هذا أخطر ما قلته للصادق المهدى في المؤتمر الصحفى لإعلان التشكيل الوزاري للحكومة !
بسم الله الرحمن الرحيم
تعلمت من هؤلاء !
عندما قال لى ياسر عرمان : الليله جمرتهم يا مجمر !
بقلم الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
أذكر ونحن شباب كنا في حيرة من أمرنا من نتبع
بعبع هذا الحديث يطاردنا { إنما يفترس الذئب القاصية من الغنم} فلابد ان تكون في جماعة ولكن أي جماعة صحيح لقد نشأت صوفيا قادريا لكنى إبتعدت كثيرا بسبب التحصيل الأكاديمى وغيره من هموم الحياة فإلى أي جماعة أنتمى الجبهة الإسلامية القومية بقيادة الدكتور حسن عبد الله الترابى مستحيل لأننى هاجمتهم في عمود الزميل حسن محمد زين في صحيفة الأسبوع
وكان هو في إجازة وكلفنى بكتابة عموده { بهدوء } هاجمت فيه الجبهة الإسلامية القومية بقيادة الدكتور حسن عبد الله الترابى وقلت هؤلاء تجار دين والكرة الآن في ملعب الأستاذ / صادق عبد الله عبد الماجد ودكتور الحبر يوسف نور الدائم الأخوان المسلمين وتعجبنى شخصية الأستاذ / صادق عبد الله عبد الماجد
بزهده وتواضعه ونزاهته ونظافته و تدينه أما أستاذى
الدكتور / الحبر يوسف نور الدائم يأسرنى بفصاحة لسانه وبيانه وتمكنه من اللغة العربية فهو فارس من فرسانها وأنا أحد طلابها وعشاقها وكتبت قائلا :
ناس الجبهة الإسلامية يومها يهتمون بالكم والخم ولا يهتمون بالكيف كل من هب ودب يمكن أن يكون جبهة إسلامية وفى النهاية هم تجار دين أما ناس الحبر يهتمون بالتربيه والسلوك الربانى وكان يومها أيضا في الساحة جماعة أنصار السنة وأنا لا يمكن أن أنتمى إليها
لخلفيتى الصوفية ومعلوم ومعروف الصراع بين الصوفيه والوهابيه كما يسمونهم الصوفيه ثم هنالك حزب الأمة والإتحادى الديمقراطى و الناصرى وحزب البعث والحزب الشيوعى وأذكر تماما لقد طلب منى دكتور الحبر أن أكتب معهم في صحيفتهم القبس لأنهم لا يملكون كوادر صحفيه كافيه
ورحبت خاصة سبق لى أن تخصصت في معظم حواراتى الصحفيه مع الحبر يوسف ولكن الزميل أحمد البلال الطيب وكان يومها مدير تحرير الأسبوع قبل مجئ الإنقاذ خيرنى بين الإستمرار في الإسبوع أو الذهاب لناس الحبر يوسف وفضلت الذهاب لناس الحبر لسبب بسيط عندما كنت أكتب في الإسبوع أقنعنى أحمد البلال الطيب بأن الأسبوع جريده يوميه مستقله ولكن عندما هاجمت أنا الجبهة الإسلامية القومية بقيادة الدكتور حسن عبد الله الترابى جاءنى الزميل حسن محمد زين مغاضبا لأننى أحرجته مع ناس الجبهة الإسلامية القومية إذ هاجمتهم في عموده اليومى { بهدوء } والأسبوع تتبع للجبهة لهذا قدمت إستقالتى منها
المهم في إحدى أحاديثى مع إبن عمى الباشمهندس أسامه طه المجمر طه تطرقنا لقضية الأحزاب العقائدية
نصحنى بأن أبتعد عن العقائديين لأسباب كثر منها أن معظم هؤلاء العقائديين يعانون من مركب نقص في الشخصية على سبيل المثال لا الحصر بعضهم يعانى من مركب نقص الصيت والشهره فيعوضه بالإنتماء لهؤلاء سعيا لإشباع غريزته بعضهم يعانى من مركب نقص الزعامة يحب أن يتزعم كل اجتماع وكل جماعه
فلابد من تعليق الشماعة شماعة الحزب وبعضهم يعانى من أمراض نفسيه وشخصية يكتمها ويجد علاجها عند هؤلاء والبعض وصولى إنتهازى يعرف من أين تؤكل الكتف فيميل حيث تميل الريح وهكذا دواليك وهلمجرا وهكذا إقتنعت بكلام إبن عمى وهربت
من ناس الحبر يوسف إلى حزب الأمة فقد أسرتنى ديمقراطية السيد الصادق المهدى وكان يومها رئيسا للوزراء وحضرت أول مؤتمر صحفى له في التلفزيون
وكان يجلس بجوار السيد الشريف زين العابدين الهندى وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء وكلف السيد الصادق المهدى السيد الشريف زين العابدين بتوزيع الفرص للصحفيين وكنت أول من رفع أصبعه
وأعطانى الشريف الفرصه والمفاجأة أن السيد الصادق المهدى نده لإسم الأستاذ / صلاح مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط وهو مصري الجنسيه وقلت لنفسى هذا المصرى لن أتركه يسبقنى خاصة أن أستاذى الدكتور كمال شداد عندما كنت أكتب عنده في المتفرج وأجريت حوارين مع كابتن فاروق جعفر وحسن شحاته وأعطيناهما صفحتى الوسط أي النص غضب شداد وفهمنى قال لى : أنا رئيس الإتحاد العام ومدرب الهلال ورئيس شعبة الفلسفة بجامعة الخرطوم عندما أزور مصر يعطونى بوصه واحده في صحفهم وصل إلى القاهرة رئيس الإتحاد العام للكرة في السودان لهذا قلت والله ما يهمنى صادق المهدى ولا غيره طالما هو قال بعضمة لسانه الفرص يوزعها السيد الشريف زين العابدين والشريف أعطانى الفرصه إذن الفرصه لى وسبقت الأستاذ / صلاح إلى الماكريفون بلا ورقة من رأسى .
كما كان يقول دكتور شداد العلم في الرأس وليس في الكراس إستلمت الماكريفون وبسملت وحمدت الله وصليت على الحبيب المصطفى صلعم بخلاف ما يفعل الزملاء وقلت للسيد رئيس الوزراء : أقول لك يا أخى الرئيس في أدب يتأدب أدبا دع عنك المؤتمرات الصحفيه والأحاديث الإعلاميه واللجان الوزارية والتقارير الأمنية فإنها أفتك ما فتك بالسفاح الذباح الطاغيه الباغيه جعفر محمد نميرى وأنا حينما أتحدث إليك
ياأخى الرئيس لا أتحدث عن الأرستقراطيين المتبرجزين الذين سكنوا القصور ونسوا القبور لا ولكننى أتحدث عن الفقراء البسطاء أهلك الطيبين السمحين في كردفان وفى دارفور وفى الجزيرة أبا
وهم الذين نصروك وإنتصروا لك بالأمس فأتمنى أن تنتصر لهم اليوم القضية يا أخى الرئيس قضية غذاء وكساء ودواء أنزل بنفسك إلى السوق لترى كيف إرتفعت أسعار اللحمة والأرز والخبز والدواء وفاتورة الكهرباء والماء وهى أهم أسباب البقاء وإلا فالفناء والشقاء والسؤال المطروح ماذا فعلتم في تخفيف أعباء المعيشة ؟
ورد السيد الصادق المهدى قائلا : مثلك لا يستطيع أن يقول مثل هذا الكلام في العهد المباد وأرجومن الأخوة الصحفيين أن لا يخلطوا بين الأسئلة الصحفية والأسئلة البرلمانية أما الحديث عن غلاء المعيشة فهو حديث مشروع وبعد الإنتهاء تكالب على الزملاء مهنئين وكان أولهم أستاذنا الكبير الراحل سيد أحمد الخليفه إحتضننى وقال لى : مبروك سؤالك جميل ولكن يامولانا دا ما وقته ! ثم صافحنى الزميل الحبيب دكتور عوض إبراهيم عوض وسألنى معاك سيارة ؟ قلت له لا أنا بركب 11 خ وضحكنا سويا قال لى أين تسكن ؟
قلت له : في أركويت قال لى : في طريقى تعال معاى أوصلك بسيارتى وفى منتصف كبرى أم درمان قال لى
سؤالك جميل .
قلت له : أنا ليس في السؤال أنا خائف يعتقلونى غدا
كويس أنت أختنى معك قال لى دكتور عوض : ليش يعتقلوك هذا نظا م ديمقراطى وهذه هي الحرية حرية التعبير وعندما وصلت اركويت لقيت الناس عامله مظاهرة وفرحانين فرح شديد بينما كنت أنا مهموم
وفى صبيحة اليوم الثانى خرجت صحف الخرطوم تشيد بى وعلى رأسها صحيفة الرايه وفى صفحتها الأولى كتب الزميل الصديق الراحل المقيم الأستاذ / محمد طه محمد أحمد هاجم رئيس الوزراء الصادق المهدى شاب صحفى في شجاعة وجرأة في المؤتمر الصحفى البارحة وهو ليس من الذين يدقون الطبول ويحرقون البخور وزين الصفحة الأولى بصور كبار الكتاب الصحفيين المصريين موسى صبرى وإحسان عبد القدوس وإبراهيم نافع وإبراهيم سعده بإعتبارهم كتاب الحكومة المنافقين الإنتهازيين المرتزقين ولم يعتقلن أحد ولم أعرف السجن في عهد الصادق المهدى ولا المطاردة أو المضايقة الأمر الذى أجبرنى أن أكون حزب أمة وأصدر كتابى الأول عن السيد رئيس الوزراء الصادق المهدى تحت عنوان :
( مشاوير في عقول المشاهير – في أول مشوار أخطر حوار مع زعيم الأنصار ) وكانت دعايته تذاع يوميا في الإذاعة والتلفزيون بصوت الراحلين المقيمين ملك الماكرفون الأستاذ / أحمد سليمان ضو البيت وإيقونة الإعلام السودانى ليلى المغربى رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته .
والشئ بالشى يذكر عندما جاء إلينا هنا في باريس الإمام السيد الصادق المهدى أيام نداء السودان وعقدت الجبهة الثورية مؤتمرا صحفيا قام أحد أبناء السيد منى أركو مناى وهاجم الإمام السيد الصادق المهدى وقال له : انت لست ديمقراطيا حتى في أهل بيتك ولم أرتاح للحبيب وليد مدير مكتب حزب الأمه في باريس لأنه ظل صامتا إستلمت أنا المايكرفون وتصديت لهذا الشاب دفاعا عن الإمام وقلت له أنا أيام الشباب كنت متحمسا مثلك فقد هاجمت الإمام أصعب هجوم صحفى
على الهواء مباشرة وليس كما انت الأن في باريس في حماية الفرنسيين لا هذا كان في السودان وذكرت له ما ما جرى بينى وبين الإمام في المؤتمر الصحفى الذى بسببه صرت أنا حزب أمه وقلت له الإمام ديمقراطى حتى النخاع وانت لا تعرفه المهم إرتاح الجميع لردى عليه وبعد إنتهاء المؤتمر هنأنى الصديق السيد ياسر عرمان وقال لى : اليوم يامجمر جمرتهم .
التحيه لك من علمنى درسا وفهمنى حرفا وغذانى فهما
قم للمعلم
وأوفى حقه التبجيلا ***
كاد المعلم أن يكون الرسولا
بقلم الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
تمت إعادة نشره بتصرف لذا لزم التنويه .
elmugamarosman@gmail.com