هبت رياح أكتوبر ، فهبوا !

 


 

د. أحمد خير
10 October, 2011

 


Ahmed Kheir [aikheir@yahoo.com]
المناضلون فى السودان قد إتخذوا من الشوارع مسرحا لعملياتهم ضد تسلط السلطة القائمة التى باتت لاتعبأ بإرادة الجماهير ووصلت بها الدرجة أن سلبت الجماهير أبسط حقوقها المتمثلة فى المأكل والملبس والمسكن !!! فاليوم أصبح الصبية يهتفون " لاتعليم ، الوضع أليم   ... و .. لن ننام بلاطعام " وكذلك " سحقا سحقا للكيزان ... سحقا سحقا للإخوان "
فى ظل حكم هؤلاء صارالسودانى كالثور فى ساقية الحكومة التى أصبحت كما ساقية جحا ، تأخذ من النهر لتلقى فى النهر بدون فائدة تذكر !! ولكن، هذا الشعب الأبى الذى عودنا أن ينحنى للعاصفة ولايركع قد تنسم نسيم أكتوبر فإنطلق يستنشق عبير ذلك الشهر الذى شهد فيه السودان أعظم الثورات وأسمى البطولات .
شباب اليوم يحاول أن يرسل رسالة إلى ثوار أكتوبر 1964 ليعلمهم أن ماغرس فى باطن الآرض قد خرج من باطنها ويعجب الزراع . نعم قد جاءنا أكتوبر يزهوا بماغرسناه فيه فأصبح لنا هو الملجأ فى وقت الشدائد . وهذا هو الوقت الذى قال فيه الثوار " ضاقت فلما إستحكمت حلقاتها ... فرجت وكنت أظنها لاتفرج "  فيا أبناء سوداننا العظيم ثوروا ، حطموا الأغلال .. نعلم أن  القيود قد أدمت منكم المعاصم ولتعلموا أن رياح الحرية تهب عليكم فى شهر الثورات . فإنطلقوا لإزالة هذا النظام الذى بات ينخر كالسوس فى كل مقومات الوطن!  نظام بات فيه الفساد قيمة كبرى تقدسها السلطة متناسية عظمة الخالق ونداء سيد المرسلين بإحترام إنسانية الإنسان الذى كرمه الله . الإنسان الذى لاقى مالاقاه من قهر وإهانة وذل فى زمن الرساليين الذين إنحرفوا بالرسالة وشوهوا هذا الدين السمح الذى جاء للعالمين كافة ليكرم الإنسان! فماذا سيقولون عند وقوفهم فى حضرة مليك مقتدر يعلم كل خافية ؟!وهم الذين يسرقون وينهبون فى العلن ؟!
هلموا ياشباب اليوم وياعماد المستقبل فالثورة على الأبواب ومستمرة إلى أن تشرق شمس الصباح ومعها ينتقل سوداننا إلى عالم آخر يصنعه أهل السودان جميعهم وبدون فرز، صباح يختلط فيه الهامش بالمركز لينشدوا معا نشيد الحرية والكرامة . نداء يا أبناء اليوم والغد أن لايغادركم أكتوبر إلا بعد أن يغادركم قوم " لـ ..... " هؤلاء الذين إستباحوا كرامة أهل السودان فمزقوه ، وإستخفوا به فجلدوه ، وأنكروا إنسانيته وأنكرووه !!!!!!
هبوا ياشباب بلادى فقد هبت نسمات أكتوبر المجيد ،
كيدوا لآعداء الأمة ، أعداء الدين
أعيدوا البسمة للملايين .

 

آراء