هكذا تكلم .. حميدتي !! (1-2)
د. عمر القراي
5 May, 2022
5 May, 2022
(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ)
صدق الله العظيم
هذا المقال تعقيب على أقوال متفرقة، قالها الفريق محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة، وقائد قوات الدعم السريع. وهو تعقيب لا يجنح الى الإساءة، ولا يتعمد السخرية، وإنما يحاول مواجهة الحقائق دون مجاملة. وليس القصد هو التقليل من مكانة السيد حميدتي، وإنما القصد هو مواجهته برأي، يعبر عن آراء الكثير من المواطنين، خاصة وأنه طلب أن يقول له الناس رأيهم، فيما يفعل إن كان خطأ أم صوابا.
قال حميدتي (هل كان في تسعة طويلة زمن البشير؟ وأين الأجهزة التي كانت تحاربهم؟ كل مجموعات تسعة طويلة كشوفاتهم عند الأجهزة معروفين فلان وفلان وفلان ورئيسهم علاني وفلان ممكن يلموهم خلال اسبوع أو يومين نحن تاني ما بنتحمل الموت دا)(اخبار السوداني 3/5/2022م). ويفهم من كلام حميدتي، أنه لم يكن هناك تسعة طويلة زمن البشير.. وهو قد قرر ذلك، ولكن لم يذكر لنا السبب في عدم وجود الانفلات الأمني، تحت حكم الاخوان المسلمين المباد. مع أن السبب واضح، وهو أن مثيري الفتن، والمعتدين الذين لا يتورعون عن القتل، والنهب، قد كانوا على سدة الحكم، ولا يعقل أن يزعزعوا حكمهم بأنفسهم!! أما حين ابعدوا بثورة ديسمبر المجيدة، زاد حقدهم على الشعب، فوظفوا أموالهم التي نهبوها طوال فترة حكمهم، لشراء ذمم السذج والمحتاجين، يسلحونهم، ويستخدمونهم في الاعتداء على الناس، ليثيروا الفوضى، حتى يضطرب الأمن، ويضيق المواطنون بالحال، فيجدوا الفرصة ليقفزوا الى السلطة مرة أخرى. ولكن حميدتي يخبرنا أن تسعة طويلة معروفين بالاسم لدى أجهزة الأمن، ولو أرادوا لقبضوا عليهم خلال يومين!! وهو هنا يريد أن يقول إن اجهزة الأمن لم تقبض عليهم، لأنها لم تتلق أوامر من رأس الدولة بذلك.. فهو إذاً يحمل المسؤولية للفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، والقائد الأعلى للقوات النظامية. والبرهان هو رأس الدولة، فإذا تآمر على شعبه، وسلط عليهم الغوغاء يهدرون دماءهم، وينهبون أموالهم، ويغتصبون بناتهم، ولم يراع حرمة الدين والاخلاق، أو سيادة الدستور والقانون، فما هو واجب حميدتي وهو نائب الرئيس، وقائد قوات الدعم السريع؟! لماذا لم يجبر الرئيس على التنحي ويقوم باعتقاله كما فعل مع البشير؟! ألأن حميدتي ضالع معه منذ البداية في نفس المؤامرة؟ أم لأنه يخاف مواجهة الجيش لو تعرض لقائده؟! ثم ما هو واجب حميدتي الديني والاخلاقي والوطني، إذا قصّر البرهان أو غيره في واجبه، ألم يكن في إمكانه أن ينزل قوات الدعم السريع، لتقبض على تسعة طويلة، وتحمي المواطنين منهم؟! لماذا وقف مكتوف الأيدي أمام تسعة طويلة ثم راح يشكو منها؟!
قال حميدتي (التغيير لم يمض بالطريقة الصحيحة لأننا منذ 11 أبريل 2019م لم نجلس سوياً على الأرض لنشخص المرض ونعالج أخطاء الماضي ودخلنا في الخلافات لا حل سوى أن نقبل ببعضنا البعض ونمضي نحو التوافق)(شبكة ايمان الاخبارية 3/5/2022م). نعم!! التغيير كما ذكر حميدتي لم يمض بالطريقة الصحيحة.. ولكن لماذا حدث ذلك؟ من الذي ارتكب جريمة منكرة، وخشية من المحاسبة، قرر أن ينفرد بالسلطة؟! إنه المكون العسكري المسؤول عن فض الإعتصام، وقتل مئات الشباب العزل رمياً بالرصاص، وإلقاء جثثهم في النيل، واغتصاب الشابات، وحرق الخيام، ومسح الرسومات الجدارية.. ثم إنه أنكر فعلته، بدلاً من الاعتراف بها، وطلب العفو والغفران من أسر الشهداء والجرحى والمعاقين. أما خطأ قوى الحرية والتغيير، فهو أنها قبلت الجلوس مع المكون العسكري، بعد أن ارتكب جريمته الفظيعة.. وسمحت له بالقيام ببعض مهامها، وجعلته يقود مفاوضات السلام، ثم قبلت بل فرحت بالمحاصصات، والتسابق على الكراسي، الذي جاءت به اتفاقية جوبا.. وشاركت فيه بدلاً من أن ترفضه، باعتباره خرقاً واضحاً للوثيقة الدستورية. لقد ضعفت قوى الحرية والتغيير، حتى طمع فيها المكون العسكري، وفضل أن يفلت من المحاسبة بالانقلاب، بدلاً من التعاون معها. هذا هو تشخيص المرض، الذي لا يود حميدتي، أو البرهان، أو كافة اعضاء اللجنة الأمنية لنظام البشير سماعه، ثم هو في نفس الوقت، ما يريد الشعب أن يسمعه لهم، شاءوا أم أبوا.
رغم أن حميدتي قال فيما ذكرنا عنه آنفاً (التغيير لم يمض بالطريقة الصحيحة) فإنه عاد و قال (في تغيير لكن الناس ماراضين بيهو يجب أن يرضوا ويقبلوا به.. لو في خطأ تتم معالجته وحميدتي محلو دا لو فيهو خطأ نشيلو منو “ما متعلم ما عارف أيه” نجيب القوي الأمين مافي مشكلة)(المسار نيوز3/5/2022م). الناس لم يرضوا لأن التغيير تم بصورة غير صحيحة، كما قال حميدتي فلماذا يطلب من الناس أن يرضوا بالخطأ؟! من الذي يعالج هذا الخطأ الذي ذكره حميدتي بالذات، خطأ أن يكون قائد أكبر قوة عسكرية، ورئيس اللجنة الاقتصادية (ما متعلم ما عارف أيه)؟ إن أولى الناس بمعالجة هذا الخطأ، حميدتي نفسه، وذلك بأن يستقيل، ويذكر في استقالته أنه غير متعلم، ولذلك لا يصح أن يلي هذه المناصب الرفيعة، بغير وجه حق، لأن البلد مليئة بالمؤهلين، وهم أجدر منه بهذه المناصب!! هل يستطيع حميدتي أن يقول ذلك؟! فإن كان لن يفعل، فهل يظن أنه يمكن أن يخدع الناس بمثل هذه الأقاويل؟!…(يتبع)
صدق الله العظيم
هذا المقال تعقيب على أقوال متفرقة، قالها الفريق محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة، وقائد قوات الدعم السريع. وهو تعقيب لا يجنح الى الإساءة، ولا يتعمد السخرية، وإنما يحاول مواجهة الحقائق دون مجاملة. وليس القصد هو التقليل من مكانة السيد حميدتي، وإنما القصد هو مواجهته برأي، يعبر عن آراء الكثير من المواطنين، خاصة وأنه طلب أن يقول له الناس رأيهم، فيما يفعل إن كان خطأ أم صوابا.
قال حميدتي (هل كان في تسعة طويلة زمن البشير؟ وأين الأجهزة التي كانت تحاربهم؟ كل مجموعات تسعة طويلة كشوفاتهم عند الأجهزة معروفين فلان وفلان وفلان ورئيسهم علاني وفلان ممكن يلموهم خلال اسبوع أو يومين نحن تاني ما بنتحمل الموت دا)(اخبار السوداني 3/5/2022م). ويفهم من كلام حميدتي، أنه لم يكن هناك تسعة طويلة زمن البشير.. وهو قد قرر ذلك، ولكن لم يذكر لنا السبب في عدم وجود الانفلات الأمني، تحت حكم الاخوان المسلمين المباد. مع أن السبب واضح، وهو أن مثيري الفتن، والمعتدين الذين لا يتورعون عن القتل، والنهب، قد كانوا على سدة الحكم، ولا يعقل أن يزعزعوا حكمهم بأنفسهم!! أما حين ابعدوا بثورة ديسمبر المجيدة، زاد حقدهم على الشعب، فوظفوا أموالهم التي نهبوها طوال فترة حكمهم، لشراء ذمم السذج والمحتاجين، يسلحونهم، ويستخدمونهم في الاعتداء على الناس، ليثيروا الفوضى، حتى يضطرب الأمن، ويضيق المواطنون بالحال، فيجدوا الفرصة ليقفزوا الى السلطة مرة أخرى. ولكن حميدتي يخبرنا أن تسعة طويلة معروفين بالاسم لدى أجهزة الأمن، ولو أرادوا لقبضوا عليهم خلال يومين!! وهو هنا يريد أن يقول إن اجهزة الأمن لم تقبض عليهم، لأنها لم تتلق أوامر من رأس الدولة بذلك.. فهو إذاً يحمل المسؤولية للفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، والقائد الأعلى للقوات النظامية. والبرهان هو رأس الدولة، فإذا تآمر على شعبه، وسلط عليهم الغوغاء يهدرون دماءهم، وينهبون أموالهم، ويغتصبون بناتهم، ولم يراع حرمة الدين والاخلاق، أو سيادة الدستور والقانون، فما هو واجب حميدتي وهو نائب الرئيس، وقائد قوات الدعم السريع؟! لماذا لم يجبر الرئيس على التنحي ويقوم باعتقاله كما فعل مع البشير؟! ألأن حميدتي ضالع معه منذ البداية في نفس المؤامرة؟ أم لأنه يخاف مواجهة الجيش لو تعرض لقائده؟! ثم ما هو واجب حميدتي الديني والاخلاقي والوطني، إذا قصّر البرهان أو غيره في واجبه، ألم يكن في إمكانه أن ينزل قوات الدعم السريع، لتقبض على تسعة طويلة، وتحمي المواطنين منهم؟! لماذا وقف مكتوف الأيدي أمام تسعة طويلة ثم راح يشكو منها؟!
قال حميدتي (التغيير لم يمض بالطريقة الصحيحة لأننا منذ 11 أبريل 2019م لم نجلس سوياً على الأرض لنشخص المرض ونعالج أخطاء الماضي ودخلنا في الخلافات لا حل سوى أن نقبل ببعضنا البعض ونمضي نحو التوافق)(شبكة ايمان الاخبارية 3/5/2022م). نعم!! التغيير كما ذكر حميدتي لم يمض بالطريقة الصحيحة.. ولكن لماذا حدث ذلك؟ من الذي ارتكب جريمة منكرة، وخشية من المحاسبة، قرر أن ينفرد بالسلطة؟! إنه المكون العسكري المسؤول عن فض الإعتصام، وقتل مئات الشباب العزل رمياً بالرصاص، وإلقاء جثثهم في النيل، واغتصاب الشابات، وحرق الخيام، ومسح الرسومات الجدارية.. ثم إنه أنكر فعلته، بدلاً من الاعتراف بها، وطلب العفو والغفران من أسر الشهداء والجرحى والمعاقين. أما خطأ قوى الحرية والتغيير، فهو أنها قبلت الجلوس مع المكون العسكري، بعد أن ارتكب جريمته الفظيعة.. وسمحت له بالقيام ببعض مهامها، وجعلته يقود مفاوضات السلام، ثم قبلت بل فرحت بالمحاصصات، والتسابق على الكراسي، الذي جاءت به اتفاقية جوبا.. وشاركت فيه بدلاً من أن ترفضه، باعتباره خرقاً واضحاً للوثيقة الدستورية. لقد ضعفت قوى الحرية والتغيير، حتى طمع فيها المكون العسكري، وفضل أن يفلت من المحاسبة بالانقلاب، بدلاً من التعاون معها. هذا هو تشخيص المرض، الذي لا يود حميدتي، أو البرهان، أو كافة اعضاء اللجنة الأمنية لنظام البشير سماعه، ثم هو في نفس الوقت، ما يريد الشعب أن يسمعه لهم، شاءوا أم أبوا.
رغم أن حميدتي قال فيما ذكرنا عنه آنفاً (التغيير لم يمض بالطريقة الصحيحة) فإنه عاد و قال (في تغيير لكن الناس ماراضين بيهو يجب أن يرضوا ويقبلوا به.. لو في خطأ تتم معالجته وحميدتي محلو دا لو فيهو خطأ نشيلو منو “ما متعلم ما عارف أيه” نجيب القوي الأمين مافي مشكلة)(المسار نيوز3/5/2022م). الناس لم يرضوا لأن التغيير تم بصورة غير صحيحة، كما قال حميدتي فلماذا يطلب من الناس أن يرضوا بالخطأ؟! من الذي يعالج هذا الخطأ الذي ذكره حميدتي بالذات، خطأ أن يكون قائد أكبر قوة عسكرية، ورئيس اللجنة الاقتصادية (ما متعلم ما عارف أيه)؟ إن أولى الناس بمعالجة هذا الخطأ، حميدتي نفسه، وذلك بأن يستقيل، ويذكر في استقالته أنه غير متعلم، ولذلك لا يصح أن يلي هذه المناصب الرفيعة، بغير وجه حق، لأن البلد مليئة بالمؤهلين، وهم أجدر منه بهذه المناصب!! هل يستطيع حميدتي أن يقول ذلك؟! فإن كان لن يفعل، فهل يظن أنه يمكن أن يخدع الناس بمثل هذه الأقاويل؟!…(يتبع)