نقول للبرهان !!

 


 

 

بلا أقنعة -
أوضاع مُضطرِبة، تعيشها البلاد، غيّبت عنّا ملامِح الدولة، وفتحت الباب واسعا، أمام كُل طامِع، للدخول بلا ضابِط، ليحجز مكانه باكِراً فيها، دخلوها في زمانِ اللا معايير، والكُل يبحث عن موطءِ قدمٍ له فيها، ويجتهِد في تعبيد طريقه، بأي وسيلة نحو السُلطة، للاستمتاع بمباهجها، على حساب شعب، يُقتل في الطُرقات، لمجرد الاعتراض، على السياسة التي تُدار بها بلاده، ولاعتراضِهِ على من دخلوا عبر النوافِذ لكابينة القيادة، وبينهما يعمل أشباه البوم من الذين يعشقون الخراب، بجدٍ واجتهاد في جمع الوقود لاشتعال النار، ونراهم يصبون عليها في الزيت، وينفخون في كيرها في صباحهم والمساء، ولم يكفهم ما وصلت إليه البلاد من دمار.
ما وردنا من أخبارٍ غير مؤكدة تقول، بأنّ حميدتي (الزعلان) قد عاد، بعد رحلة زعل استمرت لأيام، والأخبار من قرى نهر النيل، ترِد بأن لا خلاف يُذكر بين البُرهان وحميدتي، فقط ما بينهما مُجرد ترتيب أوراق، لدمج الدعم السريع في الجيش، والخلاف فقط في التوقيت والكيفية، وتحت تحت حول كيكة السُلطة، من يفوز بها غدا، من يرأس ومن ينوب، ومن يضمن لهما، العيش في سلام، في حال تجردا من لباس السُلطة، الذي استقويا به في ما مضى من سنوات، فماذا يحدُث يا تُرى، (إن) قاما بتسليمها طوعاً للمدنيين، وما بين المدنيين والعسكر أنتُم أعلم به، ولسان حالهما يقول المُتغطي بالمدنيين عريان.
في حوارٍ له مع صحيفة الشرق القطرية، تحدث الفريق البُرهان عن مُؤشراتٍ إيجابية، باقترابِ التوصُّل، إلى تشكيل حكومة مدنية، تُهيئ المناخ للانتخابات، وأشار إلى وجود جهاتٍ (قال) إنّها تُريد القضاء على السودان، في دعوتها للقتال القبلي، والتشكيك في القيادة والجيش، وإنّ السودان يواجه تحديات كبيرة، ويمُر بمرحلةٍ انتقاليةٍ استثنائية، تقتضي من كافةِ القوى الوطنية إنجاز مهام الفترة الانتقالية، وجدد التزام المؤسسة العسكرية، بالاتفاق الإطاري، ودعم المؤسسةِ لعملية التحوّل الديمقراطي.
نقول للفريق البُرهان، بأنّ المؤشراتِ الايجابية، في حال وجودها، لا تحتاج لمن يُعلِن عنها، وخلافاتكما المًتطاولة مع الدعم السريع من جهة، ومع المُكوِّن المدني من جهةٍ أخرى، لم تمنعها جُدران مكاتبكم السميكة من التسرُّب والوصول للناس في ملماتهم، ومن الانتشار في وسائطهم، والمواطِن يا سعادتك صاحب وجعة، وسيد حق، وصاحب عقل يُميِّز به ما بين المؤشِر الايجابي والسلبي، فليتكُم حدثتموه، حديثاً يُعينه على الصبر عليكم، وأظنك تعلم بأنّ سياسة التجهيل والتغييب، وصرف نظر المواطِن عن ما يجري حوله، وافتراض السذاجة فيه، لو كانت ذات قيمة، لما رحل عن السلطة، من جلسوا في مقعدك هذا من قبل، ومن ظنّوا بأنها قد دامت لهم.
أظّن أنّ الفُرصة ما زالت أمامكم، فاتركوا المُماطلة، وابحثوا لكُم عن أبوابٍ للخروج، من مأزقكم هذا، بعد الاعتذار (للمواطٍن) وليته يقبل.
وللسودان ربٌ يحميه.
الجريدة

 

آراء