هل تواصل قناة الجزيره مجاملتها لنظام الأنقاذ الفاسد؟
تاج السر حسين
10 September, 2011
10 September, 2011
royalprince33@yahoo.com
ظللنا فى السودان نشكو من الأعلام العربى عامة والمصرى خاصة – قبل وبعد الثوره - الذى ظل يدعم نظاما سودانيا فاسدا أستباح موارد شعبه ومارس القتل والقمع والأستبداد السياسى بصورة لم تحدث فى اى بلد عربى من البلدان التى اكتملت ثوراتها أو هى فى طريقها للأكتمال.
وبالأمس القريب خرج علينا خبير مصرى بالشوؤن الأفريقيه كما تم تعريفه، متحدثا فى احدى القنوات الرسميه المصريه عن مؤامرة غربيه وأسرائيليه على السودان ولذلك يقترح أن تنشأ علاقه أشبه بالوحده بين مصر وليبيا والسودان، ولم يهمه أن شعب السودان تواق للتغيير وللحريه ولنظام ديمقراطى مثلما يتوق شعب مصر وليبيا وتونس، ولعل الخبير بالشوؤن الأفريقيه لم يطلع على المعلومات المؤكده التى كشف عنها موقع (ويكليكس) أخيرا والتى تقول أن نظام الأنقاذ كان يسعى للتقرب من أسرائيل ولتطبيع علاقاته بها، فكيف تكون هناك مؤامرة صهيونيه أو غربيه على السودان ومن هى الجهة التى تقف خلف تلك المؤامرة يا سيادة الخبير؟
وحتى نكن امناء يجب أن نعترف بأن "قناة الجزيره" حققت طفره فى الأعلام العربى غير مسبوقه ولم تحدث من قبل ووفرت قدر من الحريه الأعلاميه لم تكن متاحه الا فى اعلام العالم الأول.
وكان لها دور هام ومؤثر فى تفجر ثورات الربيع العربى، من حيث التغطيه الأعلاميه المتميزه ومن حيث كشف العديد من الحقائق.
وصحيح انها كانت تتناول الشأن السودانى بجوانبه المختلفه، وتعطى الفرصه لأزلام النظام مثلما تعطيها للمعارضه، وأن كانت بصوره أقل ووفق خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها.
وكان واضح جدا للسودانيين انها (تجامل) نظام الأنقاذ وهذه كلمه أكثر موضوعية من كلمة (مسانده) و(دعم) وتاييد لخط نظام الأنقاذ، حتى اتهمت (الجزيره) من قبل السودانيين وغيرهم، بأنها منبر ( للأسلامويين) أو الأسلام السياسى فى المنطقه.
ولا أدرى اذا كانت الجزيره بعد المعامله المهينه التى عومل بها مراسلها فى السودان خلال تغطية أحداث (الدمازين) ألأخيره سوف تواصل نفس النهج فى (مجاملة) نظام الأنقاذ الذى تسبب فى جميع كوارث السودان وفى انفصال جنوبه عن شماله وفى ابادة أكثر من 2 مليون من شعبه، فتفتح (شاشاتها) وقنواتها الفرعيه للنشطاء السياسيين السودانيين الذين يسعون لتغيير نظام الأنقاذ المحتكر للسلطه والثروه والأعلام المتمثل فى القنوات الفضائيه السودانيه الحكوميه والخاصه التى لا تعكس الا وجهة نظره المضلله.
وهل تساهم "قناة الجزيره؟ بامكاناتها الهائله وأتساع انتشارها ومشاهدتها العاليه بتعريف العالم على هذا النظام القبيح الذى لم يقدم لشعب السودان سوى القتل والأباده والتشريد والأغتصاب والتعدى على المال العام؟
أم تقتنع بألأعتذار الذى أدلى به الناطق الرسمى بأسم (الجيش السودانى) والذى قال فيه، ما حدث كان تصرفا فرديا !!
وهذا ما سوف يقولونه حتى لو جاء ذلك التصرف من رئيس النظام (عمر البشير) نفسه، فدائما عندهم التبرير موجود.
ولا أدرى ان كانت (قناة الجزيره) تعلم أم لا، بأنه لا يسمح فى السودان لأى مراسل أعلامى بتغطية الأحداث قبل أن يحصل على أذن من (ادارة الأمن الخارجى)، وهذا يعنى أن يقوم (المراسل) بتغطية الأحداث على حسب هوى ومزاج اعلام نظام الأنقاذ، الذى يكذب مثلما يتنفس.
وعلى كل فأن "قناة الجزيره".. يمكن أن تلعب دورا اعلاميا هاما فى الحراك السودانى وفى الثوره التى تختمر داخل صدور السودانيين وفى التغيير المنتظر وبذات القدر الذى لعبته فى مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا فى عالم أصبح مثل (القريه)، حتى لا تتهم بالأنحياز وعدم الحيده والأمانه الأعلاميه، وبأنها تكيل بمكيالين وتتعامل مع الأنظمه الفاسده المستبده على طريقة (الخيار والفقوس).
ونقول للمشفقين على السودان والحادبين عليه أن السودان لن ينهض ويلعب دوره المنوط به فى ظل هذا النظام الفاسد الراجف المتهالك الذى لا يستأسد الا على شعبه الأعزل، ولابد من التغيير وأنها لثورة حتى النصر.