هاشم ودكرار: كن كما عرفناك

 


 

 

عندما كنت أقلب في يوتيوب يوميها، بس وحاتكم كانت (شلاقه وقلة شغله ساي) اها قوم (ويا سيد اللمتني ليك) أَعَتر بى ابو دَاوُدَ وبى صوته المابغباني داكا وما بغبى الا زولاً اطرش او به عيب وقد تتعجبون ليه دخلتي دي غريبة شوية وليه بدأت بى الفنان ابو دواد مش، لكن بعذركم خاصة وانتم تعرفون ان هذا المبدع الجهبوز جتةً وابداعاً، هو الذي وحد مزاج كل الكائنات البشرية في المجتمع السوداني من لى عربها العاربه والمستعربه لا تالا رطانتها من نوبة ونوبيين وزراؤه وبرنو وبرقو ومن عَلى وضعهم اللسني والراطنين بها وبغيرها حيث ساقهم هذا الساحر الفريد في عصره وعنوة وجعل منهم الندامى والدراويش ومن يتدروشون في حضرته..كيف لا يفعل هذا الداوودي افاعيله تلك وهو يترنم (يانديماً عبّ من كأس الصبا**ومضى يمشي الهوينا طربا) اسي بالله في زمتكم ده كلام بقولو زولاً عادي ياناس، ولكن البمسك خيطه بنزل وبدون مايعرفله معنىً لكلام الغنوه وده زي المظروره (من الظار)ان خيطها شبك إلاّ اختوها الجماعة..ومن ندامى الداوود الكتار وما بتعدوا تلقى المثقفين والمتعلم والجاهل وستات الطواقي وحليمة بائعة اللبن وحتى رابحة بت محمود وبت مسيمس والتي كثيراً ماشودهدت وهي تكشف عن توبها وتنفنس وسط حوشها ترقص بكل مزاج ..وبائعات الكسره وفلاتيات الفول والتسالي وقراصنة النبق، حتى الكتبه والمراسلات وعمال النظافة وسيد اللبن جا وانا مالي او كما يقول المنولوج اضافة للخرجية والبنايين والطيانه وأصحاب المزاج والجزارين والحلاقين التحت ضللة النيم وحلاقي الحمير وحفاري القبور والسقى وسعاد بت العرب وسائقي اللواري السفزية وندمان الانادي ودراويش الطراوه وستات الانداية والفرّاشات ودايات الحَلّال والترباله والسورجية والتشتاشة وناس ديم فُنْقُر وديم سلك وديم بكر وديم التعايشه ومساعدي اللواري الراكبين في التنده والنَّاس الفي السُقُد واللُقُد وعمال الدريسة والعطشقية وحراس الاستبتاليات وطالبات الثانوية العاذرى يذبن وجداً وهن سكارى طرباً حين يسمعنه في فسحة الفطور يردد ياعذارى الحي**رفقاً بالحيارى..
هل رايتن حبيبًا قد توارى
ذلك سؤال حير السائل والمجيب لكنه الداوودي ومنه غيره يقدر يجهجه الباكات..والترباله والعتاله الذين لا يعرفون حتى فك الخط ولكن رغم ذلك تجدهم يتمايلون طرباً عند سماعهم لصوته الذي يتغلغل في مجرى دمائهم اضافة الي عمال المناطق الصناعية وبائعات الشاي والرعاة وربات البيوت والجَمّاله الفي سهل البطانه وغيرها من النجوع والفرقان كل الشي ده سواه بغناه..
نعم ياساده اب داود الواحد ده هو زاته الزول الغير مزاج على المك وخلاه يبعد حبه من خليل فرح والذي وقف وقفته المشهورة عن قبره..ابوداود جهجه ليك حنان صاحبنا على المك ودام امدرمان مدينته التي من تراب وخلاه إسكر من مدامه ويقدل سهمان وحفيان في زقاق العصاصير ولسان حاله إبكي واصيّح (انه الحب فلا تعتب ولا تسأل علينا) واتخيلت زولنا علي ود المك اكورك ووب ووب، اها قمت سرحت ليك سرحةً كاربة وكانت معاها قلوبنا منشرحة يا سادتي مع سيدنا عبدالعزيز داود ذو الصوت الماعارف نوعه شنو وده اكيد شغل علماء الاصوات بس ما علينا فالطرب قسمه زي الفهم والفهم قسم يا عينيا، اها سرحت مع زولكم الراقي ده ومشيت باحلام اليغظه الحنونة دي بعي، تنقِش تِنقِش لغاية الحصاحيصا بلد المبدعين وهناك جالست ليكم سيدي هاشم كرار قدس الله سره وجهره والزمن كان العصير عند الطيحة صنقرنا على القيفه على البحر وكان النيل الازرق يمر بينا وبى جناحينه يرفرف لينا لكننا طنشناه لانه الجو كان جو طرب اذاعي ولملمنا بواقي قلوبنا حين اهدانا مذيع محطة امدرمان انه حان وقت ابوداود وعلى المستمعين مراعة فروق المحبة. اها بعد الهضربه دي كلها يا هاشم اسي الواحد اناقمك بى شنوو؟ بالاخ ولا الصديق ولا الحبيب ام بالغالي فانت انسان تجتمع فيك كل الصفات القلناها وخابرنها والماقلناها ودي هنا بتفرق لإنك انسان حلال المبشرون وبى صمتك وتزيد عليها انك فوق للقوس والسمِّاك الاعزل..
ياهاشم يا دريويش في نوع من الناس تتمنى انك لو اتقرّبت منهم وظني انك انت واحد منهم نعم اكيد انت منهم وسيدهم كمان فعندما جاورت قلوبنا وبقلوبنا دي انشرقت وطففَحت من قلوبكم..الحمد لله الذي قربنا اليك يا صاحب الهدوء المغنطيسي الذي نافس ابوداود في محبة الناس ومحبته للناس ولجريدة الايام ومهنة النكد الحلو لمن يعرفه متلك..
ابقى طيب يا جميل لانها حاتشتاقلك الاوراق والاقلام ورائحة المداد وازيز المطابع ولَك في الناس مخازن مستفة بالحب..سامح طميساتي دي والقلوب ان كتبت مستحيل تتفزر..
محبات معطره ومجهبزه لام العيال (ست هاشم وكاتمة سره) والتي ورتنا ان الاخلاص مازال له جنود مجنده.. وارقد عافية والألم بضعف أمامك كما يضعف التيار امام النيل…

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة

osmanyousif1@icloud.com
//////////////////

 

آراء