعندها ظهرت أحوال بلادهم بعد رحيلهم كأنها بيت خرب تركه المستأجر دون إصلاح في طريقه للسقوط خدعهم بريق كرسي السلطة فخلق منهم طغاة جمعوا أموال الشعب واكتنزوها في حساباتهم وبلغ طمعهم حد الثراء تاركين الفقر ظاهر ماثل في شعوبهم . وعليهم أن يعلموا جميعاً الذين رحلوا والذين في الانتظار أن الشعوب لا تموت وان بريق الكرسي يخلق دكتاتور ويصل بصاحبه حد الطمع في السلطة وفى المال جميعهم متناسين أن هنالك شعب هو الذي سمح لهم بالجلوس في هذا المنصب طوعا أو كرها كما في بعض الأنظمة . استمعوا إلى حاملي المباخر الأوغاد يحكوا لهم أن الأمور تسير بخير وعلى ما يرام ويزينون لهم زخرف القول ثم وضعوا غشاوة على أعين الحكام فأصبح الحاكم يرى كل الأمور تسير وفقاً لما هو مخطط رغم أنهم في دواخلهم يعرفون كل من حولهم منافقين كاذبين دفعتهم مصلحتهم للقيام بكل ما يزين صورهم أمام الحكام ضمان لاستمرارهم في مناصبهم . المجالس الإدارية المحلية والمركزية مجلس الشعب والولايات كلها صوريه يشاع عنها أنها تمثل الشعب بكل فئاته وأحزابه وتكتلاته المختلفة يزعمون أنها شوريه  والواقع شخصياتها مصنوعة جاءت بطرق واهيه كخيط العنكبوت ساعدت السلطة فيها مما جعلهم جميعاً حكاماً ونواباً في غيبوبه سكارى وماهم بسكارى هؤلاء النواب بعد أن تثبت أقداهم يتجنبون الحديث عن الأخطاء حتى التي كان يجب ذكرها والدفاع عنها ولكن مسكين الشعب جميعهم يعملوا على تأمين مستقبلهم ومستقبل أبناؤهم متناسين حقوق الشعب أما حملة المباخر هم كنافخ الكير يظلوا محافظين على التعتيم الاعلامى كي لا ينتبه الحكام . والنتيجة كلها أكاذيب وأوهام عاش فيها الحكام طيلة فترة حكمهم وهذا أول عمل قدمه الحكام لشعوبهم قدموا فئه ظالمة أرهقت كاهل المواطن وتركته يعيش فقراً وجوعاً بل أصبح هؤلاء حكام داخل مظلة السلطة يسيرون الشعب في الاتجاهات التي يريدونها جاهزين لاستقبال وأعداد حفلات الرؤوساء يدفعون ويجمعون أعداد كبيرة تصفق وتهتف ظاهرياً للرئيس وباطنها خفي لا يعلمه إلا الله . كذلك قدم الحكام لشعوبهم الغبن والفتن والكراهية وذلك بتقريب فئه من المجتمع عرفوا بأهل الحظوه نالوا الوظائف نالوا امتيازات الاستثمار تحت حماية السلطة التي طوعت كل القوانين لمصلحة الجماعة هذه الفئة إصابتها التخمة وظلت تثير الغبن والحقد عليها من الفئات الأخرى هذه صوره ورثتها الشعوب العربية من حكامها . هذا إضافة إلى إن الحكام قدموا نهجاً جديداً في فنون الاحتيال الوظيفي زيد معين في وظيفة ويعمل مستشار لشركة حكومية وعضو مجلس إدارة البنك الفلاني ورئيس جمعية كذا التابعة للسلطة بمعنى زيد يشغل عشرة وظائف بمفرده ثم  تعلن السلطة خططها لمحاربة  البطالة ومحاربة الفساد . كذلك درس جديد قدمه الحكام لشعوبهم وهى التصديق للعديد من الشركات والصناديق والهيئات كلها تتبع للحكومة ولكنها تحت إدارة خاصة تحظى بمساعدة السلطة هذه الشركات والصناديق والهيئات بؤرة للفساد وهى صوره من تحليل الحرام وتزينه تعددت الأسماء وتنوعت المطالب وفى النهاية هي شركات وصناديق تعمل تحت حماية الدولة يعرفها المواطن والطالب وكل من له صله بها معرفة جيده . سمعت بأن هذه الشركات والمؤسسات تم حلها وفى اعتقادي القرار ليس كاف المشكلة ليست الحل بل القضية المحاسبة يا رئيس  .قدم الحكام محاضرات في فنون الجباية والتي أصبحت بتشجيع من السلطة لكل مرفق خدمي سقف مالي يجب جمعه من المواطنين وإذا كثر المبلغ المجموع زاد الحافز كذلك قدم الحكام مثالا رائعا في كثرة الاجتماعات في كل المؤسسات على الأقل في الأسبوع اجتماعين علما بأن هذه الاجتماعات مدفوعة الثمن والمدير الشاطر يعقد أربعة اجتماعات في الشهر على الأقل بواقع مائة جنيه للاجتماع والله آخر حلاوة وده حلال عليك . وقد اصابتنى الدهشه عندما سمعت رئيس دولة يناقش أمر الحوافز يعنى المسألة على عينك ياتاجر مشكلة كبيرة وخطيرة  تعود عليها المدير والموظفين وحتى الفراشة المسكينة التي تعد المكان وتحضر الشاي .كذلك قدم الحكام نموذج مثالي لجمع التبرعات لمنشآت وهميه يبدأ التبرع القائد ثم يأتي الجباه الذين تخصصوا في الجمع وربما يستمر جمع التبرعات لفترات طويلة يكون فيها المشروع المعنى انتهى وأصبح يحتاج لصيانة ويتم الجمع باسمه . هنالك الكثير من البدع التي لقنها الحكام دروساً سيئة لشعوبهم . كذلك قدموا تعليماً هشاً ضعيفاً طابعه سياسي أكثر منه اكاديمى ظاهره الرحمه وباطنه العذاب تعليم شعاره مجانية التعليم وأساسه جبايه مشروعه ومقننه من كل إدارات التعليم بل تلاحق الإدارات مدراء المؤسسات بتوريد ماعليهم من رسوم . كل خطوه تحتاج لمبلغ من التسجيل حتى التخرج ورغم ذلك نسمع الحاكم يتحدث عن مجانية التعليم . الصحة حدث ولا حرج كلها تحتاج للمال وغيره الموت . التأمين الصحي موجود تحت مظلة مؤسسات حكومية تحت إدارة خاصة دوماً الصراع بينه وبين وزارة الصحة وآخر ذلك الصراع الذي آلت بموجبه سلطة التأمين تحت مظلة إحدى الشركات لماذا لايتبع مباشرة لوزارة الصحة ؟  ديوان الزكاة والضمان الاجتماعي صناديق جابيه أكثر منها دافعه ولى تجارب كثيرة مع هذه الصناديق وهى الله تحتاج لمراجعة وإذا تم ذلك يظهر العجب  . المؤسسات التعليمية رفعت وزارة التربية يدها عنها وأصبحت تعتمد على رسوم طلابها رغم فروض إدارات التعليم  ،الكهرباء تحتاج للمال وتطالب به المؤسسة والله وقفت يوماً أمام مؤسسه عملت فيها مدرساً وقد ادر كنى الظهر فدخلت المؤسسة ووجدت احد تلاميذي استاذاً بها فذهبت للموضأ وكانت المفاجأة أن أخبرني تلميذي بأن الكهرباء مقطوعة من المؤسسة منذ فترة . المساجد والمؤسسات الدينية تدفع جزء وتعفى من الآخر أمر غريب وعجيب في الزمن الحلو أولوية توصيل الكهرباء للمدرسة والجامع .  نعم قدم الحكام لشعوبهم الكثير خلال فترة حكمهم التي دامت لأكثر من خمسة عشر عام حكم متواصل ليس فيه خطة عمل واضحة أفادت بها شعوبها اهتم الحكام بالمظهر دون الجوهر اهتموا بالعمران وتزين المكاتب وأهملوا القوى البشرية والتي عليها التنمية . والغريب هنالك حكام تزامنت فترتهم مع قادة في بلاد أخرى على سبيل المثال خذ مهاتير محمد في ماليزيا جاء إلى السلطة مع بعض حكامنا حكم أربعة سنوات غير فيها وجه دولته نهائيا ً وأصبحت ماليزيا في مصاف دول العالم المتقدم وأخونا حكموا أضعاف هذه  الفترة ولم يقدموا لبلادهم شيئاً . رئيس وزراء الهند السيد ابو الكلام حكم أربعة سنوات وضع الهند في مقدمة دول العالم في التقنية المعلوماتية بل هؤلاء الفوا كتب تدرس الآن في جامعات بلادهم  شتان ما بين الحسن والحسين ، ايها الحكام ارحموا شعوبكم وتذكروا إن دعوة المظلوم تسرى ليلاً وانتم غافلون عنها ولكن الله لم يغفل عنها . "واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون "
Elfatih eidris [eidris2008@gmail.com]
 

 

آراء