“هبة” و”آمنة” يديران ماليتنا “كيتاً” للفكر السلفي المتخلّف!!
ركن نقاش
** دكتورة هبة محمد علي وزيرة المالية والتخطيط الاقتصادي المكلفة بشغل الوزارة خلفاً لدكتور إبراهيم البدوي، والأستاذة آمنة أبكر حسب الرسول وكيلة الوزارة، والأستاذ الأمين أبوالقاسم خبير إدارة السياسات المالية، استضافهم المذيع "الدولي" (عائداً لـ "ميسه") لقمان مدير قناة السودان الدولية في برنامجه الجاذب للمشاهدة "الحوار الوطني للبناء " الذي أصبح يتبوأ مكانه المقدر له في قمة البرامج عالية المشاهدة يوم السبت الثالث والعشرين من يناير في هذا العام 2021 وكان اللقاء مباشراً وعلى الهواء الطلق في باحة معرض الخرطوم الدولي بمناسبة انعقاد الدورة الثامنة والثلاثين للمعرض، كان الحوار عن ميزانية 2021 المجازة والتحديات التي تواجهها وتدهور القيمة الشرائية للجنيه السوداني وتمرد الدولار على السيطرة المؤسسية وإمكانية توحيد سعر الصرف الخماسي للدولار وإعادة العافية للجنيه السوداني والشركات العسكرية والمدنية وكيفية اعادتها لــ"بيت طاعة" وزارة المالية، تحدثت المرأتان بحنكة ودراية ودربة ومعرفة وثيقة بالارقام ودلالاتها ومآلاتها وكيفية كبح جماح التضخم المنفلت وتمكين الاقتصاد من ايتعادة عافيته تدريجياً كانت "هبة وآمنة ومعهما خبير ادارة السياسات المالية" يتحدثون بتوازن بين الثفاؤل المفرط والتشاؤم المحبط ويدركون ما يحيط بهم من مخاطر وما يمكن توقعه من نجاحات، وكان لقمان لاعباً ماهراً في توجيه الاسئلة المباغتة وكان تيم المالية ماهراً في صد الاسئلة بالاجابات المحددة بالارقام والتي تحرك دواخل المشاهد والمستمع وتجعله متفاعلاً بين شد الاسئلة "الذكية" وجذب الدفاعات "الزكية"..
** تزامن البرنامج مع اذاعة نتائج الشهادة السودانية لهذا العام حيث تسنمت بناتنا (حواءاتُنا) الفضليات الذكيات الزاكيات المقاعد المتقدمة – كعادتهن – في نتائج هذا العام متقدمات على مقامات أبنائنا (أوادمنا)، وكما قيل "لو تعلمت حواءتُنا لرشد آدمونا"، وهاهن تعلمن وأثبتن رجاحة عقولهن واكتمال ذاكراتهن وانتشلن أنفسهن من الضعف والوهن إلى رحاب المساوات المستحقة في القيمة إذ أن المرأة في نفسها كانسانة مساوية للرجل في نفسه كانسان، وتلتمس المساواة بين الجنسين من المساواة أمام الحق يوم القيامة فالمرأة - أمام الله يوم القيامة – مسؤولة عن فعلها؛ "ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدعُ مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيئ ولو كان ذا قربي"، "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره"، وإن كانت المرأة دون الرجل في القرن السابع الميلادي لملابسات مجتمعية وزمانية معينة، ليست ضربة لازب عليها إلى أبد الآبدين، فقد كانت المرأة في الجاهلية لا ترث وجاء الاسلام – على مستوى الشريعة (والشريعة هي المدخل – الباب - على الدين وليست هي الدين) - فجعلها على النصف من الرجل في الميراث لوجود الحاجب من الذكور، فاذا غاب الحاجب ترث أكثر في مواضع معينة من الميراث، وجعلها على الربع من الرجل في الزواج لملابسات زمانية ومجتمعية أيضاً؛ "أنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"، وجعلها – في الشهاد (أجمع المفسرون والعلماء على أن الشهادة في الآية المعنية "...واستشهدوا..." المقصود بها الشهادة في المال) – في الشهادة على النصف من الرجل: "...واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان مِنْ مَنْ ترضون من الشهداء..."، وجعل العلة في اشهاد امرأتين "النسيان" فقال في ذلك معللاً: "...أن تضل إحداهما فتذكر احداهما الأخرى"؛ وفير الضلال بالنسيان لدلالة التذكر على ذلك، وقد جاء الحديث النبوي – في ما معناه - معضداً للآية: "انكن ناقصات عقل..."، وحينما سألن "لمَ يا رسول الله؟" أجاب معللاً نقصان العقل: "أليشت شهادة اثنتين منكما تساويشهادة رجل؟"، مفسراً: "ذلك نقص عقولكن"، وجاء القرن العشرون وقبله وبعده وخرجت المرأة وتعلمت واستردت رجحان عقلها وكماله المرجو له وهاهن يتسنمن ادارة مال البلاد في قوة واقتدار وكفاءة لا تُجارى!!..
** أذاعت قناة أمدرمان (حسين خوجلي) برنامجاً حوارياً قبل أيام وكررته أداره المذيع الصحفي بكري المدني استضاف فيه مجلس شورى قبيلة (أو قبائل) الجعليين، وعلمنا من خلال البرنامج أنهم من تولُّوا قفل طريق الخرطوم عطبرة (ولم يكونوا سابقين في الفعل فقد ابتدر قفل الطرق الوطنية "ترك" ناظر عموم قبائل الهدندوة حين قفل طريق عطبرة بورتسودان في منطقة العقبة – سنكات – أمام ناقلات البضائع) مطالبين بإقالة حاكمة إقليم نهر النيل الدكتورة "آمنة المكي" بحجج متفاوتة من بينها - كما ذكر أحد المستضافين - أنه لا يريد أن تكون هناك امرأة على رأسه – هكذا ببساطة وبلا تلعثم – وعلمت أن مدينة عطبرة تقف بصلابة مع حاكمة اقليمهم العالمة الشجاعة، ولابد من التذكير أن من أرجعنا إلى ساحة القبلية هو نظام الاسلامويين – البشير الترابي (يرحمه الله) – بعد أن تجاوزته مرحلة طائفتي الختمية والانصار السياسيتين حيث أن كل طائفة جمعت الناس على أساس الانتماء السياسي لا القبلي!..
** نحن الآن أمام عقبة أخرى بعد أن خلفنا وراءنا عقبة أزمة المناهج التي كانت امتحاناً قاسياً للحكومة الانتقالية حيث سارع الدكتور عبدالله حمدوك بتجميد المناهج (استجابة لتجمعات محدودة من طائفتي الانصار والختمية والاخوان المسلمين وجماعة أنصار السنة وبعض ائمة المساجدوالفقهاء) بعد مرور أكثر من أربعة عشر شهراً من تأسيسها وبذل جهدها تنقيحاً وتقليصاً للحمولات الزائدة وانتقالاً من مناهج الحفظ والتلقين إلى مناهج التفكير والنهوض العقلي للاسراع بملاحقة خطوات العالم المتسارعة نحو الانتاج والكفاءة والكفاية والعدالة والاطمئنان المجتمعي، فإن استجابت الانتقالية إلى هذا الطلب الشاذ المخالف جملة وتفصيلاً لمبادئ تورة 19 ديسمبر 2018 المجيدة في الحرية والسلام والعدالة والتي ظهرت فيها الكنداكات مع الشفاتة (65% من المجتمع السوداني شباب وشابات – ومن المقرر أن تكون 40% من المقاعد للنساء)، تكون الانتقالية قد بلغت مرحلة الشيخوخة والفناء!!..
البنوك الاسلاربوية وضربة البداية في التدهور الاقتصادي:
على الاقتصاديين التشمير عن ساعد الجد ودراسة تجربة البنوك الاسلاربوية (بنوك العيش) في السودان ومدى مساهمتها في تدهور الاقتصاد السوداني وامكانية العودة إلى سعر الفائدة لتعود البنوك إلى طبيعتها المالية الاقراضية لا التجارية!!..
جوهر أزمة العون المجتمعي المباشر:
الأزمة تكمن في انعدام الاحصاءات الدقيقة التي توضح حالة أفراد المجتمع الاقتصادية، ومعلوم أن ماهو معترف به أن 60% من المجتمع تحت خط الفقر، وفي رأيي أن الأمر أكثر من ذلك، ومن المفارقات في عملية توزيع العون المباشر أن العون – حسب متابعتي ولعل التوزيع كان خبط عشواء – ذهب إلى من كان دخله اليومي أكثر من عشرة آلاف جنيه يومياً، فانظر وتعجب يا هداك الله!!..
توصية مهمة:
** أرجو ألا تفرِّط الحكومة الانتقالية – حسب متابعتي اللصيقة لفترة طويلة - في الباشمهندس خيري الوزير المكلف للطاقة والتعدين فقد رأيته متمكناً من معلوماته الدقيقة عن القطاعين وبرامجه المتينة في تطوير القطاعين، كما أرجو التمسك بالدكتورة هبة وزيرة المالية المكلفة والأستاذة آمنة وكيلة المالية لاقتدرهما في المجال، كذلك الدكتور الفذ محمد الامين التوم وزير التربية والتعليم فقد أثبث اقتداره على المنصب وغيرته على المناهج والارتقاء بها لتقدم البلاد..
قناة السودان القومية: جلطات واستدراكات
** في مشاهدتي للقناة قبل أيام لاحظت أن القناة أشارت إلى تقدم جماعة الاخوان المسلمين لدعم قواتنا المسلحة في تصديها لاسترجاع أرضنا السليبة لأكثر من عشرين علماً في المنطقة الشرقية الفشقة الصغرى والفشقة الكبرى بل وأذاعة كلمة لممثل الجماعة في هذا الشأن وهي جماعة محظورة حتى تستطيع أن ترفع الحظر عنها وليس مبرراً البتة هذه الاذاعة، أمر آخر أرجو أن تطول فترة بقاء الاعلان عن الشخص المستضاف في برامجها الحوارية حتى نستطيع التقاط اسم المستضاف ووظيفته لأنهم – ف أحيان كثيرة – نعتبرهم مصادر معلومات مهمة..
*** يا "حليلك" يا دكتور أكرم "يا حليلكم دوام بطراكم"!!..
eisay1947@gmail.com