هل جمد الرئيس سلفاكير إستفتاء أبيي وهل سوف يقدم دينق الور للمحاكمة ؟

 


 

ثروت قاسم
5 September, 2013

 


Facebook.com/tharwat.gasim
Tharwat20042004@yahoo.com



1 - أتفاق الرئيسان البشير وسلفاكير على عدم الإتفاق  حول أبيي ؟

في يوم الثلاثاء 3 سبتمبر 2013  في الخرطوم ، أتفق الرئيسان البشير وسلفاكير على أن لا يتفقا حول أبيي.
أصر الرئيس سلفاكير على عقد إستفتاء أبيي في أكتوبر 2013 ، كما إقترح مبيكي وثناه مجلس السلم والأمن التابع للأتحاد الأفريقي ( 2012 ) . الأمر الذي رفضه الرئيس البشير ، مذكراً بان مجلس السلم والأمن التابع للأتحاد الأفريقي قد تحفظ  على عقد الإستفتاء من طرف واحد ، بعد رفض حكومة الخرطوم للإستفتاء .
كما أصر الرئيس البشير على تكوين أدارة مشتركة من الدينكا والمسيرية لإدارة أبيي خلال فترة إنتقالية حتى الوصول إلى تسوية سياسية حول أبيي مقبولة لكل الاطراف المعنية ، كما هو متفق عليه  بين حكومتي دولتي السودان  في  أتفاقية يونيو 2011 الموقعة بينهما  . الأمر الذي رفضه الرئيس سلفاكير ، بإصراره على إدارة من قبيلة الدينكا نقوك حصرياً ، وإستبعاد قبيلة المسيرية .

وصلت القمة إلى طريق مسدود حول أبيي ، مما أضطر الرئيس سلفاكير إلى وقف الحوار مع الرئيس البشير وفض الأجتماع بينهما ، حسب تأكيد وزير خارجية دولة جنوب السودان السيد برنابا مريال بنجامين .

2-  أقتراحات  حزب الأمة ؟ 

في يوم الثلاثاء نفسه أصدر حزب الأمة بياناً ذكر فيه إن السيد الإمام قد قابل الرئيس سلفاكير وإعاد على مسامعه إقتراحه بتكوين مفوضية حكماء  من  قبيلتي الدينكا نقوك والمسيرية ( وحكماء آخرين )  لكي  تدرس قضية أبيي  ( وقضايا  الحدود العالقة الأخرى )  وتقترح الحلول  الودية المقبولة لكل الأطراف  .  أقترح السيد الإمام  إعطاء المفوضية فرصة كافية لتقرر بشأن  قضية أبيي وبقية  القضايا الحدودية العالقة . كما  أوضح  السيد الإمام للرئيس سلفاكير  بأن حزب الأمة بصدد عقد (  ورشة  )  لمناقشة قضية أبيي  وأقتراح الحلول الناجعة لحلها  ودياًَ ، عبر تكوين آلية شعبية  مشتركة  .  كما سوف تناقش الورشة تطوير التعاون بين البلدين في أبيي ، ضمن أمور أخرى  .

قدم الرئيس سلفاكير  الدعوة للسيد الإمام لزيارة جوبا لمناقشة قيام  ورشة  أبيي  ولجنة الحكماء حول أبيي  ، ضمن أمور أخرى.

نذكر في هذا السياق ، أن الرئيس سلفاكير قد قابل في الخرطوم الشيخ حسن الترابي ، ومولانا الميرغني والأستاذ  محمد  مختار الخطيب والأستاذ فاروق ابوعيسي  .

ولكن لم يصدر أي من هؤلاء السادة بياناً صحفياً  يوضح نتائج  حواره مع الرئيس سلفاكير  ،  لتنوير الرأي العام  ، كما فعل السيد الإمام في شفافية تُحمد له  .

3- العجاجة في جوبا ؟

في يوم الأربعاء 4 سبتمبر 2013 في جوبا ، رفض القاضي دينق بيونق ، رئيس اللجنة القومية للشكاوى والمظالم العامة  ( من مواطني أبيي ) ، والسيد اروب  مادوت النائب البرلماني الذي يمثل أبيي في برلمان الجنوب ، إقنراح الرئيس البشير بتكوين إدارة مشتركة في أبيي، متعللين بأن محكمة التحكيم الدولية في لاهاى قد أعطت (  22 يوليو  2009  )   أبيي للدينكا نقوك ، وأنه يجب عقد الإستفتاء في أكتوبر بمشاركة دينكا نقوك حصرياً ، وإستبعاد قبيلة المسيرية . وطالبا بأن  يقوم مجلس السلم والأمن التابع للأتحاد الأفريقي بعرض الأمر على الأتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي ليؤكدا قيام الإستفتاء في أكتوبر بمشاركة دينكا نقوك وإستبعاد قبيلة المسيرية .

في المقابل ، صرح زعماء المسيرية بأنهم سوف لن يسمحوا  بعقد الإستفتاء   في أكتوبر دون مشاركتهم ، بالتي هي أحسن أو بالتي هي أخشن ، وإن قضية أبيي قضية وجود وطني ولا تخص قبيلة المسيرية لوحدها ، وإنما الوطن السوداني جميعه . وأكدوا إنهم مستعدون لكل الإحتمالات ، لأنهم لا يرغبون أن يهاجروا للخرطوم ( ويشحتوا ) على أبواب المساجد ، أذا طردتهم قبيلة الدينكا نقوك من أبيي ؟

مشكلة قدر الضربة ؟

4- راديو الحرة ؟

في يوم الخميس 5 سبتمبر 2013 ، ذكر راديو الحرة الذي يبث من واشنطون ، ونقلاً عن مراسلته في الخرطوم  السيدة أماني عبدالرحمن بأن الرئيس سلفاكير قرر تجميد أستفتاء أبيي وحتى إشعار أخر . لم تؤكد هذا الخبر أي من وكالات الأنباء المحلية في جوبا والخرطوم ولا أي من الوكالات العالمية ، مما يطعن في مصداقيته  .
ولكن كل شئ وأي شئ  ، والشئ ونقيضه جائز في دولتي السودان ؟

5 -  التحقيق مع دينق الور  .

ذكرنا في الحلقة الأولى من هذه  المقالة أن الرئيس سلفاكير  قد أمر ( يوم الثلاثاء 18 يونيو 2013)  بالتحقيق مع دينق الور وزير شئون  مجلس الوزراء وكوستي مانيبي وزير المالية  في صفقة الخزائن الحديدية الوهمية   ( 8 مليون دولار ) ، بعد إزاحتهما من  جميع مواقعهما  في الحكومة والحركة  الشعبية . وذكرنا أن الوزيرين قد أرجعا المبلغ المختلس على داير الدولار ( 8 مليون دولار ) لخزينة دولة جنوب السودان ، بعد إفتضاح أمرهما .

وهما الآن يخضعان للتحقيق والتحري في جريمة واضحة المعالم ، لا تحتاج لدرس عصر للمتحري .

كما ذكرنا  ، وهذا هو الأهم ،  أن  دينق الور وشريكه كوستي مانيبي قد أعلنا  اعتراضهما  على ترشيح الرئيس سلفاكير لرئاسة الحركة الشعبية وبالتالي لرئاسة الجمهورية في 2015 ، ويدعمان ترشيح  ريك مشار .

6- ثم ماذا بعد ذلك ؟

لم تتم محاكمة أي مسؤول عن جريمة فساد في دولة جنوب السودان  منذ يوم الأحد 9 يناير 2005 ، رغم  تعدد هكذا جرائم كما ذكرنا ، وحتى صار اسم دولة جنوب السودان مرادفاً للفساد كما تدعي رسالة اللوبي الأمريكي  للرئيس سلفاكير في يوليو 2013  ؟

في هذا السياق ،  في عام 2007  تم حبس وزير المالية ارثر اكوين شول في تهم تتعلق بإختلاسات مالية مهولة وبملايين الدولارات   .  هجمت مجموعة مسلحة من جيش الحركة الشعبية  ومن قبيلة  الوزير شول  ( دينكا أويل )  على السجن وأطلقت سراح الوزير المعتقل .

وقتها طلب الرئيس سلفاكير من شول  الرجوع للسجن لمدة يوم  واحد ، يطلق بعدها سراحه قانونياً ، لإحترام هيبة الدولة ، ولتبييض صفحته قانونياً .

وقد كان  !

وهو الآن حر طليق  يغشى ملاهي جوبا وكمبالا ونيروبي .

في يوم الأربعاء 24 يوليو 2013 أقال الرئيس سلفاكير حكومته ونائبه ريك مشار ووضع باقان أموم قيد الإقامة الجبرية للتحقيق معه  ، ضمن إتهامات  سياسية أخرى ،  في تهم فساد مالي تخص تسجيل  شركة تلفون محمول في الجنوب ( فيفاسل ) باسمه رغم أنها مملوكة للدولة ، وعلاقاته المشبوهة مع رجال أعمال لبنانين من الشيعة .

في يوم الأثنين 29 يوليو 2013 ، أقال  الرئيس سلفاكير  مدير الإدارة العامة والشئون المالية  في مكتبه لأسباب  تتعلق بالفساد المالي  ، ولكنه لم يخضعه لأي  تحقيقات بواسطة النائب العام .

في أغسطس 2013 ، أعاد الرئيس سلفاكير لمنصبيهما أثنين من معاونيه في المكتب الرئاسي بعد توقيفهما وطردهما من وظائفهما لأتهامها بسرقة أموال من خزنة الرئيس سلفاكير الخاصة ، بدون إبداء أي أسباب لإرجاعهما وبدون الإنتظار لحين إنتهاء التحقيقات الجنائية معهما .

في يوم الأربعاء 7 أغسطس 2013 ، رفض برلمان دولة جنوب السودان تثبيت تعيين السيد تيلار دينق وزيراً للعدل ، بسبب تجاوزات مالية إرتكبها السيد تيلار ولم يُحاكم عليها ؟ كما رفض البرلمان تثبيت تعيين نائب وزير الإعلام والإذاعة لنفس الأسباب .

أشخاص متهمون في جرائم فساد بملايين الدولارات ، لا تتم محاكمتهم بل يُعاد تعيينهم كوزراء إحتراماً لتوازنات قبلية ... هذا هو النمط السائد حالياً  في  دولة جنوب السودان ؟

ولكن الأمر مختلف جداً في حالة دينق الور وكوستى مانيبي . لعبة عض  أطراف الأصابع على أشدها بين الرئيس سلفاكير ، وباقي القوى المطالبة بتنحيته . تتنبأ منتديات جوبا بإدانة دينق الور وكوستى مانيبي ، وسجنهما جراء تجرؤهما على الفرعون  وليس لإختلاساتهما الضخمة ... وعشان تاني ؟

7 -  صدق أو لا تصدق ؟

بطلب من دينق الور ، وافق الرئيس سلفاكير على مقابلته  ( الأثنين  29 يوليو 2013 ) .
دخل دينق الور على مدير مكتب الرئيس سلفاكير وهو خائف يتوجس . هدأ المدير من روعه شيئاً وحكى له هذه الحكاية قبل دخوله على الرئيس سلفاكير .

8 -  حكاية !

خرج الأسد والمرفعين والثعلب للصيد معأ . رجعوا من صيدهم بعجل وحشي وخروف وحشي وأرنب .
طلب الأسد من المرفعين أن يقسم الغنيمة بين ثلاثتهم .

أقترح المرفعين أن يستأثر الأسد بالعجل ، وهو بالخروف والثعلب بالأرنب . وكز الأسد المرفعين وكزة النبي موسى وأردأه قتيلاً .

بعدها طلب  الأسد من الثعلب  أن يقسم الغنيمة بينهما .

قال :

العجل لفطورك ، والخروف لغداك ، والأرنب لعشاك يا مولاي الأسد ملك الغاب .

قال :

أنت حكم  عادل يا ثعلب ، من علمك  العدل في الحكم يا هذا ؟ 

قال :

تعلمته من وكزتك للمرفعين يا سيدي الأسد ملك الغاب .

أنهى  مدير مكتب الرئيس سلفاكير حكايته بأن طلب  من دينق الور الإنضمام الى  نادي حملة المباخر ورابطة صناع الطغاة ، إن كان يروم خيراً له ولصديقه كوستى ؟

9- الرووووب ؟

فهم دينق الور الكلام ، ودخل لمقابلة الرئيس سلفاكير ، وهو يتذكر في حكمة الثعلب ودهائه ونفاقه ،  وفي رابطة  حملة المباخر وصناع الطغاة  .

إنبرش دينق الور وإنبطح طالباً العفو ، إن الله غفور رحيم . ألم يغفر الإله لموسى بعد أن قتل ، ألم يغفر يسوع الناصرة ليهوذا الأسخريوطي تسليمه لليهود مقابل 30 قطعة فضة في العشاء الأخير ؟ ألم يرجع دينق الور المال المسروق وعلى داير الدولار لخزينة الدولة ؟ ألم يحلف دينق الور على الإنجيل أنه سوف يدعم حملة الرئيس سلفاكير الإنتخابية في عام 2015 بسنونه وأظافره ؟ ألم يختم دينق الور استرحاماته بالرووب ؟

رد الرئيس سلفاكير بأنه سينظر فيما سيفعل  بعد إستلامه تقرير لجنة  التحري ، وغادر دينق الور مكتب الرئيس سلفاكير ذليلا مكسوراً .

بعد خروج الور من مكتبه ، ردد الرئيس سلفاكير لنفسه في صوت هامس :

إن الذين هاجمونا وكذبوا بآياتنا وإستكبروا عنها ، لا تُفتح لهم أبوابنا ولا يدخلونها ، حتى يلج الجمل في سم الخياط ؛ وكذلك نجزي المجرمين ، الذين يأكلون  أموال الجياع فأخبر بأنهم إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً.

ثم إن الدول المانحة لا يمكن أن تقبل بمختلس في الحكومة ، خوفاً على أموالها وهباتها ؟

دينق الور ؟ حقك راح .

10 - لجنة التحري ؟

في يوم الثلاثاء 18 يونيو 2013 ، كون الرئيس سلفاكير لجنة من خمسة أعضاء برئاسة القاضي جون قاتويك لول ، رئيس اللجنة القومية لمحاربة الفساد ، للتحري في موضوع السيد دنق الور ، وإتهامه بتحويل 8 مليون دولار   من الخزينة العامة  في جوبا لحساب شركة دافي للإستثمار في بنك باركليز في نيروبي ، مقابل توريد خزائن حديدية وهمية .

في يون الأربعاء 4 سبتمبر 2013 ، قدمت اللجنة تقريرها للرئيس سلفاكير .

وجدت اللجنة السيد دينق الور مذنباً في تهمة تحويل مبلغ 8 مليون دولار بغير وجه حق لشركة دافي للإستثمار  في نيروبي ، ووصت بتقديمه للمحاكمة أمام محكمة جنائية .

11 – نجم هوى ؟

لا تتفق منتديات جوبا في المصير الذي ينتظر دينق الور  .

الغالبية تقول بأن الرئيس سلفاكير سوف يحفظ ملف  لجنة التحري  ولن يقدم دينق الور  للمحاكمة لكي يرسل أشارة لل 75 مختلس الذين أختلسوا  ( 2012 )  4 مليارات من دولارات الجوعى لكي يرجعوا هذه المليارات دون خوف من ملاحقة جنائية .

والأقلية ترجح أن يمشي الرئيس سلفاكير إلى أخر الشوط ، وتتم  محاكمة دينق الور  محاكمة جنائية لأن البينات دامغة ولا يمكن تبريرها لأعتي محامي . وبهذه المحاكمة يرسل الرئيس سلفاكير إشارة للمانحين بأن منحهم في أمن وأمان في دولة القانون .

أي طريق سوف يختار الرئيس سلفاكير ؟

الله ورسوله أعلم في دولة جنوب السودان .

في كل الإحتمالات فان نجم دينق الور قد أحترق وهوى ولن يسمع به  عبدالرسول النور  مستقبلاً .
/////////////

 

آراء