هل تعلمنا معنى النضال من هذا الجيل الرائع و كيف تكون الثورة؟؟ 

 


 

 

 دعونا نقف قليلاً مع ثورة ديسمبر المجيدة الظافرة والمنتصرة بأذن الله بتكاتف وتلاحم  جموع الشعب السوداني الحبيب و كلنا يعلم بأن هذه الثورة نتاج لتراكمات كثيرة اسهمت وبشكل واضح في إشعال نيران الثورة هذه التراكمات وبكل بساطة هي ما افرزت شريحة شباب و كنداكات هذا الجيل القوي و الذي  علمنا كيف؟ تنتزع الحقوق ،  وفي أي وقت؟ وماهي الوسيلة لإنتزاع تلك الحقوق؟


للإجابة على التساؤلات التي طُرحت أنفاً لابد أن  نأخذ فكرة سريعة عن الوعي ،  وهو العامل الأساسي في الوصول للغايات و تحقيق الرغبات بغض النظر عن "الوسيلة"  كما قال "ميكافيللي " فالغاية تبرر الوسيلة ،  فقد تختلف الوسائل ولكن تبقى الغاية هي الهدف الأساسي للوصول ولتحقيق ما نُريد ،  وقد تختلف هذه السُبل  من إنسان لأخر وقد تتداخل بعض الأحاسيس وقد يكون هناك إختلاف بين شرايح المجتمع الواحد بأختلاف الثقافات وبأختلاف البيئات المكانية وهذا شئ طبيعي جدا لذلك نجد بأن هناك من يعي معنى الحرية ومعني الديمقراطية ولكن لايعلم كيفية الوصول إليها أو التعاطي مع تفاصيلها ، و هكذا !!

إذا  لابد من معرفة ماهية هذا  الوعي الذي يتحكم في الوصول للنتائج المرجوة و أنواع الوعي وأشكاله وتصنيفاته  وقبل الإسهاب في الحديث عن هذه الأنواع لا بد من  الإشارة إلى أن هناك وعي زائف وهمي يتمثل في مجموعة الأفكار والمفاهيم التي يتبناها الشخص ويقتنع بها رغم أنها لا تتناسب وتتطابق مع الواقع الذي يعيشه  وهناك الوعي الحقيقي الواقعي الذي تتعدد أشكاله وتتمثل جميعها في الفهم الصحيح للأشياء ولأصولها وماتفضي إلية من نتائج علي المستوي الحياتي للإنسان الطبيعي والوعي انواع ويختلف بأختلاف البيئة المحيطة للإنسان وقد يطلق علي هذا الوعي "الوعي البيئي" وفي هذا النوع تحديداً يستطيع الشخص أن يُصدر أحكاماً وتقييمات وتصنيفات للأشياء والأحداث والأشخاص والسلوك والطبيعة ويعود له القرار في الموافقة عليها أو رفضها تبعاً لمبادئه وقيمه وأخلاقه. وفي النهاية لا بدّ من القول أنّ الحياة والواقع الذي نعيشه يتكون من العديد من المتناقضات وتحتل مفاهيم الوعي و الشعور و الإدراك و الشعور واللاشعور دوراً مركزياً حيث تقدّم تفسيرات وشروحات للكثير من السلوكيّات والأحداث وهذا مانحن بصدده الأن وهي الأحداث التي بدأت منذ التاسع عشر من ديسمبر وحتي الأن و كيف بدأت ومن هم هؤلاء الشباب الذين كانوا سببا في هذه الاحداث ؟؟


 مما لاشك فية بأن السياسة السودانية وعلي مدى سنوات مرت بكثير من المنعطفات من أجل ترسيخ فكرة الحرية و الديمقراطية و السلام و العدالة وفي كل مرة يتضح قصور الفكر السياسي السوداني  في كثير من المواقف وعلي مستويات الحُكم المختلفة وانواعة الكثيرة ،  فقد كانت التجارب كثيرة للوصول إلى مفهوم الحرية و الديمقراطية و المدنية و في كل مرة تفشل هذه الحكومات في الحفاظ علي مواقعها من اجل تطبيق هذه المفاهيم والحفاظ علي الدولة او الحُكم من أجل تطبيق  "المدنية" من اجل عيش كريم في ظل وطن يسع الجميع بإختلاف  ثقافاتهم و إثنياتهم و عقائدهم  و قبائلهم المختلفة بأختلاف البيئة السودانية وبكافة الوان طيفها السياسي. ولكن سرعان ما نستيقظ من هذا الحلم لنجد فوهات البنادق مصوبة لرؤوسنا وكأن شيئاً لم يكون فنعيش لسنوات من الشمولية و الديكتاتوية التي تُكبل الحريات و تقتل و تعذب و تسحل وتقمع وتعتقل وتُصفي وتغتصب دون إعتبار للإنسان وكرامتة. الإنسان الذي كرمة الله سبحانة و تعالى و قال في مُحكم تنزيلة .. (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) .صدق الله العظيم.

كل ماذكرناه ماهو إلا تمهيداً للموضوع الأساسي الا و هو الوعي الذي تمتع به هذا الجيل دون سائر  الاجيال الأخرى التي سبقته و عاشت فظاعات و ظلم الحكومات على المدى الطويل من تاريخ  السودان .


هنالك عِدة أسئلة تدور بخلد الكثيرين الذين تحدثوا عن هذا الجيل الرائع الخلاق فيما مضى و عن مظاهر عدم الوعي و المظاهر السلبية التي إبتدعوها وكان هناك كماً هائلاً من النقد لهم في كثير من المنابر و اللقائات و علي مستوى الأسافير و ربما يكون هذا النقد اللازع ماحرك جذوة النضال بداخلهم ليعبروا بطرقهم السلمية التي اتبعوها في هذه الثورة ليثبتوا للمجتمع السوداني قاطبة بأنهم من يملكون قرار التغيير إلى الأفضل ، وقد فعلوا و نحن نشاهدهم و نشاهد  افاعيلهم بشئ من الدهشة والفضول لمعرفة كيف إستطاعوا هذا الفعل الذي فشل فيه من سبقوهم من الأجيال السابقة و التي لاننكر حقها في العمل النضالي من أجل ترسيخ مفاهيم الحرية و الديمقراطية و المدنية ولكن ؟! لم يستطيعوا لهذا سبيلا نسبةً لركونهم والتعاطي مع الأمر الواقع الذي فُرض عليهم دون تحريك ساكن، إن الفرق بين  هذا الجيل الذي اعتبره جيل النهضة و جيل التغيير إن جاز لي التعبير هو كيفية الوعي وطريقة ترجمة هذا الوعي لإفكار سلمية من شأنها أن تحقق التغيير للأفضل وطموحاتهم في العيش بكرامة و حرية في ظل وطن يسع الجميع و قد إتضح هذا جليا في ردود افعالهم تجاه حكومة الإسلامويين  و خروجهم للشارع مطالبين بالعدل والمساواة والسلام و لم يتوانوا لحظةً في الخروج للشوارع من أجل تحقيق مطالبهم شاهرين هتافاتهم في وجه الحاكم الظالم  و قد بزلوا الغالي والنفيس من اجل مطالبهم المشروعة التي كفلها لهم الدين والقانون. خرجوا بصدور عارية امام فوهات البنادق وطلقات الرصاص ولم تثنيهم كل مظاهر القمع والإعتقال والتعذيب والإغتصاب عن مطالبهم فكانوا لنا بمثابة البلسم الذي يشفي الصدور وكانوا لنا المعلم الذي تعلمنا منه كيف تتأتي الحرية؟ وكيف تنتزع؟ وكل العالم يشهد علي حرصهم وقوتهم وسلميتهم التي لم اري لها مثيلا ،  لذا وعليه وجب علينا دعمهم وتمجيدهم علي مافعلوه في هذه الثورة المنتصرة بأذن الله  وما يقدمونه من تضحيات في كل يوم حتى يكتب الله لنا النصر على أيادي ابنائنا الثوار و بناتنا الكنداكات .


ترس ..


لا عرق لا آه نتقادم

سكتنا بياض النية

مش كلنا جينا من ادم

مش ادم ابو البشرية

السجن اذن يترادم

نبنيه قلاع ثورية

عقبال الخير يترادم

والدنيا تمش دغرية

مد كفك ي بني ادم

حرية سلام حرية



zlzal1721979@gmail.com

 

آراء