* من الذى يعبث بمجلس السيادة ويمرغ كرامته في التراب من حين لآخر، بفتح البلاغات، مرة ضد فلان، واخرى ضد علان، وثالثة ضد فلتكان، في قضايا لا تستحق ثم ينتهى البلاغ بمصالحة، ويتعانق الخصوم ويلتقطون الصور التذكارية وهم يبتسمون كما حدث في البلاغ المفتوح ضد مقرر لجنة تفكيك التمكين (صلاح مناع)، أو ببيان من بعض اعضاء المجلس ينفون فيه عدم تكليف أي شخص بتدوين بلاغ ضد أحد، كما حدث في البلاغ المفتوح ضد الشاعر (يوسف الدوش) بسبب قصيدة قرأها قبل شهر على شاشة قناة (سودانية 24) رأى فيها البعض مساسا به، فقام بتكليف احد الاشخاص لفتح بلاغ ضد (الدوش) باسم المجلس السيادي بدون علم المجلس، كما جاء في الخبر التالي الذى نشرته (وكالة السودان للأنباء) أمس:
* نفى الشق المدني بمجلس السيادة الانتقالي تدوينه اية بلاغات في مواجهة احد او تكليف فرد او مؤسسة بذلك، جاء ذلك في بيان توضيحي اصدره ستة اعضاء من المجلس السيادي وفيما يلي تورد (سونا) نص البيان:- * "تابعنا باهتمام بالغ الآراء المتعددة حول بلاغ قيل إن المجلس السيادي تقدم به في مواجهة أحد الشعراء. تواصلنا منذ اليوم الأول لانتشار هذا الحديث في وسائل الإعلام المتعددة، مع الإدارة القانونية والأمانة العامة للمجلس السيادي، وأكدوا لنا عدم وجود بلاغ صادر منهم في هذه القضية". * ويتابع البيان "آثرنا عدم الرد وقتها، بحسبان أن تباين وجهات النظر من طبائع البشر، وبالتالي لا يمكن أن ينخرط المجلس في الرد على كل وجهة نظر مخالفة لمنسوبيه، وأن المسار القانوني سيوضح تفاصيلها بالكامل، لكن الحملة المنظمة في مواجهة أعضاء المجلس تواصلت في إصرار غريب، مؤكدة أن جميع أعضاء المجلس اتفقوا على ذلك والصحيح أن هذا لم يحدث". * ويخلص الى: "نؤكد أننا لم ندون بلاغ ضد أحد ولم نكلف فردا ولا مؤسسة بذلك". * التوقيع: عائشة السعيد، حسن شيخ ادريس، رجاء نيكولا، صديق تاور، محمد حسن التعايشي، محمد الفكي(انتهى الخبر) * كان ذلك هو البيان الذى اوردته (سونا) على موقعها الرسمى أمس تحت عنوان (توضيح من ستة من اعضاء المجلس السيادي)، ولقد مثل الشاعر (يوسف الدوش) أول أمس أمام نيابة الصحافة بتهمة إشانة السمعة (المادة 159 ) من القانون الجنائي العام، بسبب قصيدة عن فض الاعتصام، يقول مطلعها: نفس الزول الكاتل ولدك.. شال لي روحو الفاتحة وقلدك.. حاكم بلدك رمز سيادة.. نفس كتائب الظل والغل.. نفس جهاز الأمن والخوف.. هُم بي أمرك فضو قيادة.. * نريد أن نعرف وأن نفهم، ويجب أن يفهم الرأي العام السوداني، والمواطن السوداني، والشعب السوداني، لماذا يحدث ما يحدث من إساءة للمجلس السيادي من حين لآخر بفتح البلاغات الجنائية بهذه الصورة المريبة الغريبة بدون علم بعض اعضائه، وربما غالبية أعضائه، مدنيون وعسكريون، وهو المجلس الذى يفترض أن يكون رأس الدولة ورمز الدولة، ويجب ان يسعى لفرض احترامه ليس بالقوة او القهر او البلاغات الغريبة التي لا تفعل شيئا سوى تشويه صورته كل مرة أمام الرأي العام السوداني والعالمي، ولكن بترفعه عن الصغائر، وتغاضيه عن الاشياء التي يمكن أن تضعف من وقاره وهيبته، وتجنبه للمزالق والهفوات التي تجعله مضغة في الافواه، فيفقد الاحترام المطلوب كونه رمزا لسيادة الوطن ورأسا للدولة! * لنأخذ كمثال قصيدة (الدوش) التي لم يسمع بها الا عدد قليل من الناس، أعجبوا بها أو تجاوزوها كأية قصيدة أخرى، أما الآن بعد البلاغ الغريب والملابسات التي صاحبته وبيان النفي من بعض اعضاء المجلس، فلقد اصبحت مثار حديث وترديد الجميع، واصبح اسم شاعرها وما تعرَّض له على كل لسان، وتناقلت القصيدة واخبار البلاغ العديد من اجهزة الاعلام ووكالات الانباء، وصارت المادة الاولى التي تتناقلها الوسائط، بينما صار المجلس السيادي محل سخرية من الجميع، فلماذا ولمصلحة من وماذا كسب المجلس بذلك؟! * ألم يكن من الافضل لمن امر بفتح البلاغ ان يتغاضى عن القصيدة حتى لو كان فيها رائحة إساءة للمجلس أو لغيره، وهى في آخر الأمر قصيدة رمزية، لا تحمل إساءة شخصية لأحد ولم يرد فيها اسم أحد، فما الداعي لفتح البلاغات ومطاردة المواطنين باسم المجلس وتشويه صورته، واظهاره بمظهر المنقسم على نفسه وسرقة البعض لشخصيته؟!! * هذا المجلس أيها السادة، اسمه مجلس السيادة، وهو رمز الدولة ورأس الدولة، ويجب ان يتصرف على هذا الاساس، وليس مجلس فرفشة وسفسطة يتناقل النمائم ويتبادل الوشايا، ويفتح البلاغات ويطارد النيابات فيقفد مهابته واحترامه وهيبته ويصبح محل سخرية الجميع بدلا عن احترامهم واعجابهم!