هؤلاء إفتقدتهم! أستاذ الكيماء والفيزياء يوسف جلدقون !
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا صمت الصديق ياسرعرمان وهو الذى يزعم بأنه قوميا وليس عنصريا !
بقلم الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه / لندن
( رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى )
( رب زدنى علما )
صديقى وزميلى يوسف جلدقون عرفته أيام الطلب درس الإبتدائى فى معهد التربية بالدلنج والمرحلة الوسطى بمدرسة الدلنج الأميرية الوسطى والمرحلة الثانوية بمدرسة المؤتمر الثانوية بأمدرمان وزامل إبن الزعيم إسماعيل الأزهرى محمد فى مدرسة المؤتمر الثانوية وهو الذى عرفنى به فى أوائل السبعينات وقد كان زميلا له وكانا يقودان التظاهرات الطلابية ضد نظام الرئيس الأسبق جعفر محمد نميرى وقد شاركت معهم فى إحداها وأوشك البوليس أن يقبضنا بعد أن دوخنا بالبنبان وهربنا إلى منزل الصديق يوسف جلدقون فى بانت حيث إستقبلتنا شقيقته حبشية جلدقون وخففت عنا الألام وأكرمتنا بكل طيبة وحنية وكانت فخورة جدا بما قمنا به أكمل المرحلة الجامعية فى جامعة الأزهر فى قاهرة المعز بمصر تم تعيينه إستاذ كيمياء بمدرسة كادوقلى الثانوية الجميع يعرف أن يوسف يتمتع بأخلاق ملائكية خجول كالحسناء فى خدرها مهذب مؤدب محترم لأبعد الحدود متدين متسامح فى كرة القدم كان حريفا ومبدعا طويل القامة هوشقيق لاعب كرة السلة الدولى خميس جلدقون يومها كان أطول لاعب كرة سلة فى إفريقيا وقائد الفريق القومى السودانى للكرة الطائرة ودفعة المبدع وليم أندريا وحققا سويا أجمل إنجاز سودانى رائع فى تأريخ كرة السلة فى السودان حيث فاز السودان بالبطولة العربية فى دولة الكويت كما كان خميس جلدقون كابتن فريق الهلال فى كرة السلة مع زميله العقيد اللاعيسر.
يوسف جلدقون أخر مرة شاهدته فيها دعانى لإصطحابه لزيارة صديقه لاعب الموردة السابق عمر ود الحاجه فى منزلهم ببانت بأمدرمان وبالفعل زرنا كابتن عمر ود الحاجة فى منزله وتناولنا وجبة العشاء معه وقدم لنا ( مديدة بلح بالسمنة ) لم أذق أجمل منها فى حياتى حتى اليوم فقد كانت والدة عمر مبدعة ومتخصصة فى ( مديدة البلح ) لا أدرى أين كابتن عمر ود الحاجة اليوم ؟ أما يوسف جلدقون فقد حكى لى ضابط صف من أبناء البقارة ومن أبناء الدلنج أمسك عن إسمه لدواعى أمنية فهو يعمل بقسم الإستخبارات بالقيادة العامة ويعلم صداقتى بالأستاذ يوسف جلدقون حكى لى بمرارة تمزق القلب أن الأستاذ يوسف جلدقون أحضروه من مدرسة كادوقلى الثانوية إلى القيادة العامة فى الخرطوم بتهمة أنه طابور خامس للحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق وإنه على صلة إستخباراتيه بالقيادى الشهير يوسف كوة من أبناء جبال النوبة وقال لى للأسف تمت تصفية الأستاذ يوسف جلدقون حيث قام أحد ضباط المظلات بفصل رأسه عن جسده بالساطور ولم تتم تسليم جثته لذويه بل كانوا يضللون شقيقه كابتن خميس جلدقون ويقولون له هو فى سجن كادوقلى كذبا وإفتراءا ومرة أخرى يزعمون أنه سجينا بسجن بورتسودان تدليسا وتهربا من الحقيقة المرة أنه مات شهيدا ونتيجة لهذه القضية فقد خيرة أبناء جبال النوبه من الضباط العسكريين مناصبهم وأذكر منهم اللواء التيجانى صديق مدير سجن بورتسودان وقد أعفى من منصبه بسبب هذه القضية فهو يمت بصلة قربى بالأستاذ يوسف جلدقون كلاهما ينحدران من قرية [ تندية ] كما فقد منصبه كذلك العقيد محمد نصر الله صارمين مدير سجن كادوقلى .
شئ طبيعى طالما رأس النظام هو مسيلمه الكذاب يكذب دون أن يرجف له جفن ماذا نقول فى نظام منذ أول يوم فى مجيئه أطلق كذبته الكبرى إذهب إلى القصر رئيسا وأنا أذهب إلى السجن حبيسا يتنفسون الكذب كما يتنفسون الأوكسجين لكن الذى يحيرنى موقف الصديق ياسر عرمان لماذا لم يتبنن هذه القضية خاصة أن الأستاذ يوسف جلدقون راح ضحية لتهمة خرقاء وعرجاء أنه طابور خامس للحركة الشعبية وقد زعم ياسر عرمان أنه قوميا وليس عنصريا فلماذا صمت دهرا هل لأن يوسف لم يكن جعلى أو شايقى أوبديرى دهمشى أم أن أبناء جبال النوبة لا بواكى لهم وهو غنى من المتاجرة بقضيتهم الحركة الشعبية الآن قضيتها الأساسية عند الأمريكان والإتحاد الأوربى هى قضية جبال النوبة والسؤال الموجه للأخ ياسر عرمان لماذا يموت أبناء جبال النوبة سنبلة ساكت وأنتم تقبضون الثمن ؟ وكما قال الشاعر :
تموت الأسود فى الغابات جوعا ولحم الضان يأكله الكلاب
مع المعذرة الشديدة لك يا أخى ياسر عرمان فأنت أكبر
من أن تكون كلبا إنا لله وإنا إليه راجعون وإنا إليه منقلبون
اللهم أكتبه فى المحسنيين وأجعل كتابه فى عليين وأخلف على عقبيه فى الآخرين وأسكنه مع النبيين والصديقيين والشهداء وأجعله فى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده .
بقلم الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه / لندن
19-1-2016
elmugamar11@hotmail.com