هروب الضبع أو الجنجويدي في متاهته
هشام مكي حنفي
28 June, 2022
28 June, 2022
بات واضحاً أن قوة ضغط الشارع السوداني واستمراره العنيد قد أنهى آمال العسكر في الحكم أو كاد، بل لعلهم تيقنوا أن من العبث مواصلة المحاولة فقد أثبت إصرار الشباب وتصميمهم المدهش أنها محاولة محكوم عليها بالفشل، ولعل هذا ما دفع أصحاب القرار في الولايات المتحدة، أخيراً، إلى التقدم خطوة والوقوف صراحة مع خيار إزاحة العسكر عن السلطة. هذه التغيرات الراديكالية قد خلطت أوراق العسكر ولا سيما زعيم الجنجويد حميدتي فلجأ للمراوغة وآثر السلامة بتبني خطط الضباع التي يجيدها جيداً. يشتهر الضبع بسلوكه الوضيع مع شراسة مفرطة، فهو يقتات على بقايا ما تتركه المفترسات الأخرى وحينما لا يجد فهو يختبئ متحيناً الفرصة ليهجم غدراً من الخلف وفي الظلام.
الآن ومع تعقد الوضع بالنسبة للانقلابيين ومع الكراهية المفرطة التي يكنها السودانيون لحميدتي ورفضهم القاطع لأي وجود له ولميليشياته في الحياة السودانية فقد غير من أسلوب المواجهة والترهيب والعنف والقتل اليومي ولجأ إلى الفرار نحو أقصى غرب دارفور متحيناً فرصة أخرى حيث يكون متحصناً وسط ميلشياته القبلية ومسنداً ظهره لدولة تشاد التي له فيها بُعد وسند في حال أضطر للتراجع. هذا السلوك الضبعي يفسر سفره المفاجئ وهروبه من احتمالات تدخل قوى عظمى في الشأن السوداني بما يجبره على مواجهة لا يستطيع تحمل عواقبها. لا تفسير آخر يمكن أن يبرر هروب حميدتي في هذا التوقيت المضطرب مع تصريحه عن نيته البقاء لثلاثة أشهر بدارفور التي هجرها منذ العام 2018، كذلك ما رشح عن هروب أسرته وأسر أشقائه إلى خارج السودان يؤكد ذلك وإن اجتهد في حشد المبررات للتعمية، وما خفي اليوم سيتضح غداً فهو وبخفة عقله المعروفة مثل حليفه مناوي، سيخرج قريباً ليفضح نفسه وعلى الملأ.
السيناريوهات المتداولة الآن تُرجح احتمال تأمين مخرج آمن لقادة الجيش وربما بعض قادة الشرطة وجهاز الأمن ليخرجوا بما غنموا وما حملوا، لكن الجنجويد وبقايا الحركات المسلحة فلا بواكي لهم حيث لا يمكن لدولة أو لأحد أن يخاطر بتأمين لجوء لمتمردين وقطاع طرق بلا سند دستوري وبلا توصيف محدد يبرر قبول لجؤهم، لا سيما شخص مثل حميدتي ولوردات الحرب الآخرين المثقلين بجرائم مهولة ضد أفراد وجماعات وقرى بأكملها، وسيطلبهم القانون الدولي بلا شك حيث أن أولياء الدم والشهود على السواء مازالوا على قيد الحياة. لذا فإن تحجج العسكريون بتأدية وظائفهم وتنفيذ أوامر عليا كغطاء وحجة يتهربون بها فإن هؤلاء ليس لهم مثل هذا الغطاء.
والآن فإن حميدتي يُعِدُ لمعركته القادمة ضد المدنيين وضد الدولة وضد كل شيء على أمل استرجاع حلم الجنجويد بحكم الشريط السوداني من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر. وهذا ما ظل يعمل له الجنجويد في الخفاء منذ ظهورهم المقيت في السودان، وقد صال قائدهم وجال في البلاد متحكماً في كل شيء وحاكماً فعلياً منذ إسقاط النظام السابق بل وربما قبل ذلك بسنوات، لكن بعد انقلاب 25 اكتوبر 2021 وحينما وقعت المواجهة المؤجلة بين الشعب والطغمة العسكرية المتنفذة فقد تفتحت كل الجراح وتم مواجهة كل المخاطر التي يصر شباب المقاومة على اجتثاثها من جذورها. وبالنسبة للشارع السوداني فإن حميدتي وقواته هم العدو الأول تليه بقية القوى العسكرية والأمنية وما أضيف إليها من مليشيات وقوى مشاركة في الانقلاب.
kutubi2001@yahoo.com
الآن ومع تعقد الوضع بالنسبة للانقلابيين ومع الكراهية المفرطة التي يكنها السودانيون لحميدتي ورفضهم القاطع لأي وجود له ولميليشياته في الحياة السودانية فقد غير من أسلوب المواجهة والترهيب والعنف والقتل اليومي ولجأ إلى الفرار نحو أقصى غرب دارفور متحيناً فرصة أخرى حيث يكون متحصناً وسط ميلشياته القبلية ومسنداً ظهره لدولة تشاد التي له فيها بُعد وسند في حال أضطر للتراجع. هذا السلوك الضبعي يفسر سفره المفاجئ وهروبه من احتمالات تدخل قوى عظمى في الشأن السوداني بما يجبره على مواجهة لا يستطيع تحمل عواقبها. لا تفسير آخر يمكن أن يبرر هروب حميدتي في هذا التوقيت المضطرب مع تصريحه عن نيته البقاء لثلاثة أشهر بدارفور التي هجرها منذ العام 2018، كذلك ما رشح عن هروب أسرته وأسر أشقائه إلى خارج السودان يؤكد ذلك وإن اجتهد في حشد المبررات للتعمية، وما خفي اليوم سيتضح غداً فهو وبخفة عقله المعروفة مثل حليفه مناوي، سيخرج قريباً ليفضح نفسه وعلى الملأ.
السيناريوهات المتداولة الآن تُرجح احتمال تأمين مخرج آمن لقادة الجيش وربما بعض قادة الشرطة وجهاز الأمن ليخرجوا بما غنموا وما حملوا، لكن الجنجويد وبقايا الحركات المسلحة فلا بواكي لهم حيث لا يمكن لدولة أو لأحد أن يخاطر بتأمين لجوء لمتمردين وقطاع طرق بلا سند دستوري وبلا توصيف محدد يبرر قبول لجؤهم، لا سيما شخص مثل حميدتي ولوردات الحرب الآخرين المثقلين بجرائم مهولة ضد أفراد وجماعات وقرى بأكملها، وسيطلبهم القانون الدولي بلا شك حيث أن أولياء الدم والشهود على السواء مازالوا على قيد الحياة. لذا فإن تحجج العسكريون بتأدية وظائفهم وتنفيذ أوامر عليا كغطاء وحجة يتهربون بها فإن هؤلاء ليس لهم مثل هذا الغطاء.
والآن فإن حميدتي يُعِدُ لمعركته القادمة ضد المدنيين وضد الدولة وضد كل شيء على أمل استرجاع حلم الجنجويد بحكم الشريط السوداني من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر. وهذا ما ظل يعمل له الجنجويد في الخفاء منذ ظهورهم المقيت في السودان، وقد صال قائدهم وجال في البلاد متحكماً في كل شيء وحاكماً فعلياً منذ إسقاط النظام السابق بل وربما قبل ذلك بسنوات، لكن بعد انقلاب 25 اكتوبر 2021 وحينما وقعت المواجهة المؤجلة بين الشعب والطغمة العسكرية المتنفذة فقد تفتحت كل الجراح وتم مواجهة كل المخاطر التي يصر شباب المقاومة على اجتثاثها من جذورها. وبالنسبة للشارع السوداني فإن حميدتي وقواته هم العدو الأول تليه بقية القوى العسكرية والأمنية وما أضيف إليها من مليشيات وقوى مشاركة في الانقلاب.
kutubi2001@yahoo.com