هل دقت ساعة الحقيقة أخيراً لأردول؟
مـحمد أحمد الجاك
4 June, 2022
4 June, 2022
بهدوووء_
هل تبدأ حكومة بقايا الحركة "الاسلامية" "المكون" و شيخ جبريل و "الحركات" تناثرها بافتراس مدير الشركة التي تبيض ذهباً "الموارد المعدنية" مبارك اردول؟؟
في غفلة من الزمن و من الغافل حمدوك و من بقية المغفلين وصل اردول إلى منصب مدير الشركة الممسكة بأحد اخطر ملفات الاقتصاد في السودان، وصل بلا مقدمات و لا اسباب و لا روافع اللهم إلا رغبة شلليات الناشطين، واصل اردول الذي لا خبرة له لا في الادارة الحكومية و "و لا المعرفة النظرية باصول عمل الخدمة المدنية" في تسيير الشركة بذات اسلوب مدراء الشركة في عهود الكيزان "عمار باشري و رهطه" و سَهل له التمادي في ذلك جهل رئيسه حمدوك و وزيره المختص "المالية و المعادن" بما يجب أن تؤول إليه هذه الشركة الاخطبوط!!
و عند أول خلاف بين اردول و شلل وزراء و حكام الولايات من قحت انتبهوا إلى خطورة منصبه و ارادوا أن يدخلوا منصبه في محاصصاتهم التي اسفرت عنها المنافسة المحتدمة خصوصا و أنه بلا سند حزبي واضح خصوصا بعد انسحاب مجموعة التجمع المدني/المهنيين/ الشيوعي، و هو المنسحب من حركة عقار قبل اتفاق جوبا!!، و رغم أن اردول حظي بحماية حمدوك إلا أنه انتبه لأن تلك الحماية غير كافية فانتقل سريعاً من صف المكون المدني إلى صف المكون "العسكري و الحربي /الحركات" حيث الرعاية و الحماية التي علي أصولها!!
و فعلاً و منذ ٢٥ اكتوبر اضحي مركز مبارك اردول يحظي بتغطية جيدة و منصبه مصون، لكن و لأن لا شئ يدوم، فإنه لا حماية تدوم كذلك؟
فالآن مع تحرك الارض تحت اقدام تحالف عسكر اسلاميين و اسلاميي الحركات و حركات تحالف القصر "الموز" و بدء تكشف ملامح مرحلة ما بعد الانقلاب فان قادة هذا التحالف اكتشفوا "هكذا فجأة" إن اردول بلا وزن يخوله احتكار منصب امبراطورية تعدين الذهب في السودان "و الدول المجاورة!! و تعالت الاصوات الناقدة له تحت ذات ستار "اموال المسؤولية الاجتماعية" و حصص الولايات في بيض الذهب.. و لذا فيما يبدو سيكون اردول هو أول و اكبر ضحايا هذا التحرك و أول و اكبر الخاسرين في مرحلة ما بعد انقلاب اعتصام القصر الذي كان فيه بمثابة العريس و ابوه و العروس و أمها، لنرى!ّ!
مبعوث أمريكي جديد ..
بإعلان وزير الخارجية الأمريكي ، المبعوث الخاص الجديد للقرن الإفريقي ، تكون ملفات الولايات المتحدة الأمريكية اتجاه القرن الافريقي قد وضحت ، خصوصا في اثيوبيا و السودان ، الدول الملتهبة بسبب المعارك أو الازمات السياسية ،يمكن لنا أن ننظر إلى مايك في ثلاث نقاط وعبرها نستنج شكل السياسات القادمة لواشنطن في الاقليم ، اولا : ولادته وتربيته في امريكا اللاتينية ومن ثم سفيرا في تشيلي تسمح له بالتعامل مع الحكومات العسكرية من أجل مصلحة الولايات المتحدة وخصوصا أن الرجل خريج احدى المؤسسات العسكرية الاكاديمية بالولايات المتحدة.
ثانيا : عمله في الكنغو كسفير يسمح له بالتعامل مع تركيبة اجتماعية معقدة كما هو الحال في القرن الافريقي ، اي أن المنصب المستحدث والذي ارهق سفراء من قبله سيكون له كما منصبه السابق.
ثالثا : كان جزء من حقيبة وزارة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون كمسؤول للشؤون العامة ، حينها لم تجد واشنطن حرج في التعامل مع حكومة مرسي و تقاربه مع الأخوان المسلمين ، مما يعني انه لا يواجه مشكلة في وجود اسلاميين على مستوى السلطة طالما ان هناك قواعد محددة ، بالإضافة إلى مسألة الاستثمارات الامريكية التي يهتم بها اينما حل.
هذه مجرد تكهنات بكل تأكيد ، و من الصعب قراءة المستقبل لكن رسالتي للقوى السياسية و الفاعلين إن الاعتماد في المواقف على المجتمع الدولي ، من دون ارادة وطنية وسياسية هو كارثة ،واعلم أن هذا ضرب على الميت ، ولكن سنظل ندفع بالأجندة الوطنية في كل الاتجاهات.
أخر الهدوووء:-
في الحالة السودانية فإن الأسقام التي تعاني منها البلاد منذ سنوات طويلة قد وصلت اليوم إلى مرحلة خطيرة جداّ توشك أن تؤدي بها إلى هوّة الانقطاع وانعدام كل قدرة على العودة. لقد كان أعظم دروس ثورة ديسمبر المجيدة وما أعقبها من مذابح ومجازر وانكسارات أن سبب السقوط كان سببا داخليا من البدن نفسه قبل كل شيء.
لم تنجح كل المحاولات الفطيرة الميتة في منع انزلاق مسارات التغيير نحو الهوّة السحيقة وفي تجنيب الأمة كل المآسي والكوارث التي سقطت فيها البلاد. صحيح أن هنالك دول اقليمية معروفة للجميع فإنها قد شاركت بقوّة في تدمير مسارات بقية البلدان عبر دعم الانقلابات وتفعيل حالة الفوضى وضمان انكسار التجارب الانتقالية والسودان كان واحداً من ضحايا هذه الدول الاقليمية المتآمرة والداعمة بقوة للثورات المضادة .
لكن دعك من نظريات المؤامرات السالبة التي لا تخدم غير سرديات الاستبداد في القول بأن الخارج كان سبب مصائب الأمة وأنه هو من أفشل مسارات الانتقال الثورية الأخيرة. هذا التبرير لا يخدم غير المستبدّ نفسه وهو يحتمي دون خجل تحت مظلة سيدّه الكفيل لأنه تفسير يُلغي قدرة الشعوب على صناعة تاريخها واتخاذ قراراها. متى توقّف الخارج عن الكيد لهذه الأمة شعوبا ومصيرا وثروات؟ متى؟ بل لقد كانت هذه وظيفته منذ فجر التاريخ لأن القويّ يأكل الضعيف ولأن صيرورة الدول لا تقوم إلا على هذا المنطق الذي هو في النهاية منطق كل كائن حيّ.
mido34067@gmail.com