هذا المقال خصوصية السرد في (هذه الضفاف تعرفني)

 


 

 

هذا المقال خصوصية السرد في (هذه الضفاف تعرفني) بين الانطولوجيا والابستمولوجيا بقلم ايمان حمزة بلدو كان سياحة أدبية لا تضاهي وكان أيضا تذكر لتلميذة مفكرة احتضنتها مدرسة جميلة الوسطي بالابيض في السبعينات !!..

أود بداية إن أخاطب كاتبة هذا المقال الزاهي بلقب الابنة وفعلا كانت ايمان ابنة بارة وتلميذة نابهة تبدو أكبر من سنها عند تناول المواضيع الفكرية التي تكون عصية حتي علي الكبار الاكثر تجربة والمفترض ان تكون المعرفة عندهم متقدمة !!..
يالها من ايام في السبعينات في مدرسة جميلة الوسطي بالابيض والتي كانت درة بين رصيفاتها أدارها بحنكة النابغة محمد طه الدقيل والذي زاد خبرته في الانجليزية بعد عودته من ( ليدز ) وفي السعودية صال وجال ووصل الي منصب مدير مكتب بني هلال مدير عام حرس الحدود السعودي !!..
جئت الي مدرسة جميلة قادما من مدرسة الأبيض الأهلية التي شهدت اول معانقة لي لدنيا السبورات والطباشير وسعدت بمعلمين كبار في التربية والتوجيه أحسنوا تربيتنا والأخذ بأيدينا ونحن كزغب الطير افراخ بذي مرخ نحتاج للماء والشجر !!..
ليس هذا فحسب بل وجدنا بالاهلية طلابا قمة في النضج وفي كافة الميادين تكاد كتوفهم تلاحق آبائهم المعلمين في فنون العلم والتحصيل والرياضة والثقافة والآداب والفنون ومن النوابغ الذين ضمتهم الأهلية ومازالوا في الصفوف الاول عند وصولي لعتبة التدريس رأسا من الثانوي من حنتوب الجميلة كان التوأم مجدي وفهمي حمزة بلدو أشقاء ايمان وبذا اكون قد نلت الشرف في تدريس عباقرة صغار السن وشقيقتهم وانا حديث التخرج أرنو لبخت الرضا التي كان لابد منها وان طال السفر لمزيد من الصقل والمعارك لنيل التجارب !!..
هذه الرشاقة التي كتب بها المقال الذي سحرت لبي بعض العبارات الواردة فيه علي ضوء ثلاثية فضيلي جماع الذي التقيته في لحظة خاطفة بمكتب الكابتن احمد مطر مدير عام الخطوط العربية السعودية وكنت في زيارة لزميله فاروق ابراهيم تبيدي بمكتب العلاقات العامة الملحق بمكتب المدير العام !!..
طافت بنا ايمان مع دستوفسكي والفيتوري وثورة ديسمبر المجيدة التي كانت الزغرودة هي ميقاتها الزماني وان مظاهراتها كانت تنطلق عقب هذه الزغرودة وحتي عندما شبه ماكرون الثورة الفرنسية بالسودانية قالت له الرواية لا لان الفرنسية كان لها حداتها جان جاك روسو وصحبه ولكن السودانية كان حداتها أهل الريف جنبا الى جنب أهل الحضر وكانت المرأة حاضرة والأطفال والشيوخ وتقريبا كل فئات المجتمع لم يتخلف أحدا وكتبت الكندات التاريخ ومنهن الميارم في دارفور وعرفنا إن اخت السلطان علي دينار حرضته لقتال الإنجليز !!..
كنت اعرف إن بنتنا ايمان قد تخرجت في جامعة الخرطوم كلية الآداب قسم جغرافيا واليوم اراها تغوص في دنيا الادب تفلفل ثلاثية فضيلي جماع بالسهل الممتنع بعبارات غاية في الروعة والابداع والتميز وفهمنا من مجري المقال إن الرواية تكشف الحجب وتنفذ بقارئها الي ماوراء النجوم وتكشف الكثير الكثير الخطر والسؤال الذي لابد ان يقال ايهما الذي في عقال الآخر الرواية ام كاتبها ؟!
تحية لابنتنا وتلميذتنا النجيبة في مدرسة جميلة بعد كل هذه السنوات وقد انعشت ذاكرتنا بأيام مضت لن ننسي ذكراها وهي جرس لذكري تدق في عالم النسيان !!..
وتحية لكل من زاملونا بمدرسة جميلة واذكر منهم الأستاذ العلامة محمود احمد الريح شقيق الأستاذ عباس احمد الريح مختص اللغة العربية في معهد بخت الرضا سابقا والمركز القومي للمناهج والبحث التربوي حاليا ومن المعلمات مازلت اتذكر زينب وفريدة وام الخير محجوب حجة تدريس العلوم ومن الطالبات نادية كمبال وهي كما عرفت طبيبة أخصائية واسماء عوض حاج حامد الحويج وقد ولجت باب المصارف وربما تكون الان مدير بنك او شيء من هذا القبيل ولا ننسي عمنا السماني سائق ( الكومر ) بطل الترحيل الفاهم لحدود مسؤوليته لدرجة المستحيل !!..
وكما قالوا الحي في الدنيا يلاقي ونشكر لصحيفتنا المحبوبة سودانايل التي تتيح لنا لقاء الأقلام النيرة عبر صفحاتها المضيئة المصمخة بعبير اجود الكلام وأنبل الافهام !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com
////////////////////////

 

آراء