هذا ما حدث .. عاجل لمدير الشرطة !! … بقلم: عبدالباقى الظافر
21 January, 2010
تراسيم.
alzafir@hotmail.com
قبل نحو ثلاث اشهر ..استنجد مواطن بالخط الساخن لصحيفة التيار ..يشكو ان ضابطا برتبة رفيعة ..قد اعتدى عليه بالضرب والتوبيخ ..اثر اشتراكهما فى حادث سير .. رئيس التحرير كلفنى وزميل لى .. بالذهاب لموقع الحدث .. والتقصى ومن ثم تقديم العون للمواطن المتظلم .
وصلنا الى مسرح الحدث ..وجدنا المواطن فى حالة لا يحسد عليها ..يرتعش ..ليس من الذى حدث ..بل من الذى سيحدث ..تبينا معالم الاذى ..والمواطن يتوسل لنا ان ندعه وشأنه ..لسانه حاله يقول كل شىء والا المشاكل مع البوليس ..ويبدو ان ان المواطن عندما كان غضبانا لم يشاور عقله ..واتصل على الفور على الصحافة ..ولكن عندما فاق واعاد حساباته فضل الصمت .. سأقول لكم شيئا طريفا ومفزعا ..رئيس التحرير فكر فى القاء القبض على الضحية ..حتى يقوم برواية مظلمته لجهات الاختصاص .
صحيح ان قيادة الشرطة تعاملت باحترافية عالية مع تلك المخالفة .. وردت الظالم عن ظلمه بصرامة ..ولكن المشكلة ستكون فى قاع جبل الجليد ..المخالفات التى لم تصل الى مسامع الشرطة .
هذا ماحدث صباح الثلاثاء الماضى الموافق 19يناير الجارى وعند العاشرة صباحا تحديدا.. كنت اقود عربتى ببطىء فى كبرى النيل الازرق العتيق ..توقفت الحركة تماما ..ورجل مرور يلقى القبض على شاب ارتكب مخالفة ما ..الحق ان الشرطى كان مهنيا فى تعامله مع المتهم ..وانا اراقب بحاسة الصحفى ..فجأة هبط رجال اشداء غلاظ .. اعتدى احدهم علية بالضرب (من قولة تيت ) .مهلا قارىء العزيز مازال العرض مستمرا .
تدخلت بصفتى الصحفية ..وتوقف المعتدى الاول ..لما رأيت ضابط برتبة النقيب ..حمدت الله ..ولكن النقيب نفسه يشارك فى التعدى ..عندما تدخلت انتهرنى ..واجلسنى مجلس اتهام برفقة المتهم ..وصادر محفظتى وادخلها فى جيبه .. وذلك عندما هممت بخراج هويتى الصحفية ..انا جالس فى الارض تأكدت تماما اننى فى الانتظار.. ولكن لطف الله اخرجنى سالما معافى .. ابلغت رئيس التحرير بهذا السيناريو .. وحاولت الاتصال بمسئول كبير فى الشرطة ..حتى انقذ ذاك الشاب ..ولكن فشلت محاولاتى .
انا شاهد على تفاصيل ماحدث .. واطلب من قيادة الشرطة فتح تحقيق عاجل ..ومستعد على تقديم شهادتى على اليمين ..و اتمنى من المواطن الضحية ..ان يتصل بالاعلام ويرفع صوته عاليا ..اشد ما أحزننى ان الناس كانت تنظر لهذه المشاهد القاسية وكأن شيئا لم يحدث ..مشهدا الفه الناس ..وما عاد يثير الانتباه او الاندهاش .
كل شىء يمكن تلافيه ..واصلاحه ..الا مخالفة رجال القانون للقانون ..وباسم القانون