نقاط على حروف الحوار .. “حديث مكرر لكنه مهم” (1) 

 


 

 

.......................

هناك وقائع أساسية تقفز الي الذهن ونحن نتحدث، تأييداََ أورفضاََ، عن إستجابة (قحت) لنداء الحوار، أهمها :-

? إن الإنقلاب من صنع العسكر وبعض أنصار النظام المباد الذين إستغلوا تورط العسكر في جرائم ضد الشعب، ثم قاموا بتوريطهم في المزيد، وكذلك تدعم الحركات المسلحة الإنقلاب، فهي لا تؤمن بالديمقراطية ولا يهمها مصلحة شعوبها، فإختارت هذا المناخ الغباري لتنفيذ مصالحها الخاصة، وهكذا جمعت المصائب المصابين.

? إن الانقلاب يجد الدعم الخارجي، سواءََ طمعاََ في ثروات السودان المستباحة أو خوفاََ من عدوى الديمقراطية. ? إن المسألة السودانية تم تدويلها قبل سنين عددا، لتدخل في صراع المصالح بين الدول الكبرى، وأن للغرب وسائله المكشوفة في إستغلال حركات الإسلام السياسي في صراعها َمع المعسكر الآخر، وهذه الحركات في سبيل السلطة والمال، على إستعداد للتحالف مع الشيطان وأن يبيعوا الشعب والوطن وتظل شعارات الدين مرفوعة دون أن يرمش لهم جفن.

? إن الدول الكبرى مهما إشتد الصراع بينها، ستأتي لحظة إقتسام الغنائم بالتراضي، خاصة أن السودان كغنيمة يكفيهم جميعاََ، وقد بلغ به الهوان درجة أن أصبحت حتى بعض الدول العربية والافريقية في انتظار نصيبها منه.

? وسط هذه الأمواج العاتية المتلاطمة، تحاول سفينة الثورة الإبحار نحو الشاطئ، والمصيبة الأكبر أنها تحمل في داخلها ألغاماََ كفيلة بتفجيرها، هذه الألغام هي ذات قوى الثورة التي تعلم ما أسلفت ذكره وهي المنتظر منها نصرة الثورة، ورغم ذلك ظلت في حالة شتات وتباعد منذ تاريخ الإنقلاب وحتى اليوم !!


على ضوء هذا الواقع تصبح الإستجابة لدعوة الحوار في تقديري المتواضع منطقية، وتتمثل أهم الإيجابيات في :-

1 -. الحوار في ذاته فعل سياسي مصاحب لاشكال الحراك الثوري السلمي الأخرى، ويشكل هزيمة أخلاقية للإنقلابيين الذين يحتمون بآلة القمع والقتل، وفي ذات الوقت يتظاهرون بالمرونة.

2 - الحوار في حالة نجاحه، يحقن الدماء ويقلل تكلفة إنهاء الإنقلاب، وتفادي انفجار الأزمة .

3- إنهاء الإنقلاب بالحوار يمهد لفترة انتقالية مستقرة، ويمكن الحكومة الانتقالية من تحقيق مهامها.

4- إنهاء الإنقلاب بالحوار يمكن من التصدي لحل مشكلة الحركات المسلحة الموقعة وغير الموقعة، وهي بلا شك جزء من الأزمة السودانية.

5- في حالة تعنت العسكر وخروجهم عن الحوار الموضوعي، هذا يكشف حقيقتهم خاصة للخارج، وفي المقابل لن تخسر قوى الثورة شيئاً.

6- في واقع حال الجيش اليوم لا تصور لإنحيازه للشارع، بالتالي مهما كانت قوة التظاهرات لا بد من إتفاق ينهي الإنقلاب، وهذا الإتفاق  بالتأكيد يسبقه حوار.

7- الحوار في ذاته يخلق قناة تواصل مع العالم من حولنا، لشرح القضية وتأكيد الموضوعية، ونفي ما يتداوله الإعلام الغربي بأن تصلب المدنيين هو الذي يهدد الحل السلمي.

8 - الحوار المباشر مع العسكر لإنهاء الإنقلاب وابعاد الجيش عن الحكم والسياسية، يمكننا من الوقوف على مدى اقتناعهم بذلك، وما هو المطلوب لتحقيقه وما إمكانية الإستجابة.

9 - الحوار المباشر مع العسكر يمكننا من معرفة حجم إرتباطهم بالنظام المباد، بما يؤدي لخلخلة تلك العلاقة، وإرباك خطط النظام المباد في البقاء في السلطة متدثراََ بالعسكر .

10 - من خلال الحوار يمكن تغيير نظرة الخارج تجاه الحكومات المدنية، كحكومات ضعيفة وفاشلة في حاجة للعنصر العسكري.

11- من خلال الحوار يمكن عكس استعداد السودان للتعامل مع الخارج وفقاََ لسياسة تبادل المصالح، وأن لا ينظر له كغنيمة.


أما سلبيات الحوار فيمكن الوقوف عليها من خلال بعض التعليقات على مقالي "دعوة إلى نقاش هادي.." حيث تفضل الدكتور المحترم مصطفى عوض الكريم، بإبداء رأي مخالف بأسانيد تستحق أن تكون متاحة للكافة لأغراض إثراء النقاش، ويشاركه ذات الرأي الباشمهندس المحترم محمد الأمين ابو جديري، بحيثيات متداخلة بدورها تفتح آفاق النقاش حول هذه المسألة الوطنية المهمة، وقد رأيت تأجيل طرح الرأيين والتعقيب عليهما، لتكون أمامنا جميعأ فرصة للمزيد من التأمل، حرصاََ على المساهمة في تشكيل رأي عام مستقل ومتجرد وواعي يقوم على حيثيات متينة.



aabdoaadvo2019@gmail.com

 

آراء